عباس في القاهرة اليوم... ودحلان محور لقائه بالسيسي

19 مارس 2017
يلبي عباس دعوة السيسي لزيارة القاهرة (عباس مومني/فرانس برس)
+ الخط -

يستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، الذي يزور مصر مدة يومين. وذكرت الرئاسة المصرية، في بيان، أن زيارة أبو مازن تأتي "تلبية لدعوة السيسي، في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين الجانبين حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، قبيل انعقاد القمة العربية المقبلة في الأردن".

وأضافت الرئاسة أن المباحثات ستتطرق إلى الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأفكار المتداولة بشأن سبل استئناف عملية السلام، لا سيما في ضوء عضوية مصر الحالية في مجلس الأمن، والاتصالات التي تقوم بها مع الأطراف الإقليمية والدولية بهدف توفير البيئة الداعمة لاستئناف عملية السلام، وتشجيع الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وفي المقابل، قال مصدر دبلوماسي مصري، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن زيارة عباس تستهدف في الأساس معرفة الأهداف النهائية للدعم السياسي الذي يقدمه السيسي للقيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، بعدما خرج، خلال الشهرين الماضيين، من السر إلى العلن، خصوصاً بعد القرار المصري بمنع عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح"، اللواء جبريل الرجوب، وعدد من قيادات "فتح" من دخول مصر، على خلفية خلافاتهم مع دحلان. وكان المصدر توقع، في تصريحات لـ"العربي الجديد" مطلع مارس/آذار الحالي أن يجري أبو مازن زيارة إلى القاهرة لهذا الغرض، بعدما قامت الاستخبارات المصرية، التي يكلفها السيسي بإدارة الملف الفلسطيني، بالعديد من الخطوات التي تكشف دعم النظام المصري لدحلان، ورغبتها في توليه رئاسة السلطة الفلسطينية.

وأضاف المصدر أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرجوب إلى مصر عكست وجود خلافات عميقة بينه وبين الاستخبارات المصرية، بسبب التقارب بين السيسي ودحلان، لدرجة تهديد الرجوب ضمنياً بإدخال أطراف إقليمية أخرى على الملف الفلسطيني لضمان تصعيده لخلافة عباس مستقبلاً، وعلى المستوى المرحلي لضمان الحفاظ على قيادة الحركة بحوزة عباس، وعدم نقلها إلى دحلان. وأوضح المصدر أن عباس سيناقش مع السيسي أيضاً أفكاراً لإدخال تعديلات على المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية، ومستقبل هذه المبادرة في ظل التقارب الاستثنائي بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

يذكر أن مصدراً أمنياً مصرياً قال في تصريحات سابقة، لـ"العربي الجديد"، إن من أسباب الخلاف بين الأجهزة المصرية ومجموعة الرجوب، المقربة من عباس، انتقاد الأول للسيسي شخصياً، واتهامه في إحدى الجلسات الخاصة، التي جمعته بقيادات من "فتح"، بتدبير تحركات تمهد لانقضاض دحلان على الحركة. وأضاف أن تقريراً لجهاز الاستخبارات المصرية تضمن أن الرجوب تحدث باستخفاف عن سماح السيسي لدحلان بإقامة مؤتمر لشباب حركة "فتح" المؤيدين له في فندق "الماسة" التابع للجيش في القاهرة، وهو ما فسرته الاستخبارات بانحياز الرجوب إلى قوى إقليمية أخرى تنافس مصر على إدارة الملف الفلسطيني، وتريد إزاحتها، وذلك عبر التشكيك في نوايا السيسي، وتصوير علاقته القوية بدحلان كمقدمة للإطاحة بعباس والمقربين منه.

المساهمون