انتقدت مليشيا "حركة النجباء"، وهي من أبرز الفصائل العراقية المسلحة المرتبطة بإيران، إدراجها من قبل وزارة الخزانة الأميركية في "لائحة الإرهاب"، ووصفت الخطوة بأنها "حرب نفسية".
وتضم مليشيا "الحشد الشعبي" نحو 70 فصيلاً مسلحاً، وخصصت لها الحكومة العراقية موازنة مالية لهذا العام بلغت 800 مليون دولار، بحسب قرار صادق عليه البرلمان.
وقال بيان لوزارة الخزانة الأميركية، الثلاثاء، إنّه "تم إدراج حركة النجباء وقائدها أكرم الكعبي على قائمة الإرهاب، بهدف منع الموارد التي تستخدمها النجباء وقائدها في التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها".
وأوضح البيان أنّ "الكعبي أسّس في 2013 حركة النجباء المدعومة من إيران، وأنّ الحركة تحصل على تمويل من الحكومة العراقية التي لا تسيطر عليها"، مضيفاً أنّ "الحركة أعلنت ولاءها لإيران وللمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي".
Twitter Post
|
من جهتها، ردّت مليشيا "النجباء" على القرار الأميركي، واعتبرته "جائراً، لا يتعدّى حدود الحرب النفسية، ولا يغيّر من الواقع شيئاً".
وقال المتحدث باسم الحركة هاشم الموسوي، في بيان صحافي، إنّ "أميركا لا تمتلك شرعية اتهامنا بالإرهاب، وفرض وصاياها على الشعوب ضرب من الخيال، وفي فكرنا الثوري: رضا الإدارة الأميركية عليك هو الإرهاب بعينه، لأنّك تمثل إرادتها".
وأضاف أنّ "اتهام الأمين العام لحركتنا بالإرهاب، محاولة أميركية بائسة لن تثني عزيمتنا في مكافحة الإرهاب والدفاع عن سيادة البلاد"، مؤكداً "ليس لدينا مصالح اقتصادية ومالية، ولكن لدينا رصيد كبير من التضحيات لا تستطيع أي قوة في العالم مصادرته"، بحسب قوله.
وتابع الموسوي أنّ "مواقفنا ثابتة ولن تتغيّر تجاه أميركا ومحورها، ولن نخضع للضغوطات الجائرة، والقانون الذي يحمي قتلة الشعوب وقنصليات الذبح بالمناشير قيمته تحت أقدام المجاهدين"، معتبراً أنّ "الإرهاب في الفكر الأميركي، يعني السيطرة والنفوذ على ثروات الشعوب وحكوماتها ومستقبلها السياسي البعيد".
من هي "النجباء"؟
تضم مليشيا "النجباء" نحو 10 آلاف مقاتل معظمهم عمل في مليشيا "جيش المهدي السابق" التابعة لرئيس التيار الصدري مقتدى الصدر، ومليشيا "عصائب أهل الحق" التابعة لقيس الخزعلي.
تقاتل المليشيا في سورية إلى جانب نظام بشار الأسد، إضافة إلى قتالها في العراق ضمن مليشيات "الحشد الشعبي".
تعتبر من الفصائل الداعمة لتحالف "الفتح" الانتخابي الذي تمكّن خلال الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار 2018، من الحصول على نحو 50 مقعداً في البرلمان العراقي.
وتتورّط المليشيا بجرائم طائفية في سورية، كما تمتلك سجوناً داخل العراق يُعتقد أنّها تضم مئات المختطفين العراقيين، تقع بمعظمها في محافظة بابل، شمالي البلاد.
ووفقاً لمصادر مقرّبة من المليشيا التي تمتلك 18 مقراً في العاصمة بغداد وحدها: ثلاثة منها رئيسية تقع بمنطقة الكرادة والبياع والمشتل، فإنّها حصلت على ترسانة عسكرية متطورة من إيران التي تشرف على عمل المليشيا عبر مستشارين من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني.
وسبق لمليشيا "النجباء" أن هددت بأنّها ستتحرّك مع "حزب الله" اللبناني، في حال تعرّض لبنان إلى أي اعتداء من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وجاء ذلك عقب زيارة قام بها زعيم المليشيا أكرم الكعبي إلى لبنان، في فبراير/شباط الماضي، التقى خلالها بالأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله.
ردود على القرار
ولاقى القرار الأميركي ردود فعل مناهضة من قبل فصائل المليشيات العراقية الأخرى، المنتمية إلى "الحشد الشعبي".
وقالت مليشيا "عصائب أهل الحق"، في بيان صحافي، إنّ "المعايير الأميركية للإرهاب مغلوطة، بل معكوسة في أحيان كثيرة، وقرارها بوضع حركة النجباء على لائحة الإرهاب مدان من قبلنا".
وأضاف البيان أنّ "من يتصدى للإرهاب ويقاتل داعش ويقدّم التضحيات، يُعتبر إرهابياً في نظر الإدارة الأميركية"، مشدّداً على أنّ "هذه القرارات لن ترهب أبناء المقاومة، ولن تزيدهم إلّا إصراراً وعزماً وقوة على مواجهة الظلم والطغيان".
ورأى مراقبون في القرار الأميركي تصعيداً ضد بغداد، وإن كان غير مؤثر على المليشيا المسلّحة على أرض الواقع، على اعتبار أنّه يفرض على الحكومة العراقية تحدياً جديداً، ولا سيما أنّها تموّل وتدفع مرتبات شهرية لهذا الفصيل، بحكم إدراجه ضمن "الحشد الشعبي".
وقال الخبير السياسي علي العزي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "هناك تصعيداً واضحاً من قبل أميركا ضدّ فصائل المليشيات العاملة في العراق، وذلك لن يتوقّف على مليشيا النجباء"، مرجّحاً "صدور قرارات لاحقة تطاول فصائل أخرى، كالعصائب والطفوف والخراساني والبدلاء وغيرها".
وأشار إلى أنّ "هذا الحراك الأميركي قد يحرج الحكومة العراقية، وخاصة أنّ الكثير من الفصائل المليشياوية أصبحت لها أذرع سياسية ضمن البرلمان العراقي، إضافة إلى أنها تتلقّى أموالاً منها".
ودعمت واشنطن القوات العراقية، التي قاتلت مليشيات "الحشد الشعبي" إلى جانبها، خلال المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، بعيد سيطرته على أجزاء واسعة من العراق في العام 2014، وحتى إعلان بغداد النصر عليه في ديسمبر/كانون الأول 2017.