نكتة حل الدولتين

22 ابريل 2016
عمليات تهويد مستمرة تستهدف القدس (حازم بدر/فرانس برس)
+ الخط -

لم يعد من حديث يشبه النكتة السمجة، أكثر من الحديث عن حل الدولتين، ومع ذلك لا يزال البعض يجد في هذا الحديث ما يُسلّي أو يُنسي أزمات أخرى. خلال الأيام القليلة الماضية، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، سياسة إسرائيل الاستيطانية، مؤكدة أنها تضر بحل الدولتين. ولم يكن هذا الحديث ليشغل بال ميركل الغارقة في وحل أزمات اللاجئين ومصير الاتحاد الأوروبي، لولا زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الساعي وراء مبادرة فرنسية أطلقها وزير خارجية سابق وفاشل. الحديث الآخر عن "حل الدولتين" صدر عن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي عبّر أيضاً عن "خيبة أمل شديدة" من الحكومة الإسرائيلية، واعتبر أنّ التوسع المنهجي للمستوطنات اليهودية يأخذ إسرائيل نحو "واقع الدولة الواحدة" الخطير وفي الاتجاه الخاطئ.
لا بأس أن يُفضفض بايدن أو أن تتسلى ميركل وغيرهما من الساسة الغربيين بتكرار نكتة "حل الدولتين"، لكن ما لا نفهمه، هو أن يظلّ الرئيس الفلسطيني، يكرر الحديث عن "عملية السلام" و"حل الدولتين" واستجداء إسرائيل لوقف الاستيطان، والجلوس حول طاولة المفاوضات وترسيم "حدودهم وحدودنا، كي يتمكّن كل منا البناء كما يحلو له داخل حدوده"، على حد تعبيره.
إن كانت ميركل وبايدن "معذوران" لأنهما لا يران، أو يغمضان عيونهما عن حقيقة ما يجري على الأراضي الفلسطينية، فكيف لنا أن نلتمس عذراً للرئيس الفلسطيني وهو يرى يومياً، أو يُفترض أنه يرى، غول الاستيطان يقضم الأراضي الفلسطينية، حتى لم يتبقَ من مشروع الدولة الفلسطينية إلا جيوب لا تتعدى 10 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، بما في ذلك سجن غزة الطبيعي. كيف لنا أن نعذر عباس وهو يرى، أو يُفترض أنه يرى، هذا الكمّ الهائل من قطعان المستوطنين الذي تضاعف مرات في ظل "عملية السلام"، وكيف لنا أن نعذر الرئيس الفلسطيني وهو يرى، أو يُفترض أنه يرى، هذا التهويد المُستشري في جسد القدس "عاصمة الدولة الفلسطينية"، ألا يرى عباس؟ أو كأنه لا يرى ولا يسمع فعلاً.
المساهمون