هدوء حذر في عدن بعد اشتباكات دامية... والسكان يخشون من تجددها

28 يناير 2018
الهدوء يسود أغلب المناطق التي شهدت اشتباكات(صالح العبيدي/فرانس برٍس)
+ الخط -
عاد الهدوء إلى عدد من أحياء مدينة عدن، جنوبي اليمن، مساء اليوم الأحد، بعد مواجهات مسلحة عاشتها المدينة منذ الصباح بين قوات الحكومة الشرعية من جهة وقوات تتبع "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً من جهة ثانية، بعد دعوته إلى مظاهرات ضد الحكومة.

وأفادت مصادر محلية في عدن لـ"العربي الجديد" بأن الهدوء يسود في أغلب المناطق التي شهدت مواجهات صباح الأحد، مع استمرار القوات الموالية للطرفين بالانتشار في نقاط متفرقة بالمدينة، ويخشى السكان من تجددها، في ظل عدم بروز مؤشرات للتهدئة.

ويأتي الهدوء النسبي، في عدن، بعد ساعات من المواجهات التي شهدتها المدينة، وسيطر على إثرها مسلحو ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم من الإمارات، على مقر الحكومة، وعلى معسكر على الأقل، للقوات الموالية للشرعية.

وشملت الاشتباكات أكثر من نقطة في خور مكسر والعريش، ومناطق أخرى، وسط أنباء عن سقوط أكثر من 12 قتيلاً وعشرات الجرحى، إذ أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المستشفى التابع لها في عدن، استقبل أربعة من القتلى و86 جريحاً، بينهم سبعة من أسرة واحدة.

في غضون ذلك، اتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتياً، الحكومة التي يترأسها أحمد عبيد بن دغر، بالمسؤولية عن التصعيد الذي شهدته عدن، وحذر من "خروج الأمر عن السيطرة"، إذا لم يستجب الرئيس عبدربه منصور هادي لمطالبهم. 

وأشار في بيان رسمي صادر عن المجلس، مساء الأحد، إلى أن الحكومة "أصدرت توجيهات للاعتداء على المتظاهرين، الذي حشدهم المجلس للمطالبة بإسقاط الحكومة"، موضحاً أنها "خالفت دعوة التحالف العربي للتهدئة". 

وحذر المجلس من أن "الوضع قد يخرج عن السيطرة"، داعياً هادي إلى "تحكيم العقل والمنطق والاستماع إلى مطالب شعبه في الجنوب بإقالة حكومة الفساد قبل أن يخرج الأمر عن السيطرة".

ويواصل "الانتقالي" التظاهر في ساحة العروض، بمنطقة خور مكسر، للمطالبة بإسقاط الحكومة، بعد أن بدأ المجلس، منذ أمس السبت، بحشد أنصاره من محافظات محيطة بعدن، للمشاركة بالفعالية.

وأعلن القيادي في "المجلس الانتقالي"، الذي يترأس ما يُسمى بـ"الجمعية الوطنية"، أحمد سعيد بن بريك، أن الفعاليات ستستمر في "ساحة العروض"، اليوم وغداً، وحتى تتم إقالة حكومة بن دغر.

وأضاف في تغريدة على صفحته الرسمية أن "المجلس الانتقالي مع مطالب الشعب الجنوبي وسيحميه" ممن وصفهم بـ"الإرهابيين وحكومة بن دغر الفاسدة".

إلى ذلك، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، في بيان نشره على صفحته في "فيسبوك" إنه: "يتابع بقلق بالغ التطورات السياسية والأمنية في عدن التي ساهمت في زعزعة الأمن والاستقرار في المدينة وأدت إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى، بما في ذلك في صفوف المدنيين".

ودعا ولد الشيخ كافة الأطراف إلى تهدئة الأوضاع وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام للحوار والممارسات السلمية كأساس وحيد لحل الخلافات بين الأطراف، كما أكد استعداد الأمم المتحدة الدائم للمساعدة في حل الخلافات في هذا الوقت الحرج الذي يعيشه اليمن.



وفي وقت سابق اليوم، وجه رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر مناشدة للتحالف الذي تقوده السعودية، بالتدخل لإنقاذ الموقف في عدن، وأشار إلى الإمارات باعتبارها "صاحبة القرار الأول" في تلك المحافظة.

أمّا الإمارات، وفي أول تعليق لها على التصعيد الذي تُتهم بأن لها يداً في إشعاله، فقد اعتبرت على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أن موقفها "واضح" بدعم التحالف بقيادة السعودية.

وقال قرقاش، في تغريدة على صفحته الشخصية بموقع "تويتر": "موقف الإمارات في أحداث جنوب اليمن واضح ومبدئي في دعمه للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ولا عزاء لمن يسعى للفتنة".

وينظر اليمنيون إلى ما تشهده عدن بوصفه "انقلاباً" على الحكومة الشرعية من قبل حلفاء الإمارات المطالبين بالانفصال، الذين يبدو أنهم يحاولون فرض استكمال السيطرة وفرض الأمر الواقع في عدن، بحجة اتهام الحكومة بـ"الفساد"، على نحو لا يختلف كثيراً عن الذرائع التي رفعها مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أثناء توسعهم عسكرياً نحو صنعاء خلال عام 2014.