مظاهرات وإضراب شامل في أراضي 48 تضامناً مع غزة

15 مايو 2018
تدين اللجنة جرائم الاحتلال (العربي الجديد)
+ الخط -

قررت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، في وقت متأخر الاثنين- الثلاثاء، تنظيم مظاهرة قُطرية في منطقة وادي عارة، تسبقها مظاهرات محلية، يوم الثلاثاء، احتجاجا على المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وعلى نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس. كما اتخذت لجنة المتابعة قرارها بالإضراب العام والشامل في الداخل الفلسطيني يوم الأربعاء.

وكانت لجنة المتابعة قد عقدت الليلة، اجتماعاً طارئاً في مكاتبها في حي الورود في الناصرة، استمر حتى منتصف الليل بتوقيت القدس، للتباحث في رد فلسطينيي الداخل وقياداتهم، على استشهاد 58 فلسطينياً على حدود قطاع غزة، بنيران الاحتلال الإسرائيلي، وعلى نقل السفارة والأحداث التي شهدتها المظاهرة الاحتجاجية لفلسطينيي الداخل أمام مبنى السفارة الأميركية في القدس، واستخدمت شرطة الاحتلال خلالها القوة المفرطة ضد المتظاهرين والقيادات العربية في الداخل، كما اعتقلت عددا منهم.

افتتح الجلسة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. وطالبت لجنة المتابعة المجتمع الدولي بأن يأخذ دوره ويقول كلمته حول ما يحدث في غزة.

ورفض المجتمعون تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك التصريحات الأميركية التي حمّلت حركة حماس مسؤولية ما يحدث في غزة، وأكدوا أن "حماس" هي جزء أصيل لا يتجزأ من مكونات الشعب الفلسطيني.

وقالت لجنة المتابعة "نحيّي أبناء شعبنا الذين شاركوا في المظاهرة في القدس المحتلة على وقفتهم المشرفة والشجاعة ضد نقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة". وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، في أعقاب الاجتماع، إن ما قامت به قوات الاحتلال في غزة هو "مجزرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويتحمل مسؤوليتها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان".

وأضاف بركة: "لجنة المتابعة بحكم مسؤوليتها تنادت لعقد اجتماع طارئ الليلة، في ظل الأحداث وأيضا في ذكرى النكبة، فليس من المستبعد أن تواصل آلة القتل الإسرائيلية جرائمها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني. لذلك قررنا أن تقام مظاهرة قطرية في وادي عارة، تشارك فيها جميع مركبات شعبنا لتكون صرخة مدوية إلى جانب شعبنا في غزة".

وتابع "على مدار الساعات القادمة سيجري التحضير من خلال مركبات المتابعة كل في موقعه، من أجل إنجاح الاضراب العام الذي إعلناه يوم الأربعاء، وسيكون بمثابة الصرخة والرد الأقوى على ما حدث يوم الاثنين ويمكن أن يحدث الثلاثاء. ونتوخى من المدارس تقديم شرح حول النكبة والجرائم والمجازر التي تقوم بها إسرائيل. وسنكون كلجنة متابعة بحالة انعقاد دائم".

واختتم بركة بالقول: "نتوجه لجميع شرائح شعبنا بالتجاوب مع قرارات لجنة المتابعة لنقول للطغاة والمجرمين إن دماء شعبنا ليست مستباحة".

إدانة "التواطؤ العربي"


وعممت لجنة المتابعة بياناً على وسائل الإعلام، في وقت متأخر الليلة، وصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، جاء فيه "تدعو لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في ختام اجتماعها الطارئ، الذي عقدته قبيل منتصف ليلة الاثنين- الثلاثاء، إلى إضراب عام يوم غد الأربعاء، في جميع مدننا وبلداتنا في الداخل، ردا على المجزرة الإرهابية التي ارتكبتها حكومة الاحتلال عن سابق تخطيط، وبدعم إجرامي مباشر من البيت الأبيض بزعامة ترامب. وتؤكد أن الواجب الوطني والأخلاقي لجماهيرنا، أن تكون على قدر الرد، خاصة أن جماهير واسعة انطلقت فورا في تظاهرات ومظاهرات مع انتشار أنباء المجزرة وهولها".

وقالت المتابعة في بيانها، إنه "حتى انعقاد الاجتماع كان قد ارتقى 58 شهيدا، وأصيب ما يزيد على 2500 متظاهر، وهذا بحجم مجزرة إرهابية ضخمة، وعلى المجتمع الدولي أن يقول كلمته، ردا وصدّا للجرائم الإسرائيلية المستمرة، بشكل خاص منذ يوم الأرض الماضي، وبدعم واضح ومباشر من الإدارة الأميركية، التي ساندت إسرائيل في تجريمها الضحية بموتها، وهذا ما يزيد على الجريمة".


وقالت المتابعة إن "جماهيرنا في قطاع غزة، خرجت بعشرات ألوفها ترفع راية العودة، وهو الحق الشرعي والإنساني، الذي لا يمكنه أن يسقط في أي وقت، وهو الحق الذي يُجمع عليه الشعب الفلسطيني، في كافة أماكن تواجده.

وقال البيان إن "لجنة المتابعة تدين حالة التواطؤ العربي، من خلال السكوت، وتارة من خلال الغزل مع حكومة الاحتلال، والسعي لتبرير جرائمها، وتحيي دول العالم التي تقف إلى جانب شعبنا الفلسطيني في قضيته العادلة، وفي نضاله التحرري. وتوجه التحية إلى جنوب أفريقيا التي قررت سحب سفيرها من تل أبيب رداً على المجزرة. والتحية لتركيا التي قررت سحب سفيريها من تل أبيب وواشنطن، وتدعو دول العالم، وخاصة العربية منها، للقيام بالخطوة ذاتها.
كما تتوجه لجنة المتابعة إلى فتح معبر رفح أمام الغزيين، وتسهيل عبور البضائع وعلاج المصابين. لجنة المتابعة تتوجه إلى جميع الفصائل الفلسطينية، بأن ترتقي إلى مستوى الحدث، وأن تتجاوز كل خلافاتها، وتوحد جهودها نحو الاحتلال، ودعم المقاومة الشعبية".

وأضاف أن "لجنة المتابعة توجه التحية لجماهيرنا التي انطلقت فور شيوع أنباء المجزرة وهولها في عشرات البلدات، بتظاهرات ومظاهرات غضب، وتدعو لمواصلتها على مدى الأيام اللاحقة. كما تحيي المتابعة المشاركين في مظاهرة القدس يوم أمس الاثنين، وتدين عدوان الأجهزة الإسرائيلية على الناشطين والقيادات السياسية، وتقف الى جانب المعتقلين والمصابين".