في أول تعليق لموسكو على خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، رأى الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن عددا من أحكام الخطة الأميركية للتسوية في الشرق الأوسط يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وأفاد بيسكوف في حديث لبرنامج "موسكو. الكرملين. بوتين" المذاع بقناة "روسيا 1" اليوم الأحد: بأن "هناك مجموعة كاملة من قرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. تمكن الرؤية بالعين المجردة أن بعض أحكام هذه الخطة تتعارض مع أحكام قرارات مجلس الأمن الدولي".
وتابع قائلا: "نرى رد فعل الفلسطينيين، ونرى سلسلة كاملة من تضامن عدد من الدول العربية مع الفلسطينيين في رفض هذه الخطة، مما يدفع، بالطبع، إلى التفكير في قابليتها للحياة".
وحتى الآن بدت القيادة الروسية منضبطة في تقييم "صفقة القرن" التي تم الإعلان عنها من الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، بينما سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للتوجه إلى موسكو لإطلاع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تفاصيل الخطة المثيرة للجدل يوم الخميس الماضي.
وكان ترامب قد كشف، الثلاثاء الماضي، في واشنطن، برفقه نتنياهو، عن مضمون "صفقة القرن" التي عكف منذ وصوله إلى البيت الأبيض على العمل عليها.
وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، قال ترامب إنّ "الخطة شاملة ومفصلة وتعتبر الفضلى للطرفين، ورؤيتي كانت تحقيق فوز ونصر للطرفين بتحقيق دولة فلسطينية وأمن لإسرائيل بذات الوقت"، مضيفاً: "نتنياهو أعلمني بأنه موافق على الخطة، والخطة شاملة مكونة من 181 صفحة".
وفيما أقرّ بسيادة إسرائيل على غور الأردن والمستوطنات، ترك الأراضي الفلسطينية "المخصصة لدولتهم الجديدة مفتوحة وغير مطورة لأربع سنوات"، على أن يجري خلال هذه الفترة "التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوصول إلى الدولة المستقلة"، مخاطباً الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقول: "إذا ما اخترت يا عباس مسار السلام، فإنّ الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى ستدعمك".
من جانبه، أعلن الرئيس الفلسطيني، خلال الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية، أمس السبت، بخصوص "صفقة القرن"، أنّه أبلغ الاحتلال الإسرائيلي بقطع كلّ العلاقات معه ومن ضمنها الأمنية، متحدثاً كذلك عن قطع السلطة الفلسطينية التعامل مع الإدارة الأميركية على خلفية سياستها تجاه فلسطين.
وكشف أنه رفض استلام خطة "صفقة القرن" من ترامب، كما رفض الحديث معه هاتفياً أو استلام أي رسائل منه.
وقال عباس: "قالوا لي إن الرئيس ترامب يريد أن يرسل لي الصفقة لأقرأها، فقلت لن أستلمها، ثم طلب ترامب أن أتحدث معه عبر الهاتف، فقلت لن أتكلم، وبعد ذلك قال (ترامب) إنه يريد إرسال رسالة لي، فرفضت استقبالها".
وأضاف: "رفضت استلام الصفقة والتحدث مع ترامب وتسلم أيّ رسالة منه، لأنه كان سيبني على ذلك للادعاء بأنه تشاور معنا".