رحبت عدد من الدول والمنظمات الدولية، اليوم السبت، بالاتفاق التاريخي بين الولايات المتحدة و"طالبان"، معتبرة الاتفاق خطوة مهمة نحو سلام شامل في أفغانستان.
وجاء توقيع الاتفاق التاريخي في العاصمة القطرية الدوحة، بين الولايات المتحدة و"طالبان"، ليمهد الطريق أمام انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مقابل ضمانات أمنية من الحركة.
الاتحاد الأوروبي
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان، وفق ما أوردته "فرانس برس"، إنّ "الفرصة الحالية للمضي نحو السلام لا يجب أن تفوّت"، مضيفاً أنّ الاتحاد يتوقع "أن تبدأ المفاوضات بين الأفغان، وبقيادة الأفغان، من دون تأخير بشكل يشمل الجميع وبهدف تحقيق سلام دائم".
وأعرب بوريل عن استعداد الاتحاد الأوروبي للمساعدة في عملية سلام أفغانية تكون فيها "جميع الفصائل السياسية وشخصيات نسائية أفغانية وأقليات وكذلك المجتمع المدني، ممثلة بطريقة مجدية". وأضاف "من المهم لكل شعب أفغانستان أن يشعر أنه ممثل في الحكومة القادمة وفي مفاوضات السلام. هذا من شأنه معالجة المظالم ومنها ما هو في سياق العملية الانتخابية الأخيرة، والدفع بالمصالحة".
حلف شمال الأطلسي "الناتو"
من جهتها، أعلنت الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن ترحيبها باتفاق السلام المبرم، السبت، بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان".
جاء ذلك في بيان صادر عن الدول الأعضاء الـ29 في "الناتو"، بحسب ما أوردته "الأناضول". وأكدت الدول أنها ستعيد النظر في وجود قواتها بأفغانستان وفقاً للأوضاع. وأشار البيان إلى أنّ "حلف الناتو يرحب بالخطوات الأولى التي من شأنها أن تحقق السلام وتنهي الصراع في أفغانستان".
ولفت البيان إلى أنّ "التطورات الأخيرة قللت من الاشتباكات في البلاد، ومهدت الطريق أمام إجراء مفاوضات بين الأفغان".
ودعا البيان حركة "طالبان" إلى تقييم فرصة السلام في أفغانستان. وجاء في البيان "سيقوم الشركاء في الحلف، وبعثة دعم الاستقرار، بتنفيذ بعض التغييرات، حسب الحاجة، بما في ذلك تخفيض الوجود العسكري".
وأضاف البيان أنّ "الناتو يتوقع أن تؤدي المفاوضات الشاملة بين الأفغان للتوصل إلى اتفاق سلام دائم في البلاد، وعدم إفساح المجال لجعل أفغانستان مرتعاً آمناً للإرهابيين مرة أخرى".
السعودية
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، بتوقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية، اليوم السبت.
وأضاف البيان، وفق ما ذكرته "رويترز"، أنّ السعودية تتطلع "لأن تحقق تلك الخطوة وقفاً شاملاً ودائماً لإطلاق الـنار، وسلاماً يعم جميع أنحاء الـبلاد".
ويمهد الاتفاق التاريخي الطريق نحو انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان في غضون الأربعة عشر شهراً المقبلة، ويمثل خطوة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاماً.
وجرى حفل التوقيع، في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور العشرات من وزراء خارجية العالم.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وحركة "طالبان"، قد أصدرا بيانين، للتأكيد على توقيع الاتفاق بالدوحة، إثر التوصل إلى تفاهم لـ"خفض العنف"، بدأ السبت الماضي واستمر لأسبوع.
ويأمل الأفغان أن يؤدي الاتفاق إلى إنهاء أربعة عقود من النزاعات، وكذلك فتح باب الحوار بين حكومة كابول والحركة بهدف وضع حد للمعاناة في البلد الفقير.
وتزامناً مع عملية الانسحاب، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة "طالبان" وسلطات كابول بحلول 10 مارس/آذار، استكمالاً للاتفاق الموقع في الدوحة، وفقاً لمسؤولين أميركيين.