وقال مصدر من الدفاع المدني السوري في إدلب، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي شنّ غارة على بلدة سرجة بريف إدلب، وبينما توجه فريق الدفاع المدني لتفقد مكان القصف تعرض لغارة أخرى من الطيران الحربي، ما أدى إلى مقتل المتطوع عثمان العثمان من قطاع أريحا، وإصابة المتطوعَين حسين بحسيك، وأحمد بدوي من قطاع بزابور.
وأوضح المصدر أنّ الطيران الحربي تعمّد استهداف الدفاع المدني، وذلك يتضح من خلال شنّ الغارة الثانية عبر رشاشات من الطائرة لاحقت الدفاع المدني أثناء توجهه إلى المنازل المدنية التي تعرضت للقصف.
وذكر المصدر أن فرق الدفاع المدني وكوادرها في المنطقة تعمل بشكل متواصل، على الرغم من الاستهداف المباشر من الطيران الروسي وطيران النظام السوري، مشيراً إلى أنها نقلت، أمس الإثنين، المصابين إلى المشافي، كما عملت على مساعدة آلاف النازحين الهاربين من القصف.
في غضون ذلك، قُتل رجلان جراء غارة من الطيران الحربي الروسي على بلدة شنان في جبل الزاوية، كما أُصيب رجل في بلدة بينين إثر قصف مماثل.
وتزامن ذلك مع قتل طفل وامرأة، وجرح طفل آخر جراء غارة جوية على بلدة مرديخ، وذلك عقب ساعات من مقتل رجل وإصابة ثلاثة مدنيين، بينهم طفلة، بقصف جوي على مدينة سراقب.
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أشار، أمس الإثنين، في بيان له، إلى حركة نزوح جديدة بدأت في ريف إدلب، من مناطق سراقب، وأريحا، وخان السبل في جبل الزاوية، مضيفاً أن فرقه الميدانية سجلت نزوح 5314 عائلة خلال أربع وعشرين ساعة.
Facebook Post |
بومبيو: هجمات النظام وحلفائه عرقلت وقف إطلاق النار بإدلب
ودعا بومبيو إلى ضرورة الإسراع في منح إذن بفتح قنوات وممرات، لإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة للمدنيين القاطنين في المنطقة.
وذكر الوزير الأميركي أن بلاده تتابع بقلق شديد، الهجوم الموسع الذي تتعرض له إدلب والمناطق الواقعة غربي محافظة حلب.
وأشار بومبيو إلى أن عشرات الآلاف اضطروا لترك منازلهم والنزوح إلى أماكن أخرى جراء القصف الجوي العشوائي للمنطقة. وتابع قائلاً: "فعاليات النظام وروسيا وإيران وحزب الله، تساهم في نشر حالة من عدم الاستقرار، وهذه الفعاليات تنتهك قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتعيق عودة مئات الآلاف إلى ديارهم".
Twitter Post
|
ودان بومبيو الهجوم الذي يستهدف المدنيين في الشمال السوري، مبدياً استعداد بلاده لاتخاذ كلّ الخطوات الدبلوماسية والاقتصادية ضد النظام السوري.
في غضون ذلك، أنشأ الجيش التركي نقطة جديدة له في محيط إدلب، وذلك بعد أن استقدم تعزيزات عسكرية إلى جنوب شرقي المحافظة، آتية من الأراضي التركية.
وقالت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الجيش التركي أدخل رتلاً عسكرياً ضخماً من معبر كفرلوسين الحدودي، واتجه أولاً، عند منتصف الليل إلى مدينة إدلب، قبل خروجه منها إلى الريف الشرقي.
وذكرت المصادر أنّ الرتل توجه لاحقاً نحو مدينة سراقب الواقعة على الطريق الدولي حلب - دمشق، وأقام نقطة في محور الصوامع جنوب شرقي المدينة.
وبحسب المصادر ذاتها، فقد ضمّ الرتل التركي 69 آلية، من بينها آليات هندسية "تركس مجنزر"، وأربع عشرة دبابة، ومجنزرة مدرعة، وناقلات جند، فضلاً عن شاحنات الوقود وحافظات الطعام، لافتة أيضاً إلى وجود مدافع ميدانية ثقيلة ضمن آليات الرتل.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ نقطة المراقبة التركية الواقعة في منطقة معر حطاط، جنوب معرة النعمان، باتت شبه محاصرة، حالها حال مدينة معرة النعمان، بعد تقدم قوات النظام وعبورها الطريق الدولي، وسيطرتها على قرية بنين شمال غربي المعرة.
ويشار إلى أنه الرتل التركي الثالث الذي يدخل الأراضي السورية في إدلب، خلال شهر يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك بالتزامن مع الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام بدعم روسي على المنطقة.
وتنشر تركيا وفقاً للتفاهمات مع روسيا، مجموعة من نقاط المراقبة العسكرية حول إدلب شمال غربي سورية، وتُعدّ إدلب وفق تلك التفاهمات منطقة "خفض تصعيد"، إلا أنه وعلى الرغم من التفاهمات تلك، شنّت قوات النظام عمليات عدة بدعم روسي على المنطقة.