وأوضحت المصادر أن عدد الأطباء الذين تقدموا بطلبات التأشيرة للسفارة الأميركية، مرشحٌ للتضاعف خلال الأيام المقبلة، وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة الماضي، عن تقديم تسهيلاتٍ بشأن تأشيرات العمل والزيارة لأراضيها للأجانب العاملين في القطاع الصحي، في ظلّ الأزمة التي تواجهها بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقالت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن السفارة الأميركية في القاهرة تتلقى دائماً طلبات للحصول على تأشيرتها بأنواعها المختلفة، إلا أن العدد قفز على نحو سريع خلال 48 ساعة، بعد إعلان وزارة الخارجية الأميركية، وجميع المتقدمين ينتمون للقطاع الطبي.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت، قبل أسبوع، على موقعها، أن الولايات المتحدة تشجع قدوم العاملين في المجال الصحي للحصول على تأشيرة عمل أو تأشيرة زيارة، لا سيما أولئك الراغبين في العمل على أراضيها. وخصّت السلطات الأميركية بالذكر أولئك الذين يعملون في مجال مكافحة جائحة "كوفيد-19". وحثّت الأطباء والممرضين وغيرهم من ذوي الاختصاص، في حال وجود رغبة لديهم بالعمل في الولايات المتحدة، الاتصال بأقرب سفارة أو قنصلية أميركية لتحديد موعد للحصول على التأشيرة.
وسجّلت مصر، يوم الأحد الماضي، أول حالة وفاة في صفوف الأطباء العاملين في مكافحة العدوى بمحافظة بورسعيد (وهو الطبيب أحمد اللواح)، وسط اتهامات للإدارة الصحية بعدم توفير جهاز تنفس صناعي له بعد تفاقم حالته نظراً لمعاناته من التهاب رئوي حاد.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أعلن قبل أيام عن زيادة بدل المهن الطبية لكافة العاملين بالقطاع الصحي بنسبة 75 في المائة عن القيمة الحالية، بما يشمل الأطباء العاملين بالمستشفيات الجامعية، وذلك بكلفة إجمالية قدرها حوالي 2.25 مليار جنيه (نحو 143 مليون دولار)، فضلاً عن إنشاء صندوق مخاطر لأعضاء المهن الطبية. كما أصدر الرئيس المصري قرارات بصرف مكافآت استثنائية لكافة العاملين حالياً بمستشفيات العزل والحميات والصدر والمعامل المركزية على مستوى الجمهورية، على أن تصرف تلك من صندوق "تحيا مصر".
يأتي هذا في الوقت الذي حذّر فيه مصدر رسمي مسؤول، تحدث لـ"العربي الجديد"، من خطورة الخطوة الأميركية، كاشفاً أن هناك جهات معنية تبحث كيفية مواجهة هذا التوجه بشأن العاملين في القطاع الطبي في ظلّ الظروف الراهنة، حيث تحولت الفرق الطبية الماهرة إلى عملةٍ نادرة تقدر بقيمة عالية، خصوصاً المدربين منهم على التعامل مع الظروف الحالية التي يمرّ بها العالم.
وأوضح المصدر أنه في وقت سابق كانت الدولة لا تعبأ بمن يريد العمل بمنظومتها الصحية أو من يرغب في السفر، لكن حالياً هناك جائحة تواجه العالم كله، ومصر في القلب منه، مقترحاً أن "يكون هناك قرار استثنائي ينظم تلك المسألة، كأن يتم منع سفر الأطباء لفترة محددة لحين تجاوُز الأزمة، مع التوسع بعد ذلك في زيادة عدد كليات الطب أو وزيادة أعداد الطلاب الملتحقين بها، بعدما اكتشف العالم أهمية ذلك".
وأوضح المصدر أن زيادة بدل المهن الطبية للعاملين بالقطاع الطبي كان ضمن توصيات تقارير سيادية أخيراً، وُضعت على مكتب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة بدل العدوى أيضاً، والذي تقدر قيمته الحالية بـ19 جنيهاً (1.2 دولار) فقط.
من جهته، رأى أحد الأطباء أن الزيادة الأخيرة في بدل المهن الطبية غير كافية لتحسين أوضاع الأطباء المزرية في ظلّ الأخطار التي يواجهونها، موضحاً أن الزيادة الجديدة لا تتجاوز 375 جنيهاً (نحو 22 دولاراً) من راتب الطبيب.