دعا زعيم حزب "العمال الكردستاني" المعتقل في تركيا، عبد الله أوجلان، أنصاره من نواب ومعتقلين مضربين عن الطعام إلى وقف إضرابهم، ما يشير إلى "تحولات كبيرة" في مواقفه بعد لقائين سُمح له بعقدهما مع محاميه في محبسه يومي 2 و22 مايو/أيار الجاري.
واستجاب نواب ومعتقلون أكراد، اليوم الأحد، لدعوة وجهها أوجلان من سجنه لوقف إضراب عن الطعام كانوا يخوضونه بسبب "عزله".
ودعا زعيم "العمال الكردستاني"، عبر محاميه الذي التقاه مرتين هذا الشهر، أنصاره إلى وقف الإضراب، في ثاني رسالة من نوعها تدعو إلى التهدئة مع الحكومة التركية، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول طبيعة هذه الدعوة والأسباب التي تقف وراءها.
وفي دعوة أولى عقب لقائه الأول مع محاميه، دعا أوجلان "وحدات حماية الشعب" الكردية إلى "مراعاة المصالح التركية".
وجاء السماح لمحامي أوجلان بلقائه بعد 8 سنوات من حظر أي نوع من اللقاءات معه، وفي أعقاب الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس/آذار الماضي، وما سُجل من تأثير للصوت الكردي في ترجيح كفة المعارضة على حساب حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، الأمر الذي دفع مراقبين محليين إلى اعتبار أن الهدف من السماح بلقاءي أوجلان مع محاميه هو "كسب أصوات الناخبين الأكراد في انتخابات الإعادة بإسطنبول في 23 يونيو/حزيران المقبل".
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن هذه التحولات لا ترتبط فقط بالحسابات الداخلية، بل لها علاقة بالتطورات الإقليمية الجارية، وخاصة المساعي التركية الأميركية للتوافق بشأن منطقة شرق الفرات شمالي سورية، مشيرين إلى أن "أي توافق على هذا الصعيد يستدعي بالضرورة اعتراف تركيا بـ"الوحدات الكردية"، وهذا الموقف يصبّ في عقد التفاهمات وفق ما تريده أنقرة وأميركا".
في المقابل، شدد وزير العدل التركي عبد الحميد غُل، الجمعة الماضية، على أنّ لقاءي زعيم حزب "العمال الكردستاني" مع محاميه في معتقله بجزيرة إميرلي جرى "بقرار من القضاء التركي الذي رفع الحظر على لقائهما"، رافضاً ربط اللقاءين بتطورات إعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول، أو إحياء "مسيرة السلام والديمقراطية" مع الأكراد، والتي كان حزب "العدالة والتنمية" قد بدأها قبل سنوات، ووصلت إلى طريق مسدود.
وعقب دعوة أوجلان، أعلن نواب ومعتقلون أكراد تجاوبهم ووقف الإضراب الذي بدأ قبل مدة بسبب ما وصفوه بـ"عمليات عزل أوجلان في محبسه بشكل انفرادي".
وجاء في بيان محامي زعيم "العمال الكردستاني"، الذي وزع اليوم الأحد على الإعلام، أن "عملية الإضراب المتواصلة وصلت إلى أهدافها"، مشددا على أنه "من المهم صحة وسلامة المضربين عن الطعام، وهي الأساس في ثقافة الكفاح الديمقراطي".
ومن بين أبرز من أوقفوا إضرابهم عن الطعام عضو البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ليلى غوفن، المضربة عن الطعام منذ 200 يوم.
وقالت غوفن، في بيان ألقته من مقر حزب الشعوب الديمقراطي في ديار بكر، إنها وجهت الدعوة لعائلات المعتقلين المضربين عن الطعام مطالبة بإنهاء الإضراب، مؤكدة، بدورها، أن "المرحلة التي وصلنا إليها كانت وسيلة لكسر عملية عزل أوجلان في السجن، وسنلجأ إلى وسائل أخرى من أجل رفع العزل بشكل كامل، كما أوقفتُ الإضراب بعد أن أدى مع الصمود إلى الوصول لأهدافه".
وأضافت أنه "مع هذا الصمود، فإن الشعب التركي انتصر بديمقراطيته، ونقل صوت أوجلان للخارج من معتقله، ما يساهم في الديمقراطية في تركيا من جهة، والسلام في الشرق الأوسط من جهة أخرى"، ليتم نقلها بعد ذلك إلى المستشفى من أجل علاجها من تأثيرات الإضراب.