الدعاية المجانية في الأردن

31 اغسطس 2016
حملات تحريض مبرمجة تستهدف الحركة الإسلامية (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
تتطلب الدعاية للانتخابات النيابية إنفاق أموال طائلة حتى تصل جمهور الناخبين وتؤثر بتوجهاتهم، وغالباً ما تفشل الصور الضخمة للمرشحين والشعارات الرنانة التي يعلقونها، وكذلك الأخبار والمقابلات مدفوعة الأجر بخلق التأثير المنشود.

بالمجان حصل أكبر تحالف يخوض الانتخابات النيابية الأردنية، والمشكل من عشرين قائمة انتخابية، ويقوده حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين)، ويضم شخصيات عشائرية وسياسية مستقلة، على دعاية مجانية لم يدفع فلساً واحداً مقابلها. حدث ذلك عندما قررت السلطات الأردنية إلغاء حفل إشهار قوائم التحالف الذي كان مقرراً الجمعة الماضية في المدرج الروماني في وسط العاصمة عمّان.
السلطات بررت الإلغاء الذي جاء قبل ساعات من موعد الحفل بالحفاظ على القيمة الأثرية والتاريخية للمكان. ارتأت السلطات، بعدما منحت التحالف التراخيص اللازمة لإقامة حفل الإشهار وقبضت بدل الإيجار المتفق عليه، أن المواقع الأثرية ليست المكان المناسب للدعاية الانتخابية.
قد يكون قرار السلطات صائباً، خصوصاً أن المدرج اقترن طويلاً بالحفلات الفنية والغنائية. وإن كان كذلك، فالأصل أن ترفض السلطات الطلب فور تقديمه، لا أن تنتظر اللحظة الأخيرة لتعدل عن قرار الموافقة باتجاه الرفض، مفسدة بذلك على التحالف الانتخابي استعداداته وخططه الدعائية.
بالنظر إلى تبعات قرار الإلغاء، فما حدث شكل خدمة كبيرة قدمت للتحالف ولحزب جبهة العمل الإسلامي الذي تجمعه علاقة متوترة مع الحكومة. لم تبق وسيلة إعلامية محلية إلا وتناقلت الخبر. كما تناقلته وسائل إعلام عربية وعالمية، ووضعته في خانة التضييق على الحركة الإسلامية وحلفائها والتشويش على سير العملية الانتخابية، وهي دعاية لم تحصل عليها جميع القوائم الأخرى المرشحة للانتخابات، حتى بالأموال الكثيرة التي تنفقها على الدعاية والإعلان.
لم يقف الأمر عند تلك الدعاية المجانية التي لا يخفي العديد من المرشحين على قوائم التحالف فرحتهم بها. تصر السلطات، ومن خلال وسائل إعلام تسيطر عليها، على تقديم المزيد من الهدايا من خلال رعايتها حملات تحريض مبرمجة تستهدف الحركة الإسلامية لأسباب انتخابية. حملات تحقق في الغالب نتائج عكسية، وتوفر على المستهدفين فيها أموال الدعاية الانتخابية لأنفسهم.