أكد قائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، اليوم السبت، إسقاط القوات الجوية التابعة للجيش طائرة مسيّرة "أجنبية"، في منطقة ماهشهر جنوبي البلاد، أمس الجمعة، متجنباً، في الوقت نفسه، توجيه الاتهام لأي دولة بانتماء الطائرة إليها، ليؤكد أنه "لا يمكننا تحديد الجهة التي أقلعت منها الطائرة ومهمتها الأساسية، قبل الحصول على كافة قطعها المحطمة"، فيما اعتبرت الخارجية الإيرانية أن التحالف الدولي الذي بدأ نشاطه قبل أمس الخميس، لحماية الملاحة في الخليج "مجرد اسم بلا مضمون ولن يحقق الأمن".
وأضاف موسوي، وفقاً لما أوردته وكالة "فارس"، أن "الطائرة كانت تحلّق على علوّ منخفض، في مسعى لإخفاء نفسها من الرادارات" الإيرانية، قائلاً إن نظام الدفاع الجوي محلي الصنع "مرصاد" اكتشفها وأسقطها، معتبراً ذلك "دليلاً على الميزة الخاصة للمنظومة".
وشدد المسؤول العسكري الإيراني على أن القوات المسلحة الإيرانية "تردّ بحزم على أي اعتداء وتهديد" للأجواء الإيرانية، مشيراً إلى أنها "ستستهدف أي معتد آخر، بغضّ النظر عن حجمه وأبعاده".
وكانت إيران قد أعلنت، أمس الجمعة، أنها أسقطت طائرة مسيّرة أجنبية، في منطقة ماهشهر بمحافظة خوزستان جنوب غربي البلاد، قبل أن تصل إلى "أماكن حساسة"، مشيراً إلى أنها بدأت عملية فحص حطام الطائرة لمعرفة هويتها.
في المقابل، نفت القيادة المركزية للقوات الأميركية، في بيان، أن تكون الطائرة تابعة لها، قائلة إن التقارير عن سقوط "طائرة أميركية مسيّرة غير صحيحة".
وشهدت أجواء المنطقة أحداثاً ساخنة خلال الأشهر الماضية، بعدما قام "الحرس الثوري" الإيراني، في العشرين من يونيو/حزيران الماضي، بإسقاط طائرة مسيّرة أميركية عملاقة من طراز "غلوبال هوك"، قال إنها اخترقت الأجواء الإيرانية، ما نفاه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متهماً إيران بإسقاطها في الأجواء الدولية.
حينها، قال ترامب إنه كان قد أصدر تعليمات لتنفيذ هجمات على إيران رداً على إسقاط الطائرة، قبل أن يعلن تراجعه عن ذلك قبل شنّها بعشر دقائق، عازياً السبب إلى احتمال مقتل 150 إيرانياً نتيجة القصف، وهو ما اعتبره ردّاً غير متوازن على إسقاط طائرة أميركية غير مأهولة.
تحالف حماية الملاحة في الخليج
وعلى صعيد متصل بالتوترات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، علّق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، على بدء التحالف البحري الدولي نشاطه لضمان حرية الملاحة في الخليج بقيادة واشنطن، بالتقليل من أهمية التحالف، واصفاً إياه بأنه "مجرد اسم بلا مضمون".
وأكد أن "التحالفات الأميركية لم ولن تحقق الأمن في المنطقة"، متهماً إياها ببث الفوضى وزعزعة الاستقرار "في كافة المناطق بالعالم".
واتهم موسوي الإدارة الأميركية بـ"استغلال أسماء بعض الدول لزجّها في التحالف، لإضفاء الشرعية على تصرفاتها الأحادية"، معتبراً ذلك "دليلاً على الضعف وفقدان الشرعية الدولية"، متهماً واشنطن بالتستر خلف الدول لـ"تنفيذ أهدافها وتحقيق أطماعها".
ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، دول المنطقة، إلى "العمل باتجاه تحقيق الأمن المستدام والشامل في المنطقة، من خلال الاتكال على القدرات الذاتية وقدرات الجيران".
وأضاف موسوي أن بلاده "لديها أطول سواحل على الخليج، وهي ستواصل بكل قوة الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والأمنية، ومنها أمن الملاحة" في مياه المنطقة.
وكان التحالف العسكري البحري الذي شكّلته الولايات المتحدة في البحرين قد بدأ نشاطه، الخميس الماضي، لحماية الملاحة في الخليج، في مواجهة "التهديدات الإيرانية"، بحسب إعلان الإدارة الأميركية.
وخلال يونيو/حزيران الماضي، وبعد هجمات استهدفت ناقلات نفط في مياه الخليج، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية أنها بصدد تشكيل تحالف بحري في مواجهة إيران، التي اتهمتها بالوقوف وراء هذه الهجمات.