وقال الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، في تصريح سابق لـ"الأناضول": "منذ ساعات الصباح، وصل إلى مستشفيات القطاع 12 شهيداً"، قبل أن يرتفع هذا العدد لاحقاً، في حين وصل عدد الجرحى إلى 1416، حسب مراسل "العربي الجديد".
وقال القدرة إن الشهداء هم: محمد كمال النجار (25 عاماً)، ووحيد نصر الله أبو سمور (27 عاماً)، وأمين منصور أبو معمر (22 عاماً)، ومحمد نعيم أبو عمرو (27 عاماً)، وأحمد إبراهيم عودة (19 عاماً)، وجهاد أحمد فرينة (34 عاماً)، ومحمود سعدي رحمي (33 عاماً)، وإبراهيم أبو شعر (22 عاماً)، وعبد الفتاح بهجت عبد النبي (18 عاماً)، وعبد القادر الحواجري (32 عاماً)، وساري أبو عودة، وحمدان أبو عمشة. وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن الشهداء الـ13 و14 و15 هم جهاد زهير أبو جاموس (30 عاماً)، فارق الحياة بعدما أصيب بطلق في الرأس شرق خان يونس، وبادر فايق الصباغ، وناجي عبد الله أبو حجير.
وتفاوتت الإصابات بين: 758 بالرصاص الحي، و148 بالرصاص المطاطي، فيما سجلت 422 حالة استنشاق غاز، 88 إصابة أخرى.
وتوزع الشهداء والإصابات حسب المناطق، كالتالي: (رفح 1 شهيد و237 إصابة، غزة 4 شهداء و345 إصابة، الشمال 5 شهداء و286 إصابة، الوسطي شهيدان و197 إصابة، وخان يونس 3 شهداء و351 إصابة).
وكشف القدرة أيضاً عن استنفار الطواقم الطبية لمواجهة تزايد الإصابات في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين.
إلى ذلك، أعلنت الهيئة العليا لمسيرة العودة الكبرى، مساء اليوم الجمعة، انتهاء فعاليات اليوم الأول على حدود غزة.
وقبل ساعات من بدء المسيرات، احتشد آلاف الفلسطينيين على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، حاملين الأعلام الفلسطينية وأسماء القرى والمدن التي هُجّروا منها عنوة على أيدي العصابات الصهيونية في عام 1948.
وامتلأت النقاط المركزية التي أعدتها قيادة حراك "مسيرة العودة وكسر الحصار" بالفلسطينيين من كل الأجيال، ولم تغب النساء عن الفعالية، التي أقيمت لأجلها عشرات الخيام الكبيرة والصغيرة، وبعض المرافق الخدمية والنقاط الطبية.
ويستعين جيش الاحتلال بطائرات مسيرة لمراقبة التجمهر الفلسطيني عند مراكز التجمع التي انتشرت على امتداد الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، كذلك استدعى وحدات جفعاتي وجولاني ووحدات خاصة للمنطقة الحدودية، مع تزويد عناصره أيضاً بقنابل دخانية وقنابل مسيلة للدموع، إضافة إلى إعطائهم أوامر صريحة بإطلاق الرصاص الحي باتجاه من يحاولون اجتياز الحدود.
وعلى الرغم من التخوفات من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على استهداف المتظاهرين، أقام الفلسطينيون صلاة الجمعة في أماكن التظاهر، على مقربة من الشريط الحدودي الفاصل.
وشاركت قيادات الصف الأول من كل الفصائل الوطنية والإسلامية في الفعاليات، كل في منطقته، كما حضر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، مسيرة شرق غزة، وشارك رئيس الحركة في القطاع، يحيى السنوار، في مسيرة شرق خان يونس.
وخلال مشاركته في مسيرة شرق غزة، قال هنية إنّ مسيرة العودة أكدت للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يسعى إلى صفقة تصفية القضية الفلسطينية، أنه "لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين، ولا بديل عن العودة إلا بالعودة".
وأشار هنية إلى أنّ "الشعب الفلسطيني اليوم يحمل زمام المبادرة ويصنع الحدث بنفسه، وهو الذي يقدم كل شيء من أجل فلسطين، ومن أجل القدس وحق العودة"، مؤكداً أنّ "الشعب الفلسطيني يخرج اليوم ليقول إنّ الكبار إن ماتوا فإنّ الصغار لا ينسون حقهم".
ولفت هنية إلى "الوحدة الميدانية لكل القوى والفصائل على الأرض"، مشدداً على "توحد الكل الفلسطيني خلف الثوابت الوطنية وحق العودة"، موضحاً كذلك أنّ مسيرة العودة "بداية العودة لكل أرض فلسطين".
من جهته، أكّد يحيى السنوار أنّ الشعب الفلسطيني يتحدى الاحتلال الإسرائيلي، وأنّ الجماهير التي تخرج إلى الحدود لا تخرج عبثاً، لأنها صبرت 11 عاماً على الحصار، وتقف سداً في وجه محاولات تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح السنوار، خلال مشاركته في مسيرة العودة شرق مخيم جباليا شمال القطاع، أنّ "الجماهير التي تخرج اليوم في المسيرة بصدورها العارية تعلم أن أبناء "القسام" وكل أبناء فصائل المقاومة سيخرجون من تحت الأرض ليطلقوا على رؤوس الاحتلال النار من نقطة صفر".
وتحدى السنوار مزاعم الاحتلال بزج حركة "حماس" بالمواطنين إلى الحدود للموت، وقال في كلمته: "لم آتِ وحدي، ولولا ضيق المكان، لوقفت زوجتي وأبنائي الثلاثة بجانبي، هي تقف أمامكم في المكان، ونقول إن قادة حماس لا تُلقي بالناس إلى الحدود وتختبئ في الأنفاق والشقق الفارهة".
عشرات الجرحى بإحياء الضفة "يوم الأرض"
وفي الضفة الغربية، أصيب العشرات من الفلسطينيين بالرصاص والاختناق، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات التي خرجت لإحياء ذكرى يوم الأرض، ورفضاً للجدار والاستيطان.
وعند المدخل الشمالي لمدينة رام الله، وسط الضفة، اندلعت مواجهات عنيفة بعد وصول المئات من الشبان إلى محيط حاجز بيت إيل العسكري، حيث أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات الاختناق من جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
وأعلنت قوات الاحتلال محيط الحاجز منطقة عسكرية مغلقة، وانتشرت فيها، واستهدفت الشبان بالمياه العادمة، وكذلك استهدفت الطواقم الطبية لمنعها من تقديم الإسعاف للمصابين.
كذلك، أصيب ثلاثة شبان بالرصاص المعدني والعشرات بالاختناق خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في بلدة قصرة، جنوبي مدينة نابلس، بعد إقامة صلاة الجمعة في أراضٍ يهدد الاحتلال بمصادرتها، إضافة إلى زراعة أشجار الزيتون هناك.
ووقعت مواجهات أيضاً في بلدة كفر قليل، جنوبي مدينة نابلس، استهدف خلالها الشبان جنود الاحتلال بالزجاجات الحارقة، بينما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة كفر قدوم، شرقي مدينة قلقيلية.
واندلعت المواجهات أيضاً في بلدة المزرعة الغربية، شمال غربي مدينة رام الله، وبلدات نعلين وبلعين ودير نظام، غربي المدينة، إضافة إلى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، ومنطقة باب الزاوية، وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، ومدخلي مدينة أريحا الجنوبي والشمالي، إضافة إلى مواجهات في بلدتي أبوديس والعيزرية، جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة.
وكانت قوات الاحتلال قد قمعت، صباح اليوم، أهالي بلدة ترمسعيا، غربي رام الله، الذين أفشلوا محاولة استيلاء المستوطنين على 60 دونماً من أراضيهم وحراثتها.
وقالت المصادر المحلية لـ"العربي الجديد"، إن قطعان المستوطنين شرعوا صباحاً بحراثة الأراضي، قبل أن يتم اكتشافهم من قبل الأهالي.
ولفتت إلى أن أصحاب الأراضي ردّوا على عملية الحراثة بزراعة أشجار الزيتون، قبل أن يهاجمهم جنود الاحتلال ويقوموا باقتلاعها وطردهم منها، وتهديدهم بمصادرة الجرارات الزراعية منهم.
كذلك، أحيا الفلسطينيون فعاليات يوم الأرض بزراعة أشجار الزيتون في مناطق عدة بالضفة الغربية المحتلة تهدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة أراضيها.
(شارك في التغطية: من الشريط الحدودي المحتل مع قطاع غزة ــ ضياء خليل، القدس المحتلة ــ نضال محمد وتد، رام الله ــ محمد عبيدات).