يتخذ النظام السوري وروسيا من الوجود المحدود لعناصر "هيئة تحرير الشام"، في القطاع الأوسط بالغوطة الشرقية، ذريعة لمواصلة استهداف هذه المنطقة التي تضم نحو 400 ألف نسمة، وتخضع للحصار منذ عام 2013.
وقال وائل علوان، المتحدث الرسمي باسم "فيلق الرحمن"، الفصيل الرئيسي الآخر العامل في الغوطة إلى جانب "جيش الاسلام"، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام المسنودة بالطائرات الروسية قامت، منذ ساعات الفجر الأولى، باقتحامات في الجبهة الشرقية للغوطة على محوري الشوفينية والزريقية، إضافة إلى محور جوبر، حيث حاولت اقتحام المنطقة بالترافق مع قصف جوي وصاروخي.
وحول وجود عناصر "هيئة تحرير الشام" في الغوطة، قال علوان، إن "عناصر الهيئة ليس لهم أي وجود على جبهات القتال في أي محور، وليست لهم مراكز عسكرية، وعددهم لا يتعدى 240 شخصا، من أصل 400 ألف هم سكان الغوطة".
وأوضح أن روسيا عطلت، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، في اللحظات الأخيرة، خروج هؤلاء إلى شمالي سورية، بموجب اتفاق تم بينها وبين كل من "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام"، اللذين قدّما لروسيا قوائم بأسماء عناصر "الهيئة" وطريقة خروجهم من الغوطة الشرقية.
وأضاف أن الجانب الروسي "أبلغنا، في حينه، في اللحظة الأخيرة، أنه غير جاهز لإتمام هذه العملية، بحجة عدم توفر وسائل نقل تارة، وعدم جاهزية المكان الذي سيذهب إليه عناصر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) تارة أخرى، لتبدأ بعد ذلك عمليات القصف على الغوطة الشرقية".
ورأى أن روسيا أبقت على ذريعة وجود "هيئة تحرير الشام" ولم تلتزم بإخراجهم، من أجل مواصلة قصف المدنيين والفصائل في الغوطة الشرقية.
وكان بدأ التحضير لإخراج عناصر وعائلات عناصر "النصرة" من جنسيات أجنبية، بموجب اتفاق أبرمه "فيلق الرحمن" التابع لـ"الجيش السوري الحر" مع روسيا، تبعه خلاف داخل "هيئة تحرير الشام"، قبل أن يتم التوافق بينهم على الخروج.
وأوضح علوان أن "عناصر النصرة في الغوطة ينتشرون في القطاع الأوسط بدون مقرات أو وجود على خطوط القتال"، مشيرا إلى أن خمسين منهم ليسوا من أبناء الغوطة، وذلك مقابل انتشار عشرات آلاف المقاتلين من "الجيش السوري الحر"، إضافة إلى "جيش الإسلام" وحركة "أحرار الشام"، عند خطوط التماس ضد قوات النظام في الغوطة الشرقية.
وحثت المجالس المحلية في الغوطة، "تحرير الشام"، على حل نفسها أو الخروج نحو إدلب، كما سبق وخرجت مظاهرات تطالب بذلك، تزامنا مع مواجهات بين "جيش الإسلام" و"الهيئة"، لإنهاء وجود الأخيرة في الغوطة.
وأكد علوان جاهزية الفصائل في الغوطة الشرقية لصد أي اعتداء من جانب قوات النظام، وتوقع أن تكون تكلفة أي اقتحام بري مرتفعة جدا.