حملة إعلامية لم تجد ما يبرّر لها من أسباب، فاعتمدت على الفبركة واختلاق الخطاب، بهدف الضغط على قطر وفرض الوصاية عليها، وهو ما تبيّن بوضوح في الرسائل المسرّبة لسفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة.
الإعلان عن قطع العلاقات وإغلاق المنافذ من قبل هذه الدول الأربع، يكشف أيضاً أنّ هذه الخطوة التصعيدية أعدّ لها سلفاً، بعد فشل الحملة الإعلامية في تحقيق مرادها؛ الحملة التي تتناقض مع ميثاق مجلس التعاون الخليجي، من خلال التحريض على دولة عضو في المجلس.
وفي بيانات رسمية منفصلة، أعلنت السعودية والإمارات ومصر والبحرين عن سحب البعثات الدبلوماسية من الدوحة، وإبلاغ البعثات الدبلوماسية القطرية مهلة 48 ساعة لمغادرة أراضيها.
كذلك تضمّنت البيانات الرسمية إغلاق الحدود البحرية والبرية وإغلاق الأجواء بين هذه الدول وقطر.
وأعلنت السعودية، في بيان صادر عنها، قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، وإغلاق حدودها معها، مشيرة إلى أنها اتخذت هذا القرار "حماية لأمنها الوطني"، و"نتيجة للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة، سراً وعلناً، طوال السنوات الماضية بهدف شق الصف الداخلي السعودي"، على حدّ زعمها.
وأضاف البيان السعودي "إنفاذاً لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية يمنع على المواطنين السعوديين السفر إلى دولة قطر، أو الإقامة فيها، أو المرور عبرها، وعلى المقيمين والزائرين منهم سرعة المغادرة خلال مدة لا تتجاوز 14 يوماً"، كذلك منعت "دخول أو عبور المواطنين القطريين إلى المملكة العربية السعودية، وتمهل المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوماً للمغادرة"، مستثنية من ذلك أغراض السفر إلى السعودية لأداء العمرة والحج.
ولحقت بركابها دولة الإمارات، وأعلنت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر، وغلق مجالها الجوي والبحري في وجه وسائل النقل القطرية، وإمهال المواطنين القطريين 14 يوماً لمغادرة الأراضي الإماراتية.
كذلك أعلنت البحرين عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة وإغلاق المجالين الجوي والبحري أمام الملاحة من وإلى قطر، ومنع مواطنيها من السفر إلى قطر، وإمهال المواطنين القطريين 14 يوماً لمغادرة المملكة.
وأعلنت بموازاة ذلك، قيادة التحالف العربي الذي تقوده السعودية إنهاء مشاركة القوات القطرية بالتحالف في اليمن، فيما أعلن نادي الأهلي السعودي فسخ عقد الرعاية مع الخطوط الجوية القطرية.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الإثنين، إن "القاهرة قرّرت قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر".
وأضافت في بيان "قرّرت حكومة جمهورية مصر العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، في ظل إصرارها على اتخاذ مسلك معادٍ لمصر وفشل كافة المحاولات لإثنائها عن دعم تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر"، على حدّ زعمها.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، عن استدعاء سفير قطر في القاهرة، سيف بن مقدم البوعينين، إلى مقر وزارة الخارجية، الإثنين، وإبلاغه قرار مصر بقطع العلاقات الدبلوماسية، وتسليمه مذكّرة رسمية بإنهاء اعتماده سفيراً لدى مصر، وإمهاله 48 ساعة لمغادرة البلاد.
وقال أبو زيد، في بيان للخارجية، إنه "تم إبلاغ القائم بالأعمال المصري في الدوحة بالعودة إلى القاهرة في غضون 48 ساعة، تنفيذاً لقرار قطع العلاقات بين البلدين"، اتصالاً بقرارات السعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، بدعوى "اتخاذها مساراً معادياً للدول العربية، وسعيها للعبث بأمن واستقرار دول الخليج".
إلى ذلك، صرّحت وزيرة الهجرة المصرية، نبيلة مكرم، أن السلطات القطرية لم تتخذ أي إجراءات بشأن قرابة 300 ألف مصري يعملون في أراضيها، أو إنهاء تعاقد أي من العمالة المصرية، مشيرة إلى "توفير مصر فرص عمل لكل من يُقرر العودة النهائية من قطر، بالتنسيق مع القوى العاملة"، على حدّ زعمها.
بدورها، أعلنت الحكومة اليمنية في بيان "تأييدها للخطوات التي اتخذتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن بإنهاء مشاركة القوات القطرية، وكذلك تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية بدولة قطر"، مكيلة بدورها الاتهامات الزائفة إلى قطر، بزعمها في البيان أن الخطوة تأتي "بعد اتضاح ممارسات قطر وتعاملها مع المليشيات الانقلابية ودعمها للجماعات المتطرفة في اليمن، مما يتناقض مع الأهداف التي اتفقت عليها الدول الداعمة للحكومة اليمنية الشرعية".كذلك، أعلن رئيس ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، في اليمن، هاني بريك، وقوف المجلس الذي يسعى إلى فصل جنوب اليمن عن شماله، مع قرار السعودية والإمارات بمقاطعة قطر.
وقال بن بريك، في تغريدة على صفحته الشخصية في موقع تويتر "موقفنا الثابت، والذي أكدناه منذ إعلان بيان عدن التاريخي، بأننا نوالي من والته السعودية والإمارات ونعادي من يعاديهما فإننا معهما في مقاطعة قطر".
(العربي الجديد)