"ذا غارديان" تستنكر "الفعل الإرهابي" لعسكر السودان بحق المتظاهرين: إرادة شعب ستنتصر

04 يونيو 2019
"ذا غارديان": إطلاق النار على المتظاهرين "يستوجب الإدانة" (الأناضول)
+ الخط -
توقفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، عند فضّ المجلس العسكري الحاكم في السودان، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، مشددة في افتتاحيتها الإثنين، على ضرورة حماية المتظاهرين، ومسلطة الضوء على دعم "قوى الاستبداد" مصر والسعودية والإمارات، للجنرالات.

وقالت الصحيفة، إنّ إطلاق النار على المتظاهرين السلميين في العاصمة الخرطوم، "أمر يستوجب الإدانة"، وأضافت أنّ "الإدانة يجب أن توجه إلى المجلس العسكري الانتقالي الحاكم، الذي يقف وراء الأحداث غالباً".

ووصفت مقتل المعتصمين أمام مقر الجيش في الخرطوم، بأنه "أكثر أفعال الإرهاب دموية من قبل السلطات، ضمن سلسلة من الفظائع التي ترتكبها بحق المتظاهرين".

وقامت قوات الدعم السريع التابعة للمجلس العسكري السوداني، في وقت مبكر أمس الإثنين، باقتحام الاعتصام السلمي في محيط مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم لفضّه، متسبّبة في سقوط عشرات الضحايا من دون أن تتضح حصيلتهم النهائية.

وأفادت لجنة أطبّاء السودان المركزية في بيان، بـ"ارتفاع عدد قتلى المجزرة التي ارتكبها المجلس العسكري، إلى أكثر من 30 شهيداً، مع صعوبة حصر العدد الفعلي للشهداء نسبة لإحاطة قوات الدعم السريع والشرطة للمستشفيات والتعرض للأطباء بالضرب والاعتقال".

وشددت صحيفة "ذا غارديان" في افتتاحيتها، على ضرورة "إرسال رسالة مفادها بأنّ المجتمع الدولي لن يطبّع العلاقات مع السودان، والمصنف حتى الآن بين الدول الراعية للإرهاب، حتى تنتقل السلطة إلى سياسيين منتخبين ديمقراطياً".

وقالت إنه "يجب على الجنرالات أن يتخلّوا عن فكرة الركوب على موجة التظاهرات السلمية لتعزيز سيطرتهم على مقاليد الأمور، فالانتخابات فقط والحكومة المدنية هما ما يمكن أن يغيّرا وضع السودان دولياً بعد عقود من العزلة".


ورغم أنّ الاحتجاجات أدّت في إبريل/ نيسان، إلى الإطاحة بـ عمر البشير الرئيس السوداني منذ 1989، ليتبعه خليفته عوض بن عوف بالاستقالة بعد يوم من عزله، إلا أنّ "الزمرة العسكرية المسيطرة على مقاليد الأمور، تتمسك بالحكم أكثر مع ارتفاع الأصوات المطالبة بالديمقراطية"، وفق الصحيفة.

وكان المجلس العسكري السوداني، قد وقّع اتفاقاً، في منتصف مايو/ أيار الماضي، مع تحالف المعارضة، يقضي بفترة انتقالية لمدة ثلاث سنوات، وبإدارة مدنية، ولكن أيّ أمل بتخلّي العسكر عن سلطاتهم انهار، بعدما قام الجنرال عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، بجولة لدى "قوى الاستبداد" في القاهرة والرياض وأبوظبي، بعيد "صفقة السلم"، بحسب الصحيفة.

وذكّرت الصحيفة بأنّ "كلا الرجلين تربطهما علاقات وثيقة بدولة الإمارات والسعودية، فالجنرال البرهان قاد القوات السودانية في اليمن كدعم للقوات السعودية، أما حميدتي فهو قائد مليشيات (الجنجويد) المتهمة بتدمير دارفور وارتكاب الفظائع فيها قبل 16 عاماً، وهو من يدير الأمور على الأرض في الخرطوم".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ القوى الثلاث؛ مصر والإمارات والسعودية، ترى في "قوة الشعب" خطراً عليهم وعلى السودان، وتابعت أنهم "يخشون أن تختار هذه الشعوب الإخوان المسلمين، أو أن تقع في مجال الهيمنة الإيرانية"، مضيفة أنّ أولى نتائج هذه الجولة، كانت إسكات قناة "الجزيرة" وتغطيتها للأحداث المؤيدة للديمقراطية.

ورأت افتتاحية "ذا غارديان"، أنّ "حكم العسكر لديه الكثير ليخسره، فالأمن يبتلع ثلثي الإنفاق العام السوداني، مقارنة بخمسة في المائة مخصصة للصحة العامة والتعليم. أما الاقتصاد السوداني فتهيمن عليه شركات مرتبطة بالجيش والمخابرات. بينما كان ارتفاع الأسعار شرارة الاحتجاجات وسط ارتفاع كبير في نسب البطالة".

وقالت إنّه "بدلاً من أن تبتعد دول الجوار عن التدخل في شؤون السودان، فإنها تدعم هيمنة الجيش عليه"، مشيرة إلى أنّ السعودية والإمارات منحتا السودان مساعدات بقيمة 3 مليارات دولار، ستنتهي في جيوب العسكر.

وشددت الصحيفة على أنّ "التدخل الخارجي في السودان يصبّ فقط في مصلحة العسكر. يجب أن يتوقف ذلك".


وأضافت أنّه "كلما ازدادت الأصوات المطالبة بالديمقراطية في السودان، كان المجلس العسكري أكثر تشدداً. وعلى القوى الخارجية دعم الانتقال الديمقراطي، والطلب من قوى الاستبداد قبول التغيير السلمي".

وأشارت إلى أنّ واشنطن قبل بدء التظاهرات، كانت تبحث رفع السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب؛ الأمر الذي منع تدفق الاستثمارات إليه.

وقالت في هذا الإطار إنّ "أي حزمة مساعدات دولية قد تساعد في دفع البلاد نحو التطوير الاقتصادي، ولكن يجب أن تكون مشروطة بالتحول الديمقراطي، وهو ما لوّحت به النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، الشهر الماضي".

وختمت "ذا غارديان" افتتاحيتها بالقول: "يجب أن يكون الغرب أكثر وضوحاً، وأن يقول لحلفاء الاستبداد أنّ التغيير السلمي الديمقراطي أمر ممكن في العالم الإسلامي".