محاولة أميركية لإعادة الروح لـ"رباعية السلام"

19 فبراير 2015
تتفاقم معاناة غزة نتيجة تأخر إعادة الإعمار(محمد عبد/فرانس برس)
+ الخط -

علمت "العربي الجديد" من مصادر فلسطينية متقاطعة وواسعة الاطلاع، أنّ واشنطن بدأت مساعيَّ جديدة لتحريك عجلة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عبر محاولة إحياء اللجنة الرباعية الدولية، التي أعيد تفعيلها، أخيراً، بعد أنّ أضحت "بلا عمل" في السنوات الأخيرة.

وذكرت المصادر، التي اشترطت الاحتفاظ بهويتها، بأنّ واشنطن أبدت في اتصالاتها الأخيرة بأطراف عربية متعددة، رغبتها في إحياء عملية التسوية، وتفعيل عمل اللجنة الرباعية الدولية من جديد، على أنّ تسارع خطواتها نحو إيجاد أرضية لإعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وتبدو واشنطن، وفق المصادر نفسها، مستعجلة على تفعيل هذا الحراك هذه المرة على غير عادتها، وهي مقتنعة أنّ تحريك المفاوضات سيعطي مبرراً للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للتراجع عن خطواته في الملفين السياسي والجنائي ضد إسرائيل، والذي بدأهما فعلياً أخيراً.

وتعهّد عباس خلال الأيام الماضية، بخطوات غير متوقعة رداً على استمرار حجز إسرائيل أموال الضرائب الفلسطينية للشهر الثاني على التوالي. وكان الرئيس الفلسطيني قد بدأ في تفعيل الجانب القانوني، عبر تشكيل لجنة لدراسة الملفات التي ستُقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وشكلها من شخصيات وطنية وحقوقية، ومن ضمنهم القيادي في حركة "حماس" غازي حمد من غزة.

وزار ممثل الرباعية الدولية، توني بلير، قبل أيام قطاع غزة. وعلى الرغم من أنه اكتفى بلقاء رجال أعمال فلسطينيين، إلا أنه أرسل رسائل مختلفة لحركة "حماس" عبر تصريحاته، التي طلب من الحركة خلالها باستكمال المصالحة، والقبول ببرنامج سياسي فلسطيني قاعدته دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، إلى جانب ضرورة القبول بحل الدولتين كحل نهائي للصراع، وليس كحل مؤقت.

وذهب بلير أبعد من ذلك، بطلبه غير المباشر من "حماس" التأكيد على أنها حركة فلسطينية لتحقيق أهداف فلسطينية وليست جزءاً من حركة إسلامية ذات أبعاد إقليمية، إضافة إلى ضرورة توجيه رسالة طمأنة لمصر بأنها ليست قاعدة لـ"الإرهاب" في سيناء، وأنه سيكون هناك تفاوض مع الحكومة المصرية لمنعه.

في هذه الأثناء، ردّ نائب رئيس المكتب السياسي للشؤون الخارجية في "حماس"، موسى أبو مرزوق، عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، مؤكداً أنّ مشكلة الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 ليست فلسطينية، بل إسرائيلية، إذ تساءل "هل تقبل (إسرائيل) بدولة فلسطينية في حدود 67 والقدس عاصمة لفلسطين؟ هل يقبلون بترك المستوطنات وترك الاستيلاء على أراضي الضفة أم ما زالت اهتماماتكم تتجاوز الضفة الغربية لابتلاعها وفرض سياسة الأمر الواقع عليها؟".

ولفت أبو مرزوق إلى أنّ أي اتفاقيات ظالمة لا يمكن أن يكتب لها الحياة، وأي اتفاقيات تفرضها موازين القوى الحالية لا يمكن أن تبقى عند تغيير موازين القوة، في إطار رده على الطلب من "حماس" الموافقة على إنهاء الصراع بشكل نهائي. وأكدّ أبو مرزوق أنّ "حماس" حركة تحرر فلسطينية بحاجة إلى كل من يساعدها، من دول وحركات، وليس من مصلحتها ولا من برنامجها معاداة أيّ طرف مهما كان الاختلاف في الأيديولوجية أو في السياسات. وشدد على أن مساحة عملها المقاوم فلسطين، موضحاً أن الحركة لم تمارس أي عملية خارج فلسطين حتى ولو كانت رداً على اعتداء، كما حدث في حالات الاغتيال لقيادات وكوادر من الحركة عبر العقود الثلاثة الماضية.​

المساهمون