أدانت محكمة جزائرية ناشطا بارزا في الحراك الشعبي بالسجن بسبب مواقفه السياسية، فيما أرجأت محكمة ثانية محاكمة ناشط آخر، وسط تنديد باستمرار المحاكمات والملاحقات في حق الناشطين، رغم أزمة كورونا وتعليق الحراك الشعبي فعالياته الاحتجاجية.
وأصدرت محكمة سيدي امحمد وسط العاصمة الجزائر، اليوم الاثنين، حكما نافذاً بسنة سجنا ضد رئيس جمعية "تجمع وعمل وشبيبة"، المقرب من جبهة القوى الاشتراكية، عبد الوهاب فرساوي، والموقوف في السجن، منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتهمة المساس بالوحدة الوطنية والتحريض على العنف.
ونفى فرساوي، خلال جلسة المحاكمة، الوقائع المنسوبة إليه، وأكد أنه "يناضل من أجل الوحدة الوطنية وينبذ العنف"، وأن محاكمته هي محاكمة لمواقفه السياسية.
وقالت عضوة هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي المحامية سادات فطة، للصحافيين عقب المحاكمة، إن "هذا الحكم يتأسس على وقائع وهمية، وتتهم فرساوي بأنه قام بأفعال تمس الدفاع الوطني والوحدة الوطنية، بينما كان الأخير يقوم بنشاط جمعوي وضمن حرية التعبير، وهي محاولة لتصفية حسابات سياسية نتيجة نضاله من أجل التغيير وإرساء دولة القانون والحقوق والحريات".
ودان ناشطون في الحراك الشعبي استمرار محاكمة وملاحقة النشطاء برغم الظرف الصعب الذي تمر به البلاد، والذي يستدعي تدابير تهدئة. وقال الناشط سفيان هداجي، لـ"العربي الجديد"، إنه "على الرغم من أن الحراك علق المظاهرات بكل روح مسؤولة، فإن استمرار المحاكمات يثبت غياب أية نية فعلية للسلطة لوقف ممارسات البوليس السياسي المهيمن على القضاء".
وفي مؤتمر صحافي اليوم، قال رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، إنه يفترض بالسلطة أن تبادر بإطلاق سراح الناشطين من السجون، خاصة في ظل الأزمة الوبائية، من أجل تعزيز التعاضد الوطني لمواجهة الأزمة.