الكشف عن "الهوية الحقيقية" لأحد منفذي اعتداء سالزبري

لندن

إياد حميد

إياد حميد
27 سبتمبر 2018
D7AB92FD-C98F-4E5A-B048-259423A8B5FF
+ الخط -
وصف مسؤولون روسيون المعلومات التي تشير إلى أن أحد المتهمين بتنفيذ اعتداء سالزبري في بريطانيا، والذي استهدف العميل الروسي سيرغي سكريبال وابنته، هو ضابط رفيع في المخابرات الروسية بأنها "مجرد فبركة هدفها التضليل". 

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تعليق على "فيسبوك" في ساعة متأخرة الأربعاء، إنه "لا دليل يدعم المزاعم بأن رسلان بشيروف هو الكولونيل أناتولي شيبغا، من المخابرات العسكرية الروسية، والحاصل على وسام بطل الاتحاد الروسي بمرسوم رئاسي عام 2014". 

وكان موقعا "بيلينغكات" و"إنسايدر" قد نشرا نتائج تحقيق مشترك ينفي الرواية الرسمية الروسية القائلة بأن بشيروف وزميله ألكساندر بتروف هما مواطنان روسيان عاديان، كانا في زيارة سياحية إلى سالزبري، وأنهما لا يعلمان شيئاً عن سيرغي سكريبال، الذي كان ضحية محاولة اغتيال بمادة نوفيتشوك السامة للأعصاب.

وخلص التقرير إلى أن الكولونيل أناتولي شيبغا قد سافر إلى سالزبري تحت الاسم المستعار رسلان بشيروف، بينما لم يوفر معلومات عما إذا كان بتروف هو الاسم الحقيقي للمتهم الآخر. 

وقالت زاخاروفا: "إنهم يستمرون في حملة التضليل هذه، والتي هدفها الأساسي تحويل الانتباه عن السؤال الرئيسي: ماذا جرى في سالزبري؟".

وكانت الشرطة البريطانية قد اتهمت بشيروف وبتروف بمحاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال باستخدام مادة سامة للأعصاب برشها على باب منزله في سالزبري باستخدام زجاجة عطر. 

وكان سيرغي سكريبال وابنته يوليا، وشرطي بريطاني، قد أدخلوا، في شهر مارس/ آذار الماضي، إلى المستشفى نتيجة تعرضهم للمادة السامة التي تنتجها روسيا حصراً.

وخدم شيبغا في وحدة قوات خاصة تتبع للمخابرات العسكرية الروسية لنحو 17 عاماً، وشملت خدمته ثلاث جولات في الشيشان، إضافة إلى خدمته في أوكرانيا. 

 

وكان المحققون البريطانيون قد نشروا صوراً له ولبتروف اعتماداً على تسجيلات كاميرات المراقبة من سالزبري يوم وقوع الاعتداء، وهما ينفذان ما وصف بأنه عملية استطلاع ومراقبة قبل وضع السم على مقبض باب منزل سكريبال. 

ويدعم التحقيق الاتهامات البريطانية بوقوف الكرملين وراء تنفيذ الاعتداء على سكريبال، والذي أدين بتسريب أسرار المخابرات العسكرية الروسية إلى جهاز المخابرات الخارجية البريطاني "إم آي 6"، قبل أن يعلن عنه عفو رسمي عام 2010، وينتقل إلى بريطانيا في صفقة تبادل للجواسيس. 

ويمتلك شيبغا وسكريبال تاريخاً مهنياً مشتركاً، وهو ما يجعل من إمكانية المعرفة الشخصية بينهما أمراً منطقياً، ويدفع البعض للاعتقاد بأن محاولة اغتيال سكريبال كانت عقوبة لخيانته لمؤسسته العسكرية.

ووجهت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الانتقادات لروسيا في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، بسبب سعيها لتضليل الرأي العام بفبركات حول اعتداء مخابراتها العسكرية على سكريبال في سالزبري. 

وكانت محاولة الاغتيال قد أدت إلى تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية، وأدت إلى طرد أكثر من 100 دبلوماسي روسي، وإغلاق عدد من قنصلياتها في أوروبا والولايات المتحدة. كما صدرت مذكرات توقيف أوروبية ودولية بحق المتهمين شيبغا وبتروف.