تفاصيل هجوم كركوك: راعي أغنام استدرج قوة من مليشيات "الحشد الشعبي" للكمين

19 فبراير 2018
انطلاق عمليات لـ"الحشد" لـ"تطهير" قرية السعدونية (أحمد الروباوي)
+ الخط -

كشفت مصادر لـ"العربي الجديد عن تفاصيل الهجوم الذي نفّذه تنظيم "داعش" الإرهابي، ليلة أمس الأحد، في قرية تابعة لقضاء الحويجة غربي محافظة كركوك، عبر كمين شارك فيه شخص ادّعى أنه راعي غنم ساهم في استدراج عناصر مليشيات "الحشد الشعبي"، في عملية أدت إلى مقتل أكثر من 30 قتيلاً وفقد آخرين.

وأفادت مصادر عسكرية بأن سبع سيارات تابعة لاستخبارات مليشيا "الحشد" وقعت في "كمين غادر" لـ"داعش في منطقة السعدونية التابعة للحويجة، مبينة أن عناصر التنظيم كانوا يرتدون زي الشرطة الاتحادية، مما سهّل عليهم عمليتهم، التي أدت إلى مقتل أكثر من 30 عنصرا من المليشيات، غالبيتهم من قوات "بدر" ولواء "علي الأكبر".

وأكد ضابط في الشرطة العراقية بكركوك، لـ"العربي الجديد"، أن القوة تعرضت لكمين بعد وصول رجل قروي إلى مقر تابع لـ"الحشد" قال إنه يعمل راعي غنم في المنطقة، وشاهد منزلا داخله أشخاص مسلحون بلحى طويلة قرب جسر الشاهرية في بداية قرية السعدونية، ولدى توجه قوات كبيرة إلى المنزل، بناء على هذا الإخبار، وقعت في كمين لـ"داعش" دام نصف ساعة، وقتل واختطف كل أفراد القوة، واستولى التنظيم على سلاح وذخيرة وعجلة واحدة وأحرق الأخرى، مؤكدا أن الشخص الذي أبلغ عن المنزل يرجح أنه أحد أعضاء "داعش"، وأنه اختفى بعد استدراجه قوات "الحشد" إلى الكمين. 

وأشارت المصادر نفسها إلى أن قوات الشرطة الاتحادية وطيران القوة الجوية وصلت إلى موقع العملية، لكنها جاءت "متأخرة"، حيث لم تجد غير جثث عناصر "الحشد" مرمية على الأرض بعد نزع سلاحها وتشويه بعضها.

إلى ذلك، أعلنت مليشيا "الحشد الشعبي"، اليوم، انطلاق عمليات عسكرية لتطهير قرية السعدونية التي وقعت فيها الحادثة من عناصر تنظيم "داعش". 

وتوعّد القيادي في مليشيا الحشد، جواد الطليباوي، بأن "العملية الغادرة التي نفّذتها عصابات "داعش" لن تمر بسلام، فالعمليات العسكرية التي ستقوم بها قواتنا ستجني ثمارها سريعا، وستأخذ بثأر القتلى"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "عناصر "داعش" ما زالوا متواجدين في قرى شرقي قضاء الحويجة". 

وأرجع عضو البرلمان العراقي عن محافظة كركوك، أرشد الصالحي، الحادثة، إلى "الضغوطات السياسية" التي مورست على مجلس المدينة المحلي بشأن تبديل قطاعات الجيش بالشرطة في المحافظة، مبينا أن "تبديل قطاعات الشرطة وسحب الفرقة 20 من الجيش العراقي، من مناطق المحافظة، سمح لتنظيم "داعش" بإعادة الانتشار مرة أخرى".



وأضاف الصالحي، في بيان صدر عنه، أنه "سبق وأن حذّرنا الحكومة من أن عمليات تطهير كركوك لم تتم بالمطلق، بعد بسط الدولة سيادتها القانونية"، موضحا أن ""داعش" ما زال موجودا على أطراف كركوك". 

وأعلن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، الإثنين، عن فتح تحقيق موسع في حادثة ليلة أمس بقرية السعدونية في كركوك.

ووفقا لبيان أصدره مكتب رئيس الحكومة، فإن الأخير أمر بفتح تحقيق في الحادث ونقل تعازيه لذوي القتلى من أفراد "الحشد". بينما أصدرت المليشيا بيانا، في الوقت نفسه، توعّدت فيه بالرد على العملية من خلال حملة تنفذها في المنطقة ذاتها، بحثا عن الخلايا الإرهابية التي نفّذت الهجوم.

وأعلنت بغداد، في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عن تحرير قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش بعد معارك استمرت عدة أسابيع.

دلالات