أولى محاولات توظيف انقلاب عدن: جبهة للحوثيين في يافع

14 اغسطس 2019
سارع الحوثيون للتقدم باتجاه يافع(محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
لم يتأخر الحوثيون في استغلال انقلاب انفصاليي "المجلس الجنوبي الانتقالي" بدعمٍ إماراتي، في عدن، لفتح جبهة جديدة في الجنوب، إذ شنّوا أول هجوم عسكري كبير على مناطق محافظة يافع، الواقعة إدارياً ضمن محافظة لحج. وهي المرة الأولى التي يشنّ فيها الحوثيون هجوماً بهذه القوة عبر جبهات مديرية الزاهر، وقبائل الحميقان في محافظة البيضاء المحاذية لمحافظة يافع، ذات الثقل القبلي الكبير في جنوب اليمن. في السياق، ذكر شهود عيان وقادة عسكريون لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين حشدوا في الجبهات المحاذية لمناطق الجنوب، في مكيراس باتجاه أبين، والزاهر باتجاه يافع لحج، وأب باتجاه الضالع، لكنهم شنّوا الهجوم على يافع في محاولة للوصول إلى معسكر جبل العر الاستراتيجي، وحققوا تقدماً في مديرية الزاهر، ما شكل نكسة للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تولّى هذه الجبهة. وكشف مصدر عسكري أن الهجوم جاء عقب استغلال الحوثيين سحب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، لواء الصاعقة الذي يقوده عبدالعزيز المنصوري إلى عدن، للمشاركة في الانقلاب وترك جبهات حدود يافع في مواجهة الحوثيين، لذلك سارع الحوثيون للتقدم باتجاه يافع. وحول أهمية هذه الجبهة قال المصدر، إن يافع تنقسم بين محافظتي أبين ولحج وتربطهما مع محافظتي البيضاء والضالع، وتمثل قبائلها أكثر قبائل الجنوب حضوراً. وتُعدّ ثانية منطقة بعد الضالع في اعتماد الإمارات عليها من ناحية القوة البشرية، التي تتشكّل منها القوات الموالية للإمارات في جنوب اليمن، وتعتمد عليها ومعها الضالع، في تحقيق مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية.

وتعدّ يافع المنطقة الوحيدة المحيطة بعدن التي لم يدخلها الحوثيون، لكنها كانت من أكثر المناطق التي قاتلت الحوثيين منذ الحرب، لذلك فهي مهمة من الناحية العسكرية لكونها تختصر المسافة في حال تمكن الحوثيون من التقدم فيها باتجاه عدن، عبر لحج عدن مباشرة، كما أن السيطرة على يافع وتحديداً جبل العر، تسمح بالكشف على ثلاث محافظات هي لحج وأبين والبيضاء.

كما أن مهاجمة يافع بعد اعتماد الإمارات وحلفائها على يافع في الانقلاب الأخير، الذي سيطر فيه المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن، والذي دفع الكثير من أبناء يافع للزحف إلى عدن، جعلت الطريق ممهّدة لتحقيق الحوثيين تقدمهم باتجاه يافع. ويرى الحوثيون أن انسحاب أبناء يافع من الجبهات يساعدهم في الساحل الغربي، من خلال تخفيف القوات التابعة للشرعية والتحالف من تلك الجبهات.
المساهمون