ضغوط أوروبية على موسكو بشأن سورية: للعودة إلى "الحظيرة الدولية"

15 ابريل 2018
بوتين يحذر من "فوضى" بالعلاقات الدولية (ميخاييل كليمينتيف/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل الردود على الضربة الغربية الثلاثية على مواقع النظام السوري، التي أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنها مشروعة وفي إطار المعايير الدولية، وتتواصل معها الضغوط على موسكو، للعودة إلى "الحظيرة الدولية" في ما يتعلّق بالأزمة السورية.

وقال ماكرون، في لقاء تلفزيوني اليوم الأحد: "أقنعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرورة بقاء القوات الأميركية في سورية، كما بضرورة قصر الضربات على المواقع الكيميائية"، لافتاً إلى أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن موسكو شريك في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.

بدورها، أعربت المندوبة البريطانية لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، عن تطلع بلادها إلى "عودة روسيا إلى الحظيرة الدولية في ما يتعلق بالأزمة السورية".

وقالت المندوبة البريطانية، في لقاء مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، اليوم الأحد: "نتطلع في هذه المرحلة إلى عودة الروس إلى حظيرة المجتمع الدولي، والمساعدة في حل هذا النزاع"، لافتةً إلى أن روسيا سبق وساعدت في تمرير القرار الذي طالب سورية بالتخلي عن أسلحتها الكيميائية.

من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، الأحد، عن خشيته أن "تستمر الحرب في سورية" بشكلها الحالي.

وفي حين وصف الضربات الثلاثية بالناجحة، قال جونسون إنه ليست هناك خطط لشن المزيد. وأضاف لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "أخشى أن تكون النتيجة غير سعيدة. لهذا، إذا قلنا إن تحركنا يقتصر على الأسلحة الكيميائية... سيعني بالطبع أنه يجب أن تستمر الحرب السورية".

كما أشار إلى أن "هدف الضربات الغربية، كان الرد على سلسلة من الاعتداءات بالأسلحة الكيميائية في السنوات الأخيرة". 

وفي مقابلة مع قناة تلفزيون "سي.بي.إس"، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، اليوم، إن واشنطن "ستفرض، غداً الإثنين، عقوبات جديدة ضد موسكو والشركات المرتبطة ببرنامج سورية للأسلحة الكيميائية".

وأوضحت أن "العقوبات ستؤثر في الشركات، التي تتعامل مع المعدات المتصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية".

في المقابل، حذّر الرئيس الروسي، الأحد، من أن توجيه ضربات جديدة على سورية سيُحدث "فوضى" في العلاقات الدولية، وذلك بعد هجوم منسق، السبت، نفّذته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وقال بوتين، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني، إنه "إذا تكررت أفعال مماثلة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، فإن هذا سيُحدث من دون شك فوضى في العلاقات الدولية"، بحسب بيان للكرملين.

إلى ذلك، نقلت وكالة (تاس) الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قوله إن موسكو ستدرس مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن سورية قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لكن سيكون من الصعب التوصل إلى حل وسط في هذه القضية.

وأضاف ريابكوف أن روسيا ستبذل كل الجهود لتحسين العلاقات السياسية مع الغرب، مشيراً إلى أن قنوات الاتصال بين موسكو وواشنطن لا تزال مفعلة. 

وأوضح المسؤول الروسي أن "قنوات الاتصال بين روسيا والولايات المتحدة تساعدنا في تشكيل موقف أكثر وضوحاً ودقة في ما يستجد من أحداث في سورية"، وزعم أن "ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية أتلفت تحت إشراف دولي.

 

إلى ذلك، أبدى الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، ارتياحه الكبير للضربة العسكرية على مواقع النظام السوري، وقلقه في الوقت ذاته من احتمال مواجهة أميركية- روسية مباشرة على الأراضي السورية.

وأتى ذلك في تصريح لصحيفة "بيلد أم سونتاغ" الألمانية، الأحد، تعليقاً على الهجوم الثلاثي الأميركي- البريطاني- الفرنسي فجر أمس السبت، الذي استهدف مواقع تابعة للنظام السوري. 

وقال: "رغم الارتياح الكبير لعدم إفلات هذه الهجمات (هجوم النظام الكيميائي على بلدة دوما السورية) الغادرة من العقاب؛ لكنّ هناك خطراً أن تقع مواجهة مباشرة بين أنظمة الأسلحة الأميركية والروسية في الأرض السورية".

وأوضح شتاينماير أن الباحثين عن مستقبل سلمي في سورية في حاجة إلى "التفكير أبعد من الضربة الجوية القادمة"، وبيّن أن الولايات المتحدة وروسيا تتحملان مسؤوليات كبيرة في هذا الإطار.

وأضاف: "إذا لم تجد واشنطن وموسكو الطريق الذي يصل إلى تقارب بين بعضمها حول سورية، فإن فرص التسوية معدومة في هذا البلد"، مشيراً إلى أن التباعد بين روسيا والغرب يثير قلق ألمانيا. 

وفجر أمس السبت، شنّت واشنطن وباريس ولندن ضربة عسكرية ثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري. 

وتأتي الضربة رداً على مقتل العشرات وإصابة المئات، في 7 إبريل/ نيسان الجاري، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق. 

(الأناضول، فرانس برس)