"بنتاغون" يسحب جنوداً من محيط واشنطن... والمحتجون يستعدون لتصعيد تحركاتهم

06 يونيو 2020
تصاعد الغضب من انتهاكات الشرطة (جيم واتسون/فرانس برس)
+ الخط -
قال مسؤول أميركي لـ"رويترز"، الجمعة، إن وزارة الدفاع (بنتاغون) ستعيد ما تبقى من جنودها في محيط العاصمة واشنطن، وعددهم 900، إلى قواعدهم، وذلك بعد إرسالهم إلى هناك للتصدي لما وصفها باضطرابات محتملة.

وأشار المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن وزير الدفاع مارك إسبر اتخذ قراراً بذلك، مضيفاً أن الجنود سيعودن إلى فورت براج في ولاية نورث كارولاينا وفورت درام في نيويورك.

وكان "بنتاغون" أمر، أمس الخميس، زهاء 700 جندي من الفرقة 82 المحمولة جواً بالعودة إلى فورت براج.

وذكر المسؤول أن قرار إعادتهم اتخذ بسبب وصول عدد كافٍ من قوات الحرس الوطني إلى المدينة.

وتشهد العاصمة الأميركية، شأنها شأن عدة مدن أميركية أخرى، احتجاجات، منذ أسبوع، ضد وحشية الشرطة وعنصريتها عقب وفاة جورج فلويد، وهو أميركي أسود من مدينة مينيابوليس، لقي حتفه بعدما ضغط ضابط شرطة بركبته على رقبته في 25 مايو/ أيار.

ودافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، عن مشاركة الحرس الوطني في مواجهة الاحتجاجات، مشيراً إلى أن الجيش "أبلى بلاء حسنا في واشنطن ومينيابوليس ومناطق أخرى".

وتصاعدت الانتقادات في أميركا، في الأيام الأخيرة، في وجه ترامب ووزارة الدفاع "بنتاغون"، التي اتُهمت بالسماح للرئيس الأميركي باستخدامها لـ"غايات سياسية"، خاصة بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير الدفاع مارك إسبر، الإثنين، ونشْر تعزيزات عسكرية حول البيت الأبيض، قبل أن يعود إسبر، الأربعاء، ليؤكد معارضته نشر الجيش للسيطرة على الاحتجاجات.

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي في واشنطن، الجمعة، إن "الحرس الوطني أنهى الفوضى في مدينة مينيابوليس"، مشيراً إلى استعداد الجيش لـ"الاستجابة لطلب حكام الولايات للتدخل" للسيطرة على الأوضاع، دون تلويحه مرة أخرى باستخدام الجيش استناداً إلى قانون التمرد لـ1807.

تصعيد الاحتجاجات

إلى ذلك، تصاعد الغضب في الولايات المتحدة، الجمعة، بعد نشر صور جديدة تظهر وحشية الشرطة، في حين سعى المتظاهرون إلى تصعيد احتجاجاتهم للاستمرار في تحركهم خلال نهاية الأسبوع. ومع استمرار التظاهرات، احتدم الجدل حول مقدار القوة التي يستخدمها الشرطيون في التعامل مع المحتجين المسالمين إلى حد كبير.

في بوفالو بنيويورك، أوقف شرطيان عن العمل بدون أجر، بعد أن أظهرهما مقطع فيديو يدفعان محتجاً عمره 75 عامًا، ما أدى إلى سقوطه وإصابته بجرح في رأسه.

وقال رئيس بلدية المدينة بايرون براون، الذي نشر العقوبة على "تويتر"، إنه ومفوض الشرطة "شعرا باستياء" شديد بعد مشاهدة الفيديو.

وقال بيان للشرطة، في وقت سابق، إن الرجل، الذي فقد وعيه ونزف بشدة من الرأس، "تعثّر وسقط". 

وعلى "تويتر"، وصف الحاكم أندرو كومو الحادث بأنه "غير مبرر على الإطلاق ومخزٍ تماماً". وكتب أن "على الشرطة تطبيق القانون- وليس إساءة استخدامه".

وفي إنديانابوليس، فتحت الشرطة تحقيقاً بعد نشر شريط فيديو يظهر أربعة شرطيين على الأقل يضربون امرأة بالهراوات ويرشونها بكرات الفلفل، مساء الأحد. 

وأفادت عدة تقارير إعلامية بأن شرطيي مدينة نيويورك انهالوا، الخميس، بالضرب على عشرات المتظاهرين المسالمين الذين خالفوا حظر التجول في برونكس بعد محاصرتهم، بحيث لم يتركوا لهم مكاناً يهربون إليه.


"افتح عينيك"

وأوقفت شرطة نيويورك 270 شخصاً، عندما فض عناصرها العديد من الاحتجاجات التي جرت في جميع أنحاء المدينة بعد الثامنة مساء.

وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، الذي فرض حظر التجول الليلي، طيلة الأسبوع الماضي، بعد عمليات نهب واسعة النطاق في بداية الأسبوع، إن شرطة نيويورك تتحلى "بضبط النفس".

وفي مقالة نشرتها الجمعة، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى بيل دي بلاسيو بأن "افتح عينيك". وقالت إن "الشرطة باتت في حالة انفلات".

وخرج آلاف الأشخاص في مسيرات في مختلف المدن عبر الولايات المتحدة على امتداد 10 أيام متتالية، كما جرت تظاهرات تضامنية كبيرة في العواصم الأوروبية.

"بلاك لايفز ماتر"

وفي أحد الشوارع قرب البيت الأبيض، قام متظاهرون بكتابة عبارة "بلاك لايفز ماتر" أو "حياة السود مهمة" بدهان أصفر وحروف عملاقة، الجمعة، قبل مظاهرات حاشدة مقررة السبت للاحتجاج.

وامتد النقش العملاق على مربعين في شارع 16 بالعاصمة. وأخلت واشنطن دي.سي. الشارع حتى يتسنى للفنانين إكمال العمل.

وباستخدام دلاء من الطلاء الأصفر، مع فرش لتزيين حواف الحروف، قام عشرات الرجال والنساء من مختلف الأعراق والأعمار، بدهن الشارع. 

وقالت رئيسة بلدية العاصمة موريل باوزر، الجمعة، إن الجزء الواقع أمام البيت الأبيض من شارع 16 أصبح الآن رسمياً "ساحة بلاك لايفز ماتر".

رفع حظر التجول

ورُفع حظر التجول في واشنطن ولوس أنجليس ومدن أخرى، ولكنه سيبقى مفروضاً في نيويورك خلال الليالي الثلاث المقبلة.

وكان من المقرر عقد عدة تجمعات الجمعة، حيث يسعى الناشطون للحفاظ على زخم الحركة حتى نهاية الأسبوع. وتمت تلبية بعض مطالبهم، إذ اتُهم ديريك شوفين الذي تسبب باختناق فلويد، بالقتل من الدرجة الثانية بينما اتُهم ثلاثة شرطيين بالمساعدة والتحريض على قتله.

وقال الناشط البارز في الدفاع عن الحقوق المدنية آل شاربتون خلال حفل تأبين فلويد، الخميس، في مينيابوليس بحضور المئات: "سنواصل تحركنا حتى نغيّر نظام العدالة بأكمله".