واستقبلت مكاتب الاقتراع الناخبين المسجلين الذين توافدوا إليها قبل فتحها رسميا بدقائق، وانتظروا انطلاق عملية التصويت من أجل الإدلاء بأصواتهم في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التونسية السابقة لأوانها.
وسجلت قوات الأمن والجيش التونسيين حضورهما في محيط مراكز الاقتراع.
وكانت وزارة الداخلية قد خصصت ما يفوق السبعين ألف عون أمن لتأمين العملية الانتخابية، ووفرت وزارة الدفاع الوطني بدورها 32 ألف عسكري انطلقوا منذ ليلة أمس في العمل لتأمين نقل المواد الانتخابية.
وأكد مسؤول بمكتب الاقتراع عن هيئة الانتخابات يدعى جاد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الجيش متواجد منذ الليل لتأمين الانتخابات، مؤكدا أنه تم تأمين المواد الانتخابية وصناديق الاقتراع في موعدها، وأنه تم فتح المكاتب في التوقيت المحدد.
وأضاف أن "التصويت يتم في ظروف طيبة إلى حد الآن، وأغلب التونسيين واعون بدورهم، وأغلبهم يقترعون ويغادرون المكاتب بعيدا عن التجمعات، وهم متفهمون ويعرفون ما يقومون به".واشتكى الناخبون من غياب الملاحظين في مراكز الاقتراع، ما اضطر أعضاء المراكز للقيام بالأعمال الفنية واللوجستية اللازمة.
وسجّل الناصر الهرابي، مدير مرصد "شاهد"، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن سوء توزيع مراقبي المجتمع المدني أدى إلى اختلال في تغطية كافة مراكز الاقتراع.
وفسّر الهرابي ذلك بأن وجود مترشحين اثنين دفع منظمات المجتمع المدني للتقليص في عدد الملاحظين، مشيرا إلى وجود اختلال في عدد ملاحظي المترشحين، حيث سجل المرصد حضورا مكثفا لمراقبين ممثلين للمترشح نبيل القروي، مقابل حضور ضعيف لممثلي المترشح قيس سعيد.
ودعا مدير مرصد "شاهد" إلى عدم التشكيك في سلامة المسار الانتخابي ونزاهته، واعتبر أن نقص عدد الملاحظين لا يبرر كل ما يروج من إشاعات تطعن في نزاهة وشفافية الانتخابات.
واعتبر ناخبون، تحدث إليهم "العربي الجديد"، أن عملية الانتخاب "مساهمة من عموم المواطنين المسجلين في رسم مستقبل أفضل لتونس وإنجاح ديمقراطيتها".
ودقائق قبل انطلاق التصويت، تجمع ناخبون من فئة المسنين والكهول أمام مراكز الاقتراع، بينما كان أعضاء المركز يواصلون بنسق سريع إلصاق قوائم المسجلين ودليل الناخب أمام المكاتب، وبحضور عدد محدود من ملاحظي المنظمات المختصة في رقابة الشأن الانتخابي.
مطالب التونسيين
وقال المواطن عبد الفتاح الأشقر إنه على التونسيين ألا يكتفوا بدور المتفرج أو الجلوس على الربوة، "لأن ذلك لن يأتي بنتيجة"، مضيفا أن "الانتخابات فرصة لإنقاذ تونس، وبالتالي فهي مهمة جدا لأنها ستحدد مستقبل البلاد".
وأفاد بأنه "لا بد من اعتماد الكفاءة عند الاختيار، فهي المقياس الأساسي لاختيار الأفضل بين المرشحين"، مبينا أن "الشعب يعي أهمية المرحلة وعليه أن يختار الأحسن".
وقال صالح، خمسيني قدم للتصويت من مقر سكنه البعيد بقلعة الأندلس (غربي العاصمة على أطراف محافظة بنزرت) إلى مركز الاقتراع بوسط العاصمة "لافايات"، لـ"العربي الجديد"، إنه استيقظ منذ السادسة صباحا، متجها بواسطة الحافلة إلى مركز الاقتراع المسجل به حتى يكون من أوائل من يقومون بواجب الانتخاب، مستغربا ممن يتأخر في أداء واجبه الانتخابي.
وأعرب المتحدث عن رغبته في أن "ينهض التونسيون ببلادهم وينتخبوا رئيسا يضمن إشعاع البلاد".
وما يزال الاستحقاق الرئاسي في مخيلة التونسيين أهم المحطات الانتخابية، رغم أن نظام البلاد أضحى برلمانيا منذ الثورة.
وفي السياق، أكدت السيدة جميلة، العاملة في مصنع، والتي جاءت باكرا إلى مركز الاقتراع من أجل "اختيار الرئيس الذي سيقود البلاد واسترجاع كرامة أبنائها، وحتى تمشي المرأة بأمان في الشوارع من دون خوف، وتحافظ على كرامتها".
وأيضا، لفت المواطن عبد القادر الغربي أن "هذه الانتخابات مهمة جدا"، مبينا أن "الأهم ليس التصويت ووضع ورقة أو علامة، بل المهم أن يفهم الناخب لماذا يصوت ومن سيختار، ولماذا ينتخب"، مشيرا إلى أن "الانتخابات ستحدد مستقبل تونس".
وأكد خميس الدريدي بدوره، أن "التصويت يجب أن يكون على أساس الاختيار والثقة، وأن يهتم الرئيس بالشعب".
وقال إنه "على التونسيين أن يختاروا الرجل المناسب في المكان المناسب"، مضيفا أنه ترك عمله وسيذهب متأخرا لكي يصوت، فــ"الانتخابات أولوية وهي قبل كل شيء". وأكد أن "التصويت مهم لأن مستقبل تونس سيتحدد من خلال الانتخابات".
وترى محرزية أن "تونس أمانة في يد الرئيس المقبل، الذي عليه إنقاذ البلاد"، مبينة أنها نهضت باكرا من أجل التصويت، وأنها لم تنم جيدا لأنها تشعر بالحيرة، وتريد الأفضل لتونس.
وقالت المتحدثة إنه "على الرئيس القادم أن يهتم بالشباب"، فابنها حاصل على شهادة جامعية وعاطل عن العمل، مشيرة إلى أنها "تأمل إنقاذ تونس وأن يحكمها الأفضل".
وأشار السبعيني حسين بوحلواني إلى أنه "لا بد من اختيار الأنظف والأكفأ، وعلى الرئيس النهوض بالبلاد والاهتمام بالشباب، وبأزمة المعيشة، فالناس يريدون تغييرا جذريا ومستقبلا أفضل".
وبين الشيخ عمر أن "تونس لديها نخبة مثقفة، والزعيم الراحل بورقيبة دعا للتعليم"، مؤكدا أن "الرئيس القادم يجب أن يبادر بالتجديد، ويتقدم بتونس لتلتحق بمصاف الدول المتقدمة، والأهم هو العمل، وأن يقوم الرئيس بواجبه".