ووجهت موسي، في فيديو نشرته على صفحة الحزب الرسمية على "فيسبوك"، رسالة مفتوحة لسعيد عبرت فيها عن رفضها للقاء، معتبرة أنّه "لقاء سابق لأوانه في ظل عدم شروعه في القرارات العملية لتنفيذ التوجيهات المعلنة في خطاب تنصيبه رئيساً للدولة، وخصوصاً تشكيل فريق مساعديه ومستشاريه في الديوان الرئاسي الذين سيسهرون على تنفيذ برنامجه وفي مقدمته مكافحة الإرهاب".
ودعت موسي إلى "تشكيل ديوان رئاسي بكفاءات عالية ومشعة في مجالاتها"، وحثت على "تفعيل صلاحيات الرئيس في مجال الأمن القومي والمحافظة على السياسة الخارجية وثوابت الدبلوماسية".
Facebook Post |
وحول قرار الحزب، اعتبر المحلل السياسي عبد المنعم المؤدب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحزب الدستوري الحر الذي يجمع فلول حزب نظام (زين العابدين) بن علي، وبقايا التجمع المحلول، اختار سياسة الكراسي الشاغرة، والمعارضة من خارج المؤسسات، وهي سياسة لا تعبر عن معاني احترام الدولة ورموزها، واحترام المؤسسات التي يدعو لها الحزب ورئيسته في جميع المناسبات، وهي التي تدعي دائماً أنّه حزب يراكم ثقافة الدولة واحترام السلطات والمؤسسات".
ولفت إلى أنّ "الحزب الدستوري الحر اختار إقصاء نفسه بنفسه، من خلال اختلاق زوبعة في فنجان بخيار البقاء خارج المشاورات واللقاءات التي يديرها الرئيس التونسي الذي يمثل رمز الدولة والضامن لوحدتها والحامي لدستورها، حتى وإن كانت المعارضة خيار الحزب فالأولى الجلوس على طاولة المعارضة وإبلاغ مواقف الحزب".
ورأى المؤدب أنّ "إملاءات موسي على الرئيس التونسي، سابقة لأوانها وليس اللقاءات التي تعد من صميم دوره، على اعتبار أنّ البلاد مقبلة على أزمة حكم وتعطل لتشكيل الحكومة، فاستباق الأزمة خير من العويل بعد حدوثها".
وفي السياق، اعتبر المحلل الصحافي خالد نجاح، في تدوينة على صفحته بـ"فيسبوك"، أنّ "مضمون رسالة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر، إلى رئيس الدولة قيس سعيد رداً على دعوته للقائها، يعلن رسمياً أنّ الحزب اختار المعارضة للرئيس والحكومة ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفادي ذلك مستقبلاً".
وشدد على أنّ "صياغة الرسالة لا تنبع من شخص يفهم السياسة ولعبتها"، مستغرباً قولها إنّ هذه الدعوة سابقة لأوانها "ما دام الرئيس لم يشكل بعد ديوانه رغم ما في الرسالة من تلميحات لرئيس الديوان"، كما قال.
وأضاف نجاح "أعتقد أنّه كان على عبير موسي لقاء الرئيس والتعبير له مباشرة عن موقفها والتصريح بذلك للتلفزة كما فعل قبلها رؤساء الأحزاب وأمناؤها العامون الذين استقبلهم الرئيس".