قوى سياسية مصرية: التحريض بمجلس الأمن ضد قطر خيانة

08 يونيو 2017
القوى السياسية أسفت للموقف المصري بمجلس الأمن (الأناضول)
+ الخط -

وصفت قوى سياسية وشخصيات مصرية، اتهام مندوب بلادهم في مجلس الأمن الدولي إيهاب مصطفى، دولة قطر "بدعم الإرهاب وتنظيم "داعش"، بالموقف المؤسف والمخزي.

وكان مندوب النظام المصري، قد دعا اليوم الخميس، مجلس الأمن للتحقيق في اتهامات، بأن قطر "دفعت فدية تصل إلى مليار دولار لمنظمة إرهابية تنشط في العراق، من أجل إطلاق سراح أعضاء مخطوفين من أسرتها الحاكمة".

وعلى الرغم من نفي قطر القاطع دفع فدية لتأمين إطلاق سراح 26 قطرياً، بينهم أعضاء من الأسرة الحاكمة في البلاد خطفهم مسلحون مجهولون، إلا أنّ مندوب مصر في مجلس الأمن، إيهاب مصطفى قال "سوف تكون لهذا الانتهاك لقرارات مجلس الأمن، إذا ثبتت صحته، آثار سلبية قطعاً على جهود مكافحة الإرهاب على الأرض".

ورفضت قوى شبابية وشخصيات سياسية كثيرة في مصر، موقف مندوب بلادهم في مجلس الأمن الدولي، معتبرين أنه يسبغ النظام المصري بعارٍ تاريخي سيظل يلاحقه إلى الأبد، حيث إنه موقف غير مسبوق في تاريخ العرب. لم يسبق لدولة عربية، مهما كان حجم خلافاتها مع دولة عربية شقيقة، أن حرضت ضدها في مجلس الأمن بهذا الشكل السافر".

وقال مصطفى لاشين، عضو حركة 6 إبريل، لـ"العربي الجديد" إن استغلال مصر عضويتها في مجلس الأمن بهذا الشكل، والتحريض ضد دولة عربية شقيقة، مهما كانت درجة الخلاف معها، هو موقف مهين ومخز ويصل إلى حد الخيانة، مستنكراً "كيف لدولة مصر أن تحرض على دولة عربية وتتهمها بدعم الإرهاب في مجلس الأمن، في الوقت الذي تعطل فيه مشروع قرار يدعو إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي داخل المجلس".



وأضاف أن "موقف مندوب مصر أكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يعمل فقط لخدمة إسرائيل، ضد أي مشروع مقاومة عربية"، موضحاً أن "موقف قطر الداعم بقوة لحركة حماس وهي "الفصيل الوحيد" المقاوم لإسرائيل على الأرض، جعلها هدفاً لإسرائيل وأعوانها في المنطقة وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي".

بدوره، قال قيادي في حزب الكرامة المصري، إنه لا جديد في مسألة اتهام مصر لقطر بدعم الإرهاب، مشيراً إلى أن مصر أكدت أكثر من مرة أنها تابعة تبعية تامة للسياسة الخليجية وخصوصاً في المملكة العربية السعودية، وأنها تؤتمر بالأوامر التي تأتيها من الرياض.

وأكد أن ما فعله مندوب مصر في مجلس الأمن اليوم بشأن قطر ليس مفاجئاً، إذ أصبحت السياسة المصرية تتسم بالبلادة وانعدام الحياء منذ فترة طويلة، لافتاً إلى أن إصرار السيسي وحكومته على تسليم جزيرتي تيران وصنافير، اللتين وصفهما بأنهما "أرض عزيزة على مصر" إلى السعودية، رغم قرار المحكمة الإدارية العليا ببطلان الاتفاقية، يمثل عاراً على السيسي وكل من يشارك في إتمام تلك الصفقة، ولا سيما أنها في النهاية ستصب في صالح إسرائيل، على حد وصفه.

وأضاف المتحدث، أنه منذ تسلم مصر مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن وحتى الآن، لم يحدث أن أفادت أياً من القضايا العربية، بأي شكل من الأشكال، بل على العكس فإن معظم مواقف مصر داخل المجلس كانت ضد العرب.

أداء مصر، في مجلس الأمن الدولي، منذ بدء عضويتها غير الدائمة في المجلس في 1 يناير/ كانون الثاني 2016، والذي ترجم في مجموعة من المواقف والقرارات المرتبطة بأبرز القضايا العربية والأفريقية، والتي وصفت بـ"المخزية"، وتعرضت للانتقادات، عكس مدى الخيبة العربية والأفريقية من الدور الذي اختارته الدبلوماسية المصرية لنفسها في أبرز الهيئات الدولية. وهو ما ظهر بوضوح في أكثر من موقف، لكن الأبرز كان عندما فضلت مصر، داخل مجلس الأمن، تأييد سياسة الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية.

كذلك وقفت أكثر من مرة ضد قرارات تدين المجازر التي يرتكبها رئيس النظام السوري، بشار الأسد ضد شعبه، فضلاً عن رفضها التصويت في مجلس الأمن على قرار يدين الانتهاكات الجنسية لقوات حفظ السلام الدولية.

وتنتهي عضوية مصر في أهم الهيئات التابعة للأمم المتحدة مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل، على أن تتسلم الكويت عضويتها غير الدائمة، أيضاً في نفس التوقيت.

وكان ناشطون مصريون قد دشنوا وسم #أنا_مصري_بدعم_قطر، وصل إلى قائمة الأكثر تداولا في مصر. وعدّد رواد مواقع التواصل، سبب وقوفهم مع قطر ضد الحملة التي تشن عليها، والتي وصفوها بالخبيثة والمغرضة لخدمة أعداء وطنهم العربي.