روسيا تروّج لوقف إطلاق نار في الغوطة: القتل مستمر

29 نوفمبر 2017
تعرضت الغوطة لقصف مكثف لأيام متواصلة (عبدالمنعم عيسى/فرانس برس)
+ الخط -
بعد أيام من القصف المكثّف لقوات النظام السوري على قرى وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة، والمجازر المتتالية التي استهدفت المدنيين، أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، أن النظام السوري قبل اقتراحاً روسياً لوقف إطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة.

وقال دي ميستورا "أبلغني الروس خلال اجتماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بأن الروس اقترحوا، وأن الحكومة قبلت، وقفاً لإطلاق النار في الغوطة الشرقية لأننا كنا وما زلنا قلقين بشأن الوضع هناك". وأضاف "الآن نحتاج لنرى إن كان هذا سيحدث، لكن ليس من قبيل الصدفة اقتراح ذلك والموافقة عليه في بداية هذه الجولة" من محادثات السلام في جنيف.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد اقترحت فرض وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية المشمولة باتفاق خفض التصعيد يومي الثلاثاء والأربعاء، بحسب ما أفاد به "مركز حميميم"، وذلك بالتزامن مع انعقاد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف.

كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تغريدة، أمس الثلاثاء، أن قافلة للمساعدات "دخلت النشابية في الغوطة الشرقية المحاصرة لتسليم الطعام ومواد صحية وغذائية لـ7200 شخص يحتاجونها". وصرحت المتحدثة باسم المكتب ليندا توم، لوكالة فرانس برس، أن القافلة تشمل "مواد غذائية وأدوية لمكافحة سوء التغذية". وتابعت "وتشمل المواد الصحية عدداً من أدوية علاج الصدمات، لكن لا معدات جراحية"، لافتة إلى أن "فرقنا ليست تابعة لأي مبادرة للإجلاء الطبي".

وجاءت هذه التطورات بينما كان طيران النظام السوري يواصل شن غارات على بلدات وقرى في الغوطة الشرقية. وجُرح مدنيون نتيجة قصف مدفعي لقوات النظام، طاول كلاً من مديرا ومسرابا ودوما. كما جدد الطيران الحربي التابع للنظام غاراته على مدينة حرستا، موقعاً إصابات بين المدنيين وأضراراً مادية.

وكان القصف الجوي والمدفعي من قوات النظام على مدن وبلدات الغوطة المحاصرة، قد تسبب أول من أمس الاثنين، بمقتل 23 مدنياً جراء استهداف سوقٍ وأحياء سكنية في دوما ومديرا ومسرابا.

في موازاة ذلك تجددت، أمس الثلاثاء، الاشتباكات بين مقاتلين في المعارضة تقودهم "حركة أحرار الشام" من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، على جبهة إدارة المركبات بمدينة حرستا، في محاولة من قوات النظام لاستعادة المواقع التي خسرتها هناك، ضمن المعارك التي كانت انطلقت منتصف هذا الشهر.

وفي درعا، اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس الثلاثاء، بين المعارضة السورية المسلحة وفصيل "جيش خالد" التابع لتنظيم "داعش" في منطقة حوض اليرموك بريف درعا.

وذكرت مصادر محلية في درعا أن فصائل المعارضة السورية المسلحة شنّت هجوماً على مواقع لفصيل "جيش خالد"، في محور بلدة تسيل بحوض اليرموك غربي درعا، إذ اندلعت اشتباكات تمكنت خلالها المعارضة من السيطرة على مواقع في داخل البلدة.

كذلك تحدثت مصادر محلية أنّ عبوة ناسفة انفجرت في بلدة المليحة الشرقية في ريف درعا ما أدى إلى إصابة مدنيين بجروح.

في غضون ذلك، تصدّت فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات "اتحاد قوات جبل الشيخ" لمحاولة تقدم من قوات النظام السوري في محور تلة بردعيا في محيط قرية مزرعة بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي.

وجاء هجوم قوات النظام الذي يهدف إلى السيطرة على المناطق الممتدة قرب الحدود مع لبنان في ريف دمشق وهضبة الجولان المحتلة، بتمهيد مدفعي كثيف على محاور بلدة بيت جن وقرية مزرعة بيت جن، دون ورود أنباء عن إصابات بشرية.

أما في شرق البلاد، فقد سيطرت قوات النظام السوري أمس الثلاثاء، على مدينة القورية بريف دير الزور على الضفة الغربية لنهر الفرات. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري سيطرت بشكل كامل اليوم على مدينة القورية الواقعة على طريق الميادين- البوكمال، بعد انسحاب تنظيم "داعش" منها.

وكان التنظيم قد استعاد السيطرة على المدينة قبل أيام، إثر معارك كر وفر بين الطرفين تكبدا خلالها خسائر بشرية.

ويترافق تقدم قوات النظام في تلك المناطق، مع غاراتٍ روسية كثيفة، أدت أول من أمس، إلى مقتل وإصابة مدنيين. وذكرت مصادر محلية، أن الطيران الحربي الروسي قصف المعابر المائية في بلدة الغبرة وقرى السيال والبقعان وحسرات غربي مدينة البوكمال مساء الاثنين، ما تسبب في غرق ثلاثة مدنيين وأضرار مادية، وذلك خلال محاولتهم العبور بقارب من الضفة اليسرى للنهر إلى الضفة اليمنى هرباً من القصف الجوي الروسي الكثيف على المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش".

وكانت الغارات، استهدفت قبل ثلاثة ايام، مركزاً يضم نازحين في بلدة الشعفة ما أسفر عن وقوع مجزرة راح ضيّحتها خمسون قتيلاً من المدنيين.

من جهة ثانية، شنّ تنظيم "داعش" هجوماً على مواقع لقوات النظام في حي القشلة بمدينة صبيخان الواقعة على طريق الواصل بين الميادين والبوكمال شرق دير الزور، وأسفر الهجوم عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام.

أما على الجهة الشرقية للنهر، فقد سجل هدوءٌ على محاور الاشتباك بين "داعش" و"قسد"، في الوقت الذي نفى فيه مدير المركز الإعلامي لـ"قسد" مصطفى بالي، الاتفاق على هدنة مع تنظيم "داعش" في ريف دير الزور. وأشار إلى أن الأنباء التي تتحدث عن توقيع هدنة تهدف إلى "النيل من سمعة قواتنا أو تشويه انتصاراتنا".

وجاء تصريح بالي رداً على تقارير من قبل ناشطين تحدثت عن اتفاق هدنة تمت بين "داعش" و"قوات سورية الديمقراطية" في ريف دير الزور الشرقي، تنص على وقف القتال بين الطرفين.

من جهة أخرى، استعادت قوات النظام السوري، السيطرة على قرية المستريحة في ناحية الرهجان بريف حماة الشمالي الشرقي، إثر معارك مع "هيئة تحرير الشام" استمرت خمسة أيام متتالية في القرية.

وكانت قوات النظام قد سيطرت في وقت سابق على قرى "الحازم وربدة وسرحا القبلية والحسناوي وأبو الغر وقصر شاوي وحران وحردانة وقصر على وعرفة"، وذلك بالتوازي مع سيطرة تنظيم "داعش" على عشرين قرية في المنطقة ذاتها إثر هجوم متزامن مع هجوم من قوات النظام على مواقع "هيئة تحرير الشام" وفصائل من المعارضة السورية المسلحة.

وتكمن أهمية تلك القرى في قربها من طريق إمداد النظام الرئيسي إلى مدينة حلب، ووقوعها على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب، ومن خلال السيطرة على تلك القرى يتمكن النظام والتنظيم من شن هجمات في داخل محافظة إدلب.

 

المساهمون