حفتر في إيطاليا: مساع لدعم التقارب مع السراج

06 ديسمبر 2018
رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي يلتقي حفتر اليوم(Getty)
+ الخط -

بدأت العلاقات الجديدة بين اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر وإيطاليا بالظهور، في خضمّ متغيرات الساحة الليبية التي تشهد بروز توازنات سياسية جديدة، مع التقارب اللافت بين مجلسي النواب والدولة الليبيين، اللذين لطالما مثّلا قطبي التنافر في الأزمة طيلة السنوات الماضية.

وتبدو زيارة حفتر غير المعلنة لروما التي وصل إليها أمس الأربعاء، غير بعيدة عن هذه التوازنات، رغم أنه لم يرشح منها سوى ما سربته الصحف الإيطالية التي أكدت أن لقاءً سيجمع حفتر مع رئيس الحكومة جوزيبي كونتي اليوم، دون كشف أسباب ودوافع هذا اللقاء المفاجئ.

وفي هذا السياق، كشف مصدر عسكري مقرّب من قيادة حفتر لـ"العربي الجديد"، أن "لقاءات الأخير ستتمحور حول ضرورة دعم إيطاليا لمحادثات القاهرة بشأن توحيد مؤسسة الجيش، وضرورة اضطلاعها بدور لإقناع ضباط الجيش وحكومة فائز السراج بالقبول بمقترحه بشأن هيكلة الجيش وتوليه منصب القائد العام".

وتعدّ هذه الزيارة الأولى التي يجريها خليفة حفتر إلى روما بعد مؤتمر باليرمو، الذي كان قد التحق به وباجتماعاته الجانبية في الثاني عشر والثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وفي وقتٍ أفادت مصادر إعلامية إيطالية بأن حفتر التقى فور وصوله إلى روما بالسفير الأميركي لدى تونس ديفيد روبنسون، والمسؤول أيضاً عن الملف الليبي، دون الكشف عن تفاصيل اللقاء، لفت المصدر العسكري الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن "حفتر بحث مع روبنسون تحديد مكان انعقاد الملتقى الوطني الجامع مطلع العام المقبل، حيث ترغب إيطاليا في استضافة أولى جلساته بينما ترى دول أخرى من بينها الولايات المتحدة أن تنعقد جلساته في تونس".

من جهةٍ أخرى، أشار المصدر إلى أن "حفتر يعلم جيداً أن المجتمع الدولي لن يتخلى عن السراج، وهذا بدا وضحاً في تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأخيرة خلال لقائه بالسراج أول من أمس، التي أكد فيها استمرار دعم واشنطن للسراج وحكومته".

وتشير المصادر الإيطالية أن حفتر "متخوف من تعيين السياسي الإيطالي جوزيبي بوتشينو، سفيراً لإيطاليا في طرابلس، بدلاً من السفير الحالي، جوزيبي بيروني، إذ إن مواقف بوتشينو الرافضة لوجود حفتر في المشهد الليبي معروفة".

ولا يبدو أن التقارب الإيطالي مع حفتر يبعد كثيراً عن ملامح التقارب بين الأخير والسراج حليف روما، فقد برزت في الآونة الأخيرة العديد من وجهات النظر المشتركة بين الرجلين، على رأسها معارضتهما لجهود مجلسي الدولة والنواب لتغيير حكومة الوفاق والإطاحة بالسراج ، بعد تعديلات أجراها مجلس النواب على الإعلان الدستوري لتضمين قراره بشأن إعادة تشكيل السلطة التنفيذية، وهو قرار يترافق مع قرار آخر يتعلق بإقرار قانون الاستفتاء على الدستور، الذي يعارضه حفتر ولا يرى أنه يخدم مستقبله في المشهد، إذ تحدّ كثير من موادّه الأساسية من طموحه في الحصول على منصب عسكري بارز.

ولأول مرة تجاهر قيادة قوات حفتر بمعارضة مسار مجلسي النواب والدولة، فقد أكد العميد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم قوات حفتر، خلال مؤتمر صحافي ليل الأربعاء، معارضة حفتر للتوافق بين مجلسي الدولة والنواب على تغيير حكومة الوفاق.

وقال المسماري إن "قيادة الجيش (قوات حفتر) تتابع توافق البرلمان والمجلس الأعلى للدولة، بخصوص قانون الاستفتاء وتشكيلة المجلس الرئاسي الجديدة برئيس ونائبين، وهو ما سيطيل أمد الأزمة في ليبيا، وهو أمر خطير جداً ويطيل من معاناة المواطن الليبي".

ولفت إلى موافقة حفتر على إجراء انتخابات بقانون استفتاء مؤقت، مشيراً أيضاً إلى دعم حفتر للملتقى الوطني الجامع "بسبب وجود وعاء زمني أو جدول زمني وهو تطور جيد وإيجابي"، حسب المسماري.

وتعليقاً على ذلك، قال المصدر العسكري إن "حفتر نفض يده نهائياً من مجلس النواب كواجهة سياسية له، ويتجه الآن لأن يكون له فصيل قبلي وسياسي ممثل في لقاءات الملتقى الوطني الجامع، وتحديداً داعمي النظام السابق الذين سيحظون بتمثل كبير لأول مرة منذ سقوط نظام القذافي".

وكشف المصدر النقاب عن لقاءات جمعت ممثلي حفتر بقيادات في نظام القذافي السابق في الإسكندرية، للتحضير لتحالف بينهما وتقديم الدعم له خلال لقاءات الملتقى. ​

 

المساهمون