تمهيديات الاشتراكي الفرنسي: جولة فاصلة بين هامون وفالس

29 يناير 2017
تنافس بين رؤيتين مختلفتين داخل الحزب الاشتراكي(بيرنارد كاي/فرانس برس)
+ الخط -
فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها، صباح اليوم الأحد، أمام الناخبين في فرنسا للتصويت في الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الاشتراكي للرئاسيات المقبلة، بين مانويل فالس وبونوا هامون

وبلغ عدد مكاتب التصويت في هذه الجولة 7530 مكتبا ستقفل أبوابها في السابعة مساء بالتوقيت الفرنسي.

وحسب آخر المعلومات، فإن نسبة المشاركة في هذه الجولة شهدت ارتفاعا ملحوظا بالمقارنة مع سابقتها، إذ وصلت إلى 21 في المائة. 

ووصل عدد الناخبين، عند منتصف النهار إلى 75 في المائة من مكاتب التصويت، 567.563 ناخبا. 

ومن المتوقع أن يشهد الإقبال على التصويت المزيد من الارتفاع بعد الظهر.

ويتابع المراقبون باهتمام بالغ حجم نسبة المشاركة في هذه الجولة، بعد الغموض الكبير الذي ساد أرقام الجولة الأولى، والتي قاطعها الناخبون المتعاطفون مع اليسار، ولم يصوت فيها سوى 1.65 مليون شخص، بحسب الأرقام النهائية، في حين أن الانتخابات التمهيدية لدى اليمين نجحت، في تشرين الثاني/نوفمبر، في استقطاب أكثر من 4 ملايين ناخب. 

كما أن تمهيديات الاشتراكي السابقة، عام 2011 التي فاز فيها فرانسوا هولاند، جذبت حينها 2.6 مليون ناخب في الجولة الأولى، وبلغت 2.8 مليون في الجولة الثانية. 

ويعول كل من المرشحين المتنافسين على حجم مشاركة أقوى في هذه الجولة، خاصة فالس، الذي يعتبر أن الآلاف من أنصاره لم ينتقلوا إلى مكاتب الاقتراع في الجولة الأولى.


ويختار الناخبون، اليوم، بين رؤيتين مختلفتين بشكل جذري داخل الحزب الاشتراكي. فهامون يدافع عن رؤية يسارية تتحدى المنطق الاقتصادي وتعد بمستقبل أفضل، في حين يدافع فالس عن مشروع سياسي واقعي منطلقا من رؤية إصلاحية وليبرالية. 

وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة وآراء المحللين، فقد بات هامون الأوفر حظا في هذه الانتخابات، لقدرته على استمالة شرائح واسعة من الناخبين اليساريين، خاصة الشباب، وبفضل شخصيته الهادئة التي تختلف تماما عن شخصية فالس المزاجية ذات الميل السلطوي التي اكتسبها خلال إدارته وزارة الداخلية ورئاسة الحكومة. 

وخلال الحملة الانتخابات التمهيدية، نجح هامون في فرض مقترحاته في صلب النقاش العام، خصوصا اقتراح أجر أدنى بـ750 يورو لكل مواطن فرنسي، رغم الغموض الذي يكتنف تفسيره لمصادر تمويل هذا المقترح، الذي يبدو "طوباويا" وغير واقعي بالنسبة لفالس وللمرشحين الآخرين للرئاسيات. 

غير أن هامون يستغل بذكاء ورقة "الأحلام الطوباوية" التي لا تزال تحظى بوقع إيجابي في أوساط اليساريين، بل إن مارتين أوبري، الأمينة العامة السابقة للاشتراكي ورئيسة بلدية مدينة ليل، شكرت هامون، الجمعة، في رسالة صوتية، واعتبرت أنه "منح حياة جديدة لفكرة التقدم، التي تعني للاشتراكيين إمكانية غد أفضل وتبعث من جديد مهمة اليسار التاريخية".     

ومن جهته، يشدد فالس على "مصداقيته" والخبرة التي اكتسبها من تجربة العمل الحكومي في مواجهة خصم يتهمه ببيع "الأوهام"، ويؤكد أن مآله الحتمي هو "الخيبة" والفشل.

وتميزت حملة فالس، منذ ظهور نتائج الجولة الأولى، بالارتباك والتشنج، إذ بادر إلى شن هجوم عنيف على هامون، إلى حد اتهامه بالتقصير في الإيمان بمبدأ العلمانية والتلميح إلى تقرّبه من الإسلاميين المتطرفين، وهي الاتهامات التي صبّت في صالح اليمين المتطرف، الذي أطلق حملة تبخيس واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي على هامون، واسمه الشخصي بونوا، اسم "بلال هامون"، لكن هذا الأخير صرح، الخميس الماضي، في تجمع انتخابي، بأنه فخور بأن يطلق عليه اسم بلال أو أي اسم عربي آخر. 

وحسب العديد من استطلاعات الرأي، فإنه بغضّ النظر عن هوية الفائز مساء اليوم، فسيحل في المرتبة الأخيرة خلال الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مايو/أيار المقبل، وراء مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبن، ومرشح اليمين المحافظ، فرنسوا فيون، وأيضا وراء وزير الاقتصاد الاشتراكي السابق، إمانويل ماكرون، ومرشح اليسار الراديكالي، جان لوك ميلانشون. 

ويرى محللون أنه في حال فاز هامون، كما هو متوقع، فإن قسما من الناخبين الاشتراكيين ذوي النزعة الإصلاحية سيتوجهون تلقائيا نحو ماكرون، وفي حال فوز فالس، فسيتجه أنصار هامون والناخبون ذوو النزعة اليسارية في اتجاه ميلانشون.