للأسبوع الثالث على التوالي تواصل قوات عراقية مشتركة، مدعومة بمقاتلات ومروحيات، تنفيذ عمليات مباغتة ضد جيوب وخلايا تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي في أجزاء مختلفة من شمال العراق ضمن محور صلاح الدين ــ كركوك ــ نينوى، حيث يستغل التنظيم التضاريس المعقدة في الجزء الشمالي من البلاد كملاذات آمنة له، بعد طرده من آخر المدن التي كان يستولي عليها في نهاية عام 2017.
ووفقا لمصادر في قيادة العمليات المشتركة التي تشرف على تنفيذ العمليات، فإنه منذ مطلع الشهر الجاري نجحت القوات العراقية في ضرب وتفكيك عدة شبكات إرهابية لتنظيم "داعش"، ضمن مناطق قريبة من جبل قره جوخ في مخمور، في أربيل، وأيضا في مناطق تلال زمّار، وقرب البعاج، وفي سلسلة جبال حمرين وبمناطق جنوب غرب كركوك وبمحافظة صلاح الدين وغرب الأنبار.
وأكدت المصادر العسكرية، لـ"العربي الجديد"، أن المسلحين الذين تم القضاء عليهم بلغ عددهم 32 مقاتلا من تنظيم "داعش"، غالبيتهم عراقيون، كانوا يتحصنون في تجاويف وكهوف جبلية وبملاذات تحت الأرض، مشيرة إلى أن أغلبهم قضوا في ضربات نفذها سلاح الجو.
ولفتت المصادر إلى أن العمليات الحالية تندرج ضمن خطة طويلة الأمد تمتد حتى نهاية العام الحالي تهدف لإعاقة حصول التنظيم على أي فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، أو لملمة عناصره وإعادة التواجد وتنفيذ عمليات نوعية ومؤثرة مثل السابق.
Facebook Post |
في السياق، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، اليوم الثلاثاء، عن تدمير أهداف تابعة لتنظيم "داعش" في محافظة صلاح الدين، بقصف نفذته مقاتلات عراقية من طراز "اف – 16".
وقال بيان عسكري عراقي، تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، إن "طائرات الـ اف – 16 تمكنت من تدمير أهداف لتنظيم داعش في محافظة صلاح الدين، أسفرت أيضا عن قتل الإرهابيين الذين يتواجدون في تلك الأهداف".
بالمقابل، أعلنت قوات الجيش عن مقتل 3 آخرين في وادي الثرثار الواقع بين محافظة الأنبار ومدينة سامراء، وذلك بعد إعلان مماثل للفرقة الخامسة بالجيش العراقي قالت فيه إنها عثرت على 5 مخابئ لتنظيم "داعش" في شمال شرقي محافظة ديالى ونجحت في تدميرها.
Facebook Post |
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع، في بيان منفصل، تمكن قوة من الجيش من القبض على عضو بتنظيم "داعش" في مبنى سكني ببلدة الرطبة على الحدود مع الأردن، مؤكدة أنه عثر بداخله على كمية من الذخيرة والأسلحة.
وعلق عضو "جمعية المحاربين العراقيين"، العميد أحمد سعدي الكناني، على العمليات الحالية قائلا إنها "تبعثر خريطة يحاول داعش تكوينها من خلال الاعتماد على المناطق الوعرة التي يصعب تحرك الدروع والدبابات فيها وحتى الجنود الراجلون".
وأضاف الكناني لـ"العربي الجديد"، أن "تكرار القادة العراقيين بين وقت وآخر القول إن الجيش وصل لمراحل متقدمة في ملف الأمن ليس مبالغة، إنما يستند إلى وقائع ملموسة على الأرض"، معتبراً أن "وقوع عمليات إرهابية للتنظيم يذهب ضحيتها مواطنون أو قوات أمن بين وقت وآخر في مناطق نائية، وعلى شكل كمائن، هو محاولة من التنظيم لتأجيل إعلان تحوله لعصابة بلا قيادة".
وحول العمليات العسكرية، قال الخبير بالشأن العراقي، أحمد الحمداني، إنها "منجز عراقي في ظل أزمة وخيبات متتالية سياسية واقتصادية وخدمية"، مضيفا في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "عمليات القوات العراقية الحالية ضد خلايا وجيوب مسلحة لا تتوقف عند كونها تميزت بالحرفية بل باعتمادها على نفسها دون وجود مساعدة جوية من قوات التحالف الدولي".
وأوضح الحمداني أن تنظيم "داعش" يُمنيّ نفسه بأن يستغل الأوضاع السياسية الحالية وحالة الاستنفار بسبب جائحة كورونا ليعيد ترتيب أوضاعه في العراق أو على الأقل ليعيد شبكة اتصالاته المقطوعة مع عناصره التائهين الفارين من المدن المحررة، معتبراً أن "العمليات في الجزء الشمالي تحديدا من العراق بهذا الوقت هي منجز أمني يمهد لإيصال ما تبقى من قادة التنظيم إلى مرحلة يأس من مشروع إعادة تأمين موطئ قدم لهم بالعراق".