الجيش العراقي و"الحشد" يعرقلان عودة نازحي الأنبار

04 سبتمبر 2016
أحد النازحين: عدد العوائل التي عادت للمدينة قليل جداً(Getty)
+ الخط -
رغم إعلان الحكومة العراقية ومحافظة الأنبار بدء العودة الطوعية للنازحين من الكرمة والفلوجة، إلا أن مسؤولين محليين أكّدوا، في تصريحات صحافية، عودة أعداد محدودة إلى الكرمة بسبب العراقيل، التي فرضتها قوات الجيش و"الحشد الشعبي"، بينما ما تزال الفلوجة وأطرافها تحت سيطرة قوات الجيش، في الوقت الذي تستمر فيه معاناة العوائل النازحة بالمخيمات وسط ظروف إنسانية صعبة.

وأعلن مدير الكرمة، جاسم المحمدي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المدينة شهدت عودة حوالى 150 عائلة خلال اليومين الماضيين، بعد استكمال الإجراءات الأمنية وتهيئة الظروف الملائمة لعودة العوائل"، مضيفاً أنّ "العوائل النازحة التي عادت للكرمة كانت تقيم في مخيم عامرية الفلوجة، وجرى نقلها بباصات تابعة للجيش إلى مركز التدقيق، الذي أقيم في معسكر طارق شرق الفلوجة لغرض التحقق من هوية كل نازح قبل السماح لهم بالدخول لمدينة الكرمة" .

وقال أحد النازحين من الكرمة، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدد العوائل التي عادت إلى المدينة قليل جداً، مقارنة بالأعداد الكبيرة الموجودة في مخيمات عامرية الفلوجة"، مضيفاً أنّ "العوائل التي عادت للكرمة قضت وقتاً طويلاً امتد منذ الصباح الباكر حتى الليل، لغرض التحقيق من قبل ضباط الجيش مع العوائل النازحة في مخيم مؤقت، تم إنشاؤه داخل معسكر طارق".

بالتزامن مع ذلك، اتهم النائب، أحمد السلماني، في تصريحات صحافية، مليشيات "الحشد الشعبي" بـ"عدم الانصياع لأوامر رئيس الوزراء، حيدر العبادي، والخاصة بالسماح بعودة النازحين إلى مدينة الفلوجة ونواحيها"، مشيراً إلى أنّ "قوات الحشد رفضت الاستجابة لتوجيهات العبادي، ولم تسمح لغاية الآن للنازحين بالعودة باستثناء أعداد قليلة جداً من أهالي الكرمة".  


وأعلن العبادي، في وقت سابق، عن خطة حكومية مدعومة من منظمة الأمم المتحدة، تقضي بإعادة آلاف الأسر النازحة من المدن التي تمكّنت قوات الجيش ومليشيات "الحشد" من فرض السيطرة عليها وطرد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها، بينما لا تزال مليشيات الحشد تمنع سكان جرف الصخر وبيجي وقرى في محافظة ديإلى من العودة إليها، وفق مصادر حكومية.

وأشار ضباط في قيادة العمليات المشتركة، في تصريحات صحافية، إلى أنّ "سبب تأخير عودة النازحين إلى مدينة الفلوجة وأطرافها، هو انتشار العبوات الناسفة في طرقات المدينة ومنازلها، واستمرار قوات الجيش بتمشيط المدينة، وإخلائها من الأسلحة والمخلفات الحربية التي تركها تنظيم داعش".

في المقابل، أكّد عضو مجلس محافظة الأنبار، محمد ياسين، في تصريح صحافي، أنّ "أكثر من أربعة أحياء كبيرة، في مدينة الفلوجة، جاهزة لاستقبال النازحين بعد تنظيفها والتأكد من خلوها من العبوات الناسفة"، مضيفاً أنّ "جهود الدوائر الخدمية مستمرة لإعادة تأهيل الكهرباء وشبكة المياه في المدينة، لغرض التهيؤ لعودة أهالي الفلوجة قريباً".

وتمكّنت قوات الجيش العراقي ومليشيات "الحشد" من السيطرة على مدينة الفلوجة، بدعم واسع من طيران التحالف الدولي بعد معركة طويلة استمرت لأكثر من أربعين يوماً، أسفرت عن تهجير أكثر من 90 ألفاً من سكانها، فضلاً عن مقتل المئات واعتقال آلاف آخرين .

المساهمون