وقالت مصادر عسكرية إن مئة من مشاة البحرية من "42 كوماندوز"، المتمركزة بالقرب من مرفأ بليموث في بريطانيا، ستشكّل قوة رد فعل سريعة. وستعمل من سفن تابعة للبحرية، وتقوم بدوريات في المنطقة من قاعدة بحرية بريطانية جديدة في البحرين.
ويأتي نشر هذه القوات في الوقت الذي ينضم فيه مسؤولو الجيش والاستخبارات البريطانيون إلى تحقيق دولي في أحداث الأسبوع الماضي التي شملت ناقلتي نفط بالقرب من مضيق هرمز، حيث وجّهت الولايات المتحدة وبريطانيا أصابع الاتهام إلى "الحرس الثوري الإيراني". كذلك ستتم مناقشة دور بريطانيا في الأزمة يوم غد الإثنين من قبل مسؤولي الجيش والأمن القومي في اجتماع طارئ لكوبرا.
ومن المتوقع أن يتوجه مشاة البحرية الملكية إلى البحرين في غضون أسابيع. وستعمل هذه القوات من السفينة الملكية "كارديجان باي" التابعة للأسطول الملكي، مستخدمةً الزوارق السريعة والمروحيات، لحماية السفن الحربية الملكية البحرية والسفن التجارية البريطانية.
من جهته، قال مسؤول أمني بريطاني إن الخبراء سيساعدون في تحديد المواد التي استخدمت في الهجمات على وجه الدقة. وأضاف، بحسب ما أوردت الصحيفة، أنّ تحليل المقذوفات سيتم تنفيذه لتحديد نوع المتفجرات المستخدمة. "سيكون الخبراء البريطانيون على استعداد لتقديم الدعم الفني والمساعدة في تحليل الطب الشرعي".
وأوضح المسؤول أنّه في المياه الزرقاء الدافئة لمضيق هرمز لا يوجد مجال للأخطاء. إن الممرات الملاحية، التي يبلغ عرضها ميلين فقط، مليئة بناقلات تحمل النفط الخام...
Twitter Post
|
وبعدما ألقت الولايات المتحدة باللوم على طهران في شنّ هجوم على صهريجين في خليج عمان، يخشى المحلّلون والدبلوماسيون من اندلاع حلقة من العنف المتبادل يصعب وقفها.
ومن المعلوم أنّ أي حريق في هذا الجزء من المياه، مهما كان نطاقه المقصود، يمكن أن يكون ذا تكلفة عالية، حيث يمر ثلث إمدادات النفط الخام في العالم عبر المضيق، وأسفل ما كان يُعرف سابقًا باسم ساحل القراصنة، حيث هاجم غزاة محليون سفنا من البحرية الملكية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وتبرز الأزمة الحالية بعد نشر واشنطن لشريط فيديو يظهر فيه تورّط إيران بالهجوم على خليج عمان.
ووفق الصحيفة، يكمن خلف هذه المواجهات، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، الموقع في العام 2015، وتجديد العقوبات التي تضرب الاقتصاد الإيراني، ما يثير دعوات في طهران للانتقام.
وقال دبلوماسيون يعملون على إنقاذ الصفقة النووية، إن طهران تحاول أن تُظهر لواشنطن وحلفائها أنه لن يتم وضعها في زاوية. في المقابل، تحاول الإمارات والسعودية، وهما من أشد أعداء إيران، تخفيف حدة هذا التصعيد.
وأخبر مصدر عسكري كبير في لندن، صحيفة "صنداي تايمز"، أن الحقائق الكاملة لحادث يوم الخميس "بعيدة عن أن تكون متاحة".
وقال المصدر: "لقد كان تحدياً اكتشاف ما حدث للناقلتين نظراً لعدم تمكن أي من القوات البحرية الأميركية أو البريطانية من الصعود على متنهما".
ومن المتوقع أن تجتمع لجنة أمن "كوبرا" في "وايت هول" يوم غدٍ، للاطلاع على الأزمة وخطة إرسال قوات "المارينز".
أمّا قادة البحرية، فيريدون تعزيز قدرة البحرية على اكتشاف وإشراك القوارب الصغيرة، التي يتّهم الإيرانيون باستخدامها لمهاجمة الناقلات.
وقال مصدر عسكري إن وجود مشاة البحرية بالمدافع الرشاشة على ظهر السفن الحربية أو السفن التجارية، قد يؤدي إلى تفادي أي زوارق إيرانية تحاول التسلل إليها، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وتخطط البحرية الملكية لمهمة "حماية القوة" منذ أسابيع، بسبب تصاعد التوترات مع إيران. ومع ذلك، لم تعلن عن المهمة رسمياً، لأن وزارة الدفاع لا تريد أن يُرى أنها تصعّد الموقف.
وفي هذا الشأن، قالت الوزارة إن "هذا نشر تدريبي مخطط له، ولا يرتبط بأي حال بالوضع المستمر في خليج عمان".
وعلى صعيد الحكومة البريطانية، اندلعت حرب كلامية نهاية هذا الأسبوع بين جيريمي كوربين، رئيس حزب "العمال"، الذي ادعى غياب وجود "أدلة موثوقة" تربط إيران بهجمات الناقلات، ووزير الخارجية جيريمي هنت، الذي اتّهم زعيم "العمال" بـ"رفض دعم الحلفاء البريطانيين أو الاستخبارات البريطانية أو المصلحة البريطانية".