مستشارة ترامب تكشف فحوى اجتماع مع أوكرانيين لإثارة تحقيق ضدّ بايدن ونجله

15 أكتوبر 2019
امتدّت شهادة هيل على مدار 9 ساعات (Getty)
+ الخط -
أبلغت المستشارة السابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون روسيا، فيونا هيل، الإثنين، لجان التحقيق في مجلس النواب، أنّها، ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض، قلقون من جهود الإدارة لدفع أوكرانيا نحو فتح تحقيقات معينة، وقد عبّروا عن مخاوفهم أمام أحد محامي البيت الأبيض، وفق ما أكده أشخاص مطلعون على الأمر لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وهيل، التي عملت في مجلس الأمن القومي، وتركت الإدارة الأميركية في أغسطس/آب الماضي، أدلت بشهادتها لنحو تسع ساعات أمام ثلاث لجان تحقيق تابعة لمجلس النواب، في إطار التحقيق لمساءلة الرئيس وإدارته وحلفائه، في قضية تعاملهم مع أوكرانيا، والتي تشمل اتصالاً في يوليو/تموز الماضي، ضغط فيه ترامب على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتحقيق بقضية تتعلّق بالمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن.

وتحدّثت المسؤولة في شهادتها عن اجتماع حضرته في 10 يوليو/تموز مع كبار المسؤولين الأوكرانيين، رفقة مستشار الأمن القومي آنذاك جون بولتون، ومسؤولين أميركيين آخرين. وطرح السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند خلال الاجتماع، مسألة التحقيقات، بحسب المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الأشخاص في الغرفة أخذوا التعليقات، للإشارة إلى تحقيق قد يورّط بايدن ونجله، لافتين إلى أنّ بولتون وهيل غادرا الاجتماع مع مخاوف ممّا رشح عنه. وقالت هيل إن بولتون أوعز إليها التحدث إلى محامي مجلس الأمن القومي جون أيزنبرغ، وفق المصادر عينها. ولم تردّ متحدثة باسم بولتون فوراً، على طلب للتعليق.
ويبدو، وفق ما نقلت المصادر عن شهادة هيل، أنّ سوندلاند كان ينسّق جهوده مع كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة ميك مولفاني.


ومن المقرّر أن يدلي سوندلاند بشهادته أمام لجان مجلس النواب الخميس. وقال شخص مطلع على شهادته المرتقبة، إنّه من المتوقع أن يقول الأخير إنّه خلال اجتماع في مايو/أيار في البيت الأبيض، تلا تنصيب الرئيس الأوكراني، قام هو مع آخرين، بدفع الرئيس ترامب للقاء نظيره الجديد، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأميركي كان متردداً بشأن تحديد موعد لعقد الاجتماع، وأوضح أنّه على المسؤولين التعامل مع محاميه، رودي جولياني، لمعالجة تحفظاته بشأن الاجتماع.

وأضافت المصادر أنّ هيل شرحت للمشرعين جهود جولياني، التي تحايلت على الإجراءات الحكومية النموذجية للسياسة الخارجية، للضغط على أوكرانيا لإجراء تحقيقات بشأن عائلة بايدن، فضلاً عن التدخل المحتمل في انتخابات 2016. وقال جولياني إنّه عمل بالتعاون مع وزارة الخارجية.
وقال النائب جيمي راسكين إنه كانت هناك سياسة خارجية رسمية، كانت تحاول مكافحة الفساد في أوكرانيا؛ ثمّ كان هناك رودي جولياني، وأيضاً، العصابة التي كانت تعمل معه، والتي كانت على صلة بالفساد في أوكرانيا، وتشجع عليه؛ وفق ما خلصت إليه شهادة هيل.
ومن المقرّر أن تستمع لجان مجلس النواب هذا الأسبوع إلى شاهدين رئيسيَّين، فضلاً عن شهادة سوندلاند.
وسعى المشرعون إلى الحصول على مستندات من هيل، تتعلّق برجلين على صلة بجولياني، هما ليف بارناس وإيغور فرومان اللذان تمّ توقيفهما الأسبوع الماضي بتهم جنائية لجهودهما المزعومة في ضخ أموال أجنبية في الانتخابات الأميركية، والتأثير في السياسة الأميركية، بالنيابة عن مسؤول أوكراني واحد على الأقل، لم يتمّ ذكر اسمه.


ودافع ترامب، السبت، عن جولياني، وكتب عبر "تويتر": "إذا الآن هم يلاحقون محطم الجريمة الأسطوري وأعظم عمدة في تاريخ مدينة نيويورك رودي جولياني". وتابع "ربما يبدو فظاً، لكنه أيضاً رجل رائع ومحام رائع. هناك حملة مطاردة شعواء أحادية الجانب جارية في الولايات المتحدة. الدولة العميقة. أمر مخجل".

ونهاية هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ المحققين الفدراليين في مانهاتن يبحثون في ما إذا كان جولياني انتهك قوانين مجموعات الضغط الأميركية في تعاملاته مع المسؤولين في أوكرانيا. واستندت الصحيفة إلى شخصين مطلعين على التحقيق.
وبدأ الديمقراطيون في مجلس النواب في 24 سبتمبر/أيلول الماضي تحقيقاً رسمياً لمساءلة ترامب بتهمة التماس مساعدة أجنبية لتشويه سمعة منافسه الديمقراطي جو بايدن، قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل.