رهانات مصرية على زيارة عباس لشرم الشيخ اليوم: هل يؤيد اتفاق المصالحة؟

02 نوفمبر 2018
مرت علاقة السيسي وعباس بمرحلة من التوتر(سيمون مينا/فرانس برس)
+ الخط -
في تطور هو الأول من نوعه منذ 10 أشهر يصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الجمعة، إلى مدينة شرم الشيخ للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد مرحلة من التوتر في العلاقات رفض خلالها أبو مازن لقاء مدير المخابرات المصري عباس كامل في رام الله مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، وسط تبادل لرسائل التهديد والتلويح بإجراءات تصعيدية من الطرفين بحسب مصادر كانت قد تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق.

وأعلن السفير الفلسطيني في القاهرة، المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، دياب اللوح، أن عباس سيشارك على رأس وفد رفيع المستوى في افتتاح منتدى شباب العالم، الذي يُعقد للسنة الثانية في مدينة شرم الشيخ، وذلك تلبية لدعوة السيسي.

وأشار اللوح في بيان إلى أن الترتيبات جارية لعقد لقاء بين عباس والسيسي، للتباحث حول آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً دوام التعاون والتباحث بين القيادتين في كافة التطورات السياسية والميدانية.

ومن المقرر أن يضم الوفد المرافق لعباس كلا من مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد، ومدير عام المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ووزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ.

وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني إلى شرم الشيخ واللقاء المنتظر مع السيسي، بعد استقبال الأول لمبعوث السلطان قابوس بن سعيد، وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله. وسلم الأخير عباس رسالة متعلقة بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطنة أخيراً. مع العلم أن بن علوي كان قد أوضح أن السلطنة ليست وسيطاً بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنها تقدم تسهيلات وأفكاراً لمساعدة الطرفين على التقارب.

وقالت مصادر مصرية على اطلاع بالملف الفلسطيني، إن اللقاء المرتقب بين السيسي وعباس جاء بعد استجابة الأخير للمطالب المصرية بوقف إجراءات تصعيدية وعقابية ضد قطاع غزة كان يعتزم الشروع في تنفيذها والإعلان عنها خلال الأيام الماضية، مضيفة أنه من المقرر أن يتطرق اللقاء بين الرئيسين للجهود الأخيرة التي يقوم بها جهاز المخابرات المصري لإتمام اتفاق المصالحة الداخلية مع حركة حماس، ومن ثم الانتقال لإتمام ملف التهدئة مع إسرائيل.

ولفتت المصادر إلى أن هناك اتفاقاً واضح المعالم للمصالحة بعد جولة الوفد الأمني المصري أخيراً بين رام الله وغزة، لكن الاتفاق ينتظر الموافقة عليه من جانب عباس، وهو ما سيسعى السيسي لانتزاعه من أبو مازن خلال اللقاء.

وكان وفد المخابرات المصري الذي يقوده اللواء أحمد عبد الخالق هو من يقود الاتصالات بين الطرفين، وقد زار غزة ورام الله وإسرائيل 4 مرات على مدار الشهر الماضي.

وقالت المصادر التي تحدثت إليها "العربي الجديد"، إن "السيسي سيبلغ عباس أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإحداث تقدم بشأن الملفات العالقة في ظل اهتمام دولي بالقضية، ولإنجاح مسار الوساطة المصرية، وأنه سيكون عليه –أبو مازن- حسْم أمره سريعاً والموافقة على الاتفاق". وبحسب المصادر فإن "مصر انتزعت من حماس تنازلات عدة خلال جولات المفاوضات، ولم يعد عند الحركة تنازلات جديدة لتقدمها ولم يتبقَ سوى تغير موقف عباس لإنهاء الأمر".

من جهة أخرى كشفت مصادر في حركة حماس أنه يتوقع أن يعود الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة خلال وقت قصير للغاية، لن يزيد عن يوم السبت المقبل، لمراجعة الفصائل في عدد من الأمور التي تطرق لها الاجتماع الأخير بين الوفد وبين قيادات الفصائل في غزة الثلاثاء الماضي.

المساهمون