وزير الخارجية القطري: المطالب قدّمت لترفض ودول الحصار لديها مؤسسات متورّطة بالإرهاب

01 يوليو 2017
وزير الخارجية القطري: الدوحة مستعدة للانخراط في الحوار(معتصم الناصر)
+ الخط -
عشية انتهاء مهلة دول الحصار لقطر لتنفيذ قائمة مطالبها التي تشمل فرض الوصاية والتبعية، أعلنت الدوحة، على لسان وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشكل واضح أنّ هذه القائمة قدّمت كي ترفض، وأنّها مستعدة لأي تداعيات بعد انتهاء مهلة دول الحصار، مشدّدةً على أنّ هذه الدول التي تتهم قطر بدعم الإرهاب لديها مؤسسات وشخصيات متورطة بالإرهاب، على خلاف دولة قطر.

وأوضح آل ثاني، خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيطالية روما، أن الغرض من المطالب التي قدمتها دول الحصار هو فرض آلية رقابة على قطر، وأنّ "القائمة قدّمت كي ترفض".

وأكّد "لن نقبل أي شيء ينتهك سيادة دولة قطر أو أي إملاءات تأتي من الخارج"، مبدياً استعداد بلاده "للانخراط في الحوار والتفاوض إذا توفرت شروط ذلك"، مشدّداً على أنّه "ليست لدينا مخاوف ومستعدون لمواجهة أي تداعيات بعد انتهاء مهلة دول الحصار".



وأشار وزير الخارجية إلى أنّ قائمة المطالب تنتهك القانون الدولي، لافتاً إلى أنّ ما تفرضه دول الحصار يعتبر عقاباً جماعياً، مبيناً أن قطر لديها أكثر من 13 ألف حالة إنسانية تأثرت جراء الحصار.

وبخصوص المزاعم والاتهامات التي تسوقها دول الحصار ضدّ قطر، بدعم الإرهاب، قال آل ثاني إن "اتهامنا بالإرهاب مثار تهكم وقطر مشهود لها في مكافحة الإرهاب"، مضيفاً أن هذه الدول التي تتهم قطر بالإرهاب لديها مؤسسات وشخصيات متهمة بتمويل الإرهاب وبتنفيذ عمليات إرهابية، على خلاف قطر، التي لا تذكر بأي تقارير بهذا الخصوص.

وفيما أكد آل ثاني أن قطر تحاول اتخاذ مواقف بناءة مع الوساطة الكويتية، لفت إلى أن الجامعة العربية لم تحرك ساكناً منذ فرض الإجراءات الجائرة على قطر. وبين في الوقت نفسه، أنّ الولايات المتحدة أعلنت منذ بداية الأزمة أنها ضدّ التصعيد، وذلك من خلال تصريحات وزارتي الدفاع والخارجية لديها، فيما رأى أن الموقف الروسي واضح ويشجع على الحوار ويرفض أي تصعيد في الأزمة.

وعن العلاقة مع طهران، قال إن إيران دولة جارة ودولة قطر تريد علاقات إيجابية معها خصوصاً أننا نشترك معها في الحدود وحقل غاز، ويجب أن تكون هذه العلاقات مبنية على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، موضحاً أن "هذا ليس قرار دولة قطر بل قرار مجلس التعاون في آخر قمتين".

كما تطرّق آل ثاني إلى مطالب إغلاق قناة "الجزيرة"، مبيناً أنّ القناة منصة للتعبير الحرّ والرأي الآخر، وهي قناة رائدة عملت بمهنية على مدى 20 عاماً، ومثلت منصة لمئات ملايين العرب، ولولا ذلك لما صدرت أصوات تطالب بإغلاقها. وتابع "نقول لمن يريد إغلاق الجزيرة أن يأتي بقناة تنافسها".

من جهة ثانية، قال وزير الخارجية القطري، إن "قطر لم تصنع الربيع العربي بل كان صناعة الشعوب التي عانت من هذه الديكتاتوريات لعقود"، واصفاً التغيير بطرق سلمية بـ"بارقة أمل للشعوب".

وأكد أن قطر تؤمن بحق الشعوب في تحديد مصيرها، مضيفاً غير أنها "لا تؤمن بأن يكون هناك إجبار للشعوب على تحمل الديكتاتوريات أو إجراءات هذه الديكتاتوريات".

وأوضح "لذلك دولة قطر لم تدعم الربيع العربي ولكنها لم تقف في وجه الربيع العربي، بل ساعدت الحكومات التي انتقلت إلى السلطة ما بعد الربيع العربي لتقدم شيئاً لشعوبها".



وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً. وفي 22 يونيو/حزيران الماضي، قدّمت دول الحصار، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة تضم 13 مطلباً تهدف إلى فرض الوصاية والتبعية على دولة قطر.

على خط موازٍ، يتابع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، زيارته إلى أنقرة، حيث التقى اليوم السبت، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في حضور وزير الدفاع التركي فكري إشك.

وجرى خلال اللقاء، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، "استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، وتطرق الرئيس خلال المقابلة إلى الأوضاع الدولية والإقليمية".

(العربي الجديد)