استمرت الاشتباكات إلى ما بعد منتصف الليلة الماضية بين "الجيش الوطني السوري" ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في ريف الحسكة، وذلك عقب تسيير روسيا دورية في المنطقة الواصلة بين القامشلي والدرباسية، كما اندلعت معارك بين الطرفين في محور تل رفعت بريف حلب الشمالي.
وعقب وصول تعزيزات عسكرية من قوات النظام السوري إلى مدينة عين العرب في ريف حلب الشمالي، دعا ناشطون إلى التظاهر ضد النظام في ريف دير الزور.
وقالت مصادر مقربة من "قوات سورية الديمقراطية" لـ"العربي الجديد" إن الاشتباكات بين "الجيش الوطني السوري" المدعوم بالجيش التركي، ومليشيا "قسد" المدعومة بقوات النظام السوري استمرت حتى بعد منتصف الليلة الماضية في محوري كوزلية وليلان في ناحية تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وأشارت المصادر إلى مقتل عنصر على الأقل وإصابة آخرين من قوات النظام السوري خلال الاشتباكات، موضحة أن معارك أخرى دارت بين الطرفين في محور قرية المناجير.
كما قالت المصادر إن اشتباكات وقصفا متبادلا وقعت بين الطرفين على محوري الجهفة والدردارة جنوب شرق مدينة رأس العين التي سيطر عليها "الجيش الوطني السوري" مؤخرا.
وكانت مصادر قد أفادت لـ"العربي الجديد" مساء أمس بتقدم "الجيش الوطني السوري" إلى قرى العامرية والأربعين وليلان والكوزلية والأهراس، قرب مدينة رأس العين والسيطرة عليها بعد معارك مع "قسد".
وأوضحت المصادر أن تلك القرى مشمولة بالاتفاق الأميركي التركي الذي نص على انسحاب "قسد" إلى عمق 32 كيلو متر من الحدود السورية التركية.
وذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد" أن الاشتباكات تجددت في محور مرعناز قرب تل رفعت بريف حلب الشمالي، مضيفا أن مدفعية الجيش التركي استهدفت مواقع المليشيا ردا على محاولتهم التسلل إلى نقاط الجيش الوطني في المنطقة.
إلى ذلك، دعا ناشطون في مناطق سيطرة "قسد" بريف دير الزور إلى الخروج في مظاهرات ضد انتشار قوات النظام والمليشيات التابعة له إلى المنطقة.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن المظاهرات ستكون تحت شعار "الأسد وإيران محور الإرهاب"، كما ستطالب بإسقاط النظام وستؤكد على مطالب الثورة السورية.
وكانت قوات النظام السوري قد انتشرت في مناطق عديدة تسيطر عليها "قسد" في أرياف الرقة والحسكة حلب، فيما لا تزال قوات التحالف الدولي تمنع النظام من الدخول إلى مناطق ريف دير الزور الخاضع لسيطرة "قسد".
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن رتلا ضخما من قوات النظام يضم عشرات الآليات ومئات العناصر وصل مساء أمس إلى مدينة عين العرب في ريف حماة الشمالي.
وأوضحت المصادر أن القوات التابعة للنظام أقامت نقطة عسكرية في محور تلة الإذاعة غرب المدينة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي تطبيقا للاتفاق الروسي التركي الأخير حول شمال سورية.
في السياق، ذكرت وكالة "إنترفاكس" نقلا عن وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة أن نحو 300 من أفراد الشرطة العسكرية الروسية وصلوا من إقليم الشيشان بجنوب روسيا إلى سورية.
وقالت الوكالة إن الشرطة العسكرية ستقوم بمهام حراسة في مناطق معينة وستساعد في عملية انسحاب المقاتلين الأكراد وأسلحتهم إلى ما يبعد بثلاثين كيلومترا عن الحدود السورية التركية.