قال المعلق الإسرائيلي المختص بالشؤون العربية، عوديد غرانوت، في تحليل نشرته اليوم صحيفة "يسرائيل هيوم"، إن الإدارة الأميركية بذلت جهودا كبيرة من أجل إقناع نظم الحكم العربية بقبول "صفقة القرن" الأميركية وعدم الاعتراض عليها.
وكشف غرانوت أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حاول إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقبول الصفقة، مضيفاً أن بن سلمان قال لعباس: "لن تحدث كارثة في حال تم تدشين عاصمة الدولة الفلسطينية في بلدة أبوديس، المحيطة بالقدس". وأضاف أن محاولات بن سلمان لإقناع عباس تدل على أنه كان على علم مسبق بما تتضمنه الخطة.
في غضون ذلك، حذرت قيادات أمنية إسرائيلية، بحسب صحيفة "هآرتس"، المستوى السياسي في تل أبيب من التأثيرات السلبية لـ"صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استقرار الأردن ومستقبل اتفاقية السلام مع المملكة.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم إن القيادات الأمنية الإسرائيلية أبدت مخاوفها من إمكانية انهيار اتفاق السلام مع الأردن، وأشارت إلى أن العاهل الأردني، الملك عبد الله، يتعرض حاليا لضغوط داخلية من قبل المعارضة، محذرة من أن أي إجراءات أحادية الجانب يمكن أن تقدم عليها إسرائيل ستهدد اتفاقية "وادي عربة" (معاهدة السلام الإسرائيلية الأردنية).
ولفتت القيادات إلى أن ما يفاقم أوضاع نظام الحكم في عمان حقيقة أن التوجه الإسرائيلي لضم غور الأردن والمستوطنات يتزامن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية وغضب داخلي على بروز مظاهر تدل على تفشي الفساد في المؤسسات العامة.
وأشارت إلى أن الشارع الأردني وقوى المعارضة وتحديدا جماعة الإخوان المسلمين تبدي رفضا للتعاون الأمني والسياسي الوثيق الذي يربط إسرائيل بنظام الحكم في عمان.
وقدرت القيادات أن القيام بضم مناطق في الضفة الغربية سيزيد من فرص انفجار الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن كلا من رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ورئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" نداف أرغمان قد أبلغا رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو قبل عدة أشهر موقفهما الرافض لضم غور الأردن خشية أن تؤثر هذه الخطوة على العلاقة مع الأردن وتحديدا التعاون الأمني معه.