وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، محمد يحيى مكتبي، لـ"العربي الجديد"، لا يمكن للأسد الخروج من العباءة الروسية، لكنه حاول بزيارته الأخيرة إلى طهران الاحتماء بالحضن الإيراني من الرغبة الروسية في تغييره وفقاً للمتطلبات الدولية.
كما اعتبر أن الزيارة جاءت في سياق طبيعي بعد استدعائه من قبل إيران بهدف الحصول على المزيد من المكاسب، وأضاف أنها ستكون مقدمة لزرع المزيد من الفتن في سورية التي تمولها إيران ومليشياتها على أساس طائفي.
ومن جانبه، رأى مسؤول الدائرة الإعلامية في الائتلاف، أحمد رمضان، في حديث مع "العربي الجديد"، أن طهران من خلال جلبها للأسد أرادت أن توجه رسائل إلى أطراف إقليمية ودولية، في لحظة تبدو فيها أقرب إلى المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب.
ولفت إلى أن القيادة الإيرانية مستاءة من روسيا بعد أن أبدت نوعاً من الاستعداد لإبرام صفقة مع واشنطن أو أنقرة بشأن سورية، وإدلب وشرق الفرات، وقلقة من تحركات الولايات المتحدة العسكرية وعقوباتها الاقتصادية، وخاصة بعد مؤتمر وارسو، وغير مطمئنة لمواقف أوروبا التي تبدو متقاعسة في تقديم مقترحات عملية تبرر بقاء إيران في الاتفاق النووي.
واعتبر أن رحلة الأسد الأولى خلال الثورة إلى طهران جزء مكمل لخطابه الذي انتقد فيه أستانة وسوتشي وبدا أنه يتحدث بلكنة إيرانية منتقداً فيها تركيا بوضوح وروسيا بشكل مبطَّن، ومتنصِّلاً من استحقاقات المفاوضات والعملية السياسية، وبالتالي يعطي مؤشراً واضحاً على أنه حسم خياره في الانحياز إلى إيران، وأشهر ذلك على الملأ.
ومن جانبه، قلل يحيى العريضي، المتحدث الرسمي باسم هيئة التفاوض السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، من أهمية الزيارة، وقال إن الطرفين "مهزومان، ولم يعد الأسد قادراً على إرسال رسائل سياسية للعالم، إذ لم تعد لديه إرادة، لذا فإن الجانب الإيراني أراد توجيه رسائل مفادها أن بشار الأسد تابع لنا ولا تستطيع أي جهة شده إلى طرفها تحت يافطة إعادة تأهيله بشرط فك ارتباطه مع طهران".
ويرى العريضي أن زيارة الأسد إلى إيران لا يمكن عزلها عن زيارة قريبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى موسكو، كما جاءت في وقت سرّبت فيه روسيا بشكل مقصود صورته المهينة في قاعدة حميميم الروسية.
وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها الأسد إلى طهران بعد اندلاع الثورة بسورية عام 2011.