خاطفون بزي عسكري رسمي يثيرون الرعب ببغداد

03 أكتوبر 2015
المليشيات لم تغادر بغداد منذ الغزو (getty)
+ الخط -
يثير التصعيد الخطير بعمليات الخطف التي تصاعدت أخيرا في بعض مناطق بغداد مخاوف أهلها من انحدار العاصمة نحو منزلق طائفي خطير، مطالبين الجهات المسؤولة ورئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخّل المباشر لإيجاد حلٍّ للأزمة الأمنية الخطيرة.

وتصاعدت في الآونة الأخيرة عمليات الخطف، في عددٍ من مناطق بغداد، ومنها الصليخ والأعظميّة والمنصور وحي الجامعة وغيرها، فيما يستخدم الخاطفون سيّارات رباعيّة الدفع لا تحمل لوحات تسجيل، ويرتدون زيّا عسكريّا، ويتنقّلون خلال الحواجز الأمنيّة بدون أيّ محاسبة.

اقرأ أيضا: نحو ألفي عراقي سقطوا بين قتيل وجريح الشهر الماضي

وقال عضو مجلس محافظة بغداد، محمد عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التصاعد الخطير في عمليات الخطف التي تطاول بشكل يومي الضباط بالجيش السابق والكفاءات العلميّة وغيرهم من مناطق محدّدة في بغداد، يثير قلق أهالي تلك المناطق والأجهزة الأمنية"، مبينا أنّ "حالات الخطف تصاعدت في الفترة الأخيرة بشكل لا يمكن السكوت عنه".

وأضاف أنّ "أغلب المخطوفين تم اقتيادهم إلى جهات مجهولة، وهم مجهولو المصير حتى الآن، فيما لا تستطيع القوات الأمنيّة تحقيق شيء، فلم تستطع الكشف عن الخاطفين، ولا منع حالات الاختطاف اليوميّة"، مشيرا الى أنّ "هذه الانتكاسة الأمنيّة الخطيرة دفعت مئات العوائل إلى الهجرة، خارج البلاد حفاظا على سلامة أبنائها".

وناشد الجهات الأمنيّة ورئيس الوزراء بـ"إيجاد حلٍّ لهذه الأزمة الخطيرة، التي تتفاقم بشكل يومي، وقد تكون لها تأثيرات سلبيّة على التعايش السلمي في البلاد"، مؤكّدا أنّ "الأمر يتطلب وضع خطة ميدانيّة وتوزيع قوات أمنيّة في المناطق التي كثرت فيها حالات الخطف ومنع المليشيات من دخولها".

من جهته، أكّد المقدّم في قيادة عمليات بغداد، باسم حميد، "تسجيل العديد من حالات الخطف بشكل يومي في العديد من مناطق بغداد".

وقال حميد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ضعف الجانب الاستخباري، وعدم وجود سلطة للقوات الأمنية على المليشيات المتنفّذة في البلد، وضعف المنظومة الأمنيّة، كلها عوامل أدّت إلى تصعيد أعمال العنف ومنها أعمال الخطف في بغداد"، مبينا أنّ "قيادة العمليات عقدت اجتماعا طارئا قبل يومين بحثت فيه تداعيات أعمال الخطف، ومحاولة إيجاد حلول عاجلة لذلك".

اقرأ أيضا: أهالي بغداد يحتمون بصور رجال الدين

وأوضح أنّ "الاجتماع لم يخرج بنتائج تذكر، بسبب عدم قدرة القوات الأمنية على محاسبة المليشيات التي تتنقّل بسيارات الدولة بدون لوحات تسجيل، وتتمتع بسلطة تفوق سلطة القوات الأمنية".

وأشار إلى أنّ "قيادة عمليات بغداد، حتى اليوم تفتقر إلى وجود استراتيجّية أمنيّة واضحة المعالم، لحفظ أمن العاصمة، فهي تضع خططا آنيّة بعد كل حادث، تتمثّل بنصب حواجز متنقّلة، وعمليات الدهم والتفتيش والاعتقال".

وأكّد أنّ "هناك عجزا أمنيّا واضحا داخل بغداد، وعدم قدرة على تطبيق القانون ومحاسبة المسؤولين عن ذلك".

يشار إلى أنّ انسحاب مليشيات "الحشد الشعبي" من ساحات المعارك ضد "داعش" أدى إلى انتكاسة أمنيّة خطيرة داخل العاصمة بغداد، فيما يطالب مسؤولون بوضع حدٍّ لتلك المليشيات وإخضاعها لسلطة القانون.

دلالات
المساهمون