وثائق الخارجية الأميركية 1980: نظام حافظ الأسد يموت

04 يونيو 2018
الخارجية توقعت أن تطول عملية تغيير النظام (Getty)
+ الخط -

توقعت وزارة الخارجية الأميركية، في سبتمبر/أيلول 1980، انهيار نظام الرئيس السوري آنذاك، حافظ الأسد، على خلفية تزايد التحديات أمام حكمه من جماعات سورية مختلفة، خصوصاً بسبب مجازر حماة في حينها، بحسب إحدى البرقيات التي رفعت الوزارة السريةَ عنها قبل أيام.


وتنص البرقية المذكورة، التي وجّهتها وزارة الخارجية لعدد من السفارات الأميركية في ذلك التاريخ، بعنوان "مراجعة السياسة الأميركية تجاه سورية"، أن التوقعات بشأن انهيار نظام الأسد قد تكوّنت لديها نتيجة اجتماعات عقدتها عدة جهات تضم ممثلي وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، ووزارة الخارجية، وجهاز الاستخبارات العسكرية، وجهاز الأمن القومي، وممثلين عن جهات حكومية أخرى من بينها البيت الأبيض، في إطار "الاستعداد لحماية المصالح الأميركية فيما يبدو أنه مستقبل غامض أمام سورية".

وأشارت البرقية إلى أنه على الرغم من صعوبة تحديد عمر نظام الأسد، فإنه من الواضح أن "النظام يموت"، موضحة أنه باستثناء سيناريو الاغتيال، ستكون عملية تغيير نظام الأسد طويلة.

ونوهت البرقية إلى أن احتمال سيطرة قوة إسلامية متشددة على الحكم في سورية في حال سقوط نظام حافظ الأسد، "بعيد المنال".

وأشارت البرقية إلى أن أفضل الخيارات بالنسبة لواشنطن هي أن تبقى على الحياد، لافتة إلى أنه على الرغم من تفضيل واشنطن بقاء نظام الأسد، إلا أنها لا تستطيع دعم بقائه في الحكم. واعترفت البرقية بعدم قدرة واشنطن على التأثير على سيناريو خلافة الأسد، على الرغم من تفضيلها تحالفاً علوياً ــ سنياً.

وقبل صدور البرقية السابقة بستة أشهر، أشار محضر تقرير لـ"السي آي إيه" عن سورية، صدر بتاريخ 17 مارس/آذار 1980، إلى أن حافظ الأسد زاد من المخاطر ضد الطائفة العلوية، بعدما أظهر نيته في استخدام الجيش لسحق أي تمرد أو معارضة في أي مدينة سورية.


ورأى التقرير أن ذلك ربما يفيد الأسد على المدى القصير، إلا أنه سيضر به على المدى الطويل. وخلص تقدير الاستخبارات الأميركية إلى أن حافظ الأسد يخاطر بالورقة الأخيرة لاستمرار بقائه في سدة الحكم. كما رأت أن الأقلية العلوية ربما تجنح إلى التضحية به قبل أن تعم الفوضى، وذلك حفاظا على مصالحها.