جاووش أوغلو من بيروت: الأسد غير مؤهل للقيادة

02 ديسمبر 2016
جاووش أوغلو: تركيا تعتمد مقاربة واقعية للشأن السوري(العربي الجديد)
+ الخط -
لم يفلح الطابع الدبلوماسي للمؤتمر الصحافي المشترك بين وزيري خارجية لبنان جبران باسيل وتركيا مولود جاووش أوغلو في إخفاء أوجه الانقسام العميق في مقاربة البلدين للأحداث السورية، وهو ما ظهر خلال زيارة أوغلو إلى بيروت اليوم الجمعة. فيما بدا الاتفاق أكثر في المؤتمر الذي تلاه، بين باسيل ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، فور مغادرة جاووش أوغلو، وإن لم يخف شتاينماير مماطلة موسكو في إجراء محادثات حول حلب.

وفي وقت حذّر فيه وزير خارجية لبنان من "خطورة المس بالوحدة الجغرافية لسورية" و"ضرورة حماية النظام العلماني فيها"، كان موقف جاووش أوغلو واضحاً بـ"رفض تركيا لاستمرار بشار الأسد على رأس النظام السوري بعدما قتل 600 ألف إنسان". 

ونقل جاووش أوغلو عن مسؤولين روس ترحيبهم بإعلان وقف لإطلاق النار في حلب "بسبب حساسية الأوضاع الإنسانية في المدينة"، مؤكدا "ضرورة عكس هذه التصريحات على الأرض"، معتبراً أن "الأسد غير مؤهل لا لحماية وحدة سورية ولا لقيادتها في المرحلة المقبلة".

واستفاض الوزير التركي في الرد على أسئلة الصحافيين بشأن سورية، مؤكداً أن بلاده "تعتمد مقاربة واقعية في الشأن السوري، لذلك نرى أنه لا يمكن تحقيق مصلحة شخص واحد في البقاء في السلطة على حساب مصالح الشعب السوري الذي دعمناه وسنواصل دعمه".

وبدا الارتباك واضحاً على وزير خارجية لبنان الذي تلقى تصريحات جاووش أوغلو بصمت، وهو رئيس "التيار الوطني الحر" الذي يربطه تحالف سياسي وثيق مع حزب الله، وعلاقات جيدة مع رموز النظام السوري.

 وجمع الموقف من "مكافحة الإرهاب" الوزيرين اللذين شددا على ضرورة "إقرار استراتيجية شاملة وقوية لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش والنصرة (فتح الشام)".

كما جمعهما التأكيد على "ضرورة تقاسم المجتمع الدولي لأعباء استضافة اللاجئين السوريين الفارين من المعارك". وزاد باسيل هذا الموقف بضرورة "الاستفادة من المناطق الآمنة والمستقرة في سورية، ونقل النازحين إليها قبل وبعد وخلال إتمام الحل السياسي للأزمة السورية". 

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد باسيل أن لبنان "متمسك بسيادته على ثرواته النفطية والغازية"، نافياً "ما أشيع عن توافق لبناني تركي على تأجيل لبنان عملية استثمار هذه الموارد".

وأثنى الوزيران على نتائج اتفاقية التنقل الحر بين البلدين، وبحثا إمكانية توسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما هنأ باسيل نظيره التركي على فشل المحاولة الانقلابية التي قادها بعض أركان الجيش التركي قبل أشهر، مشددا على أهمية "المشروعية الشعبية للأنظمة في الدول الصديقة". 

بدوره، رحب جاووش أوغلو بـ"التسوية السياسية اللبنانية التي أفضت لانتخاب ميشال عون رئيساً"، آملاً بـ"استكمال العملية السياسية من خلال تشكيل الحكومة الجديدة".​

وتخلل زيارة الوزير التركي إلى مقر وزارة الخارجية اجتماع ثلاثي بين وزراء خارجية لبنان وتركيا وألمانيا، الذي تزامنت زيارته إلى لبنان مع زيارة الوزير التركي. 

 


وفور مغادرة جاووش أوغلو لمقر الخارجية، عقد باسيل مؤتمرا صحافيا مشتركاً مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، ذكّر فيه بـ"قلة الموارد في لبنان الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين". 

وأكد الوزير اللبناني على التوافق مع ألمانيا على "مكافحة المنظمات الإرهابية من خلال وقف منابع تمويلها". كما جدد "التزام لبنان بالحفاظ على وحدة سورية وسيادة أراضيها وحدودها"، مؤكدا أن "الحل السياسي في سورية هو الحل الأنسب وعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم بأمان".

من جهته، أسف الوزير الألماني لـ"تزامن زيارات المسؤولين الألمان إلى لبنان مع الأوقات الصعبة التي تعاني منها البلاد"، لكنه اعتبر أن "نجاح اللبنانيين في انتخاب رئيس جديد مهم لتحقيق الاستقرار". 

وأكد على "ضرورة وضع حد للحرب السورية"، مشيرا إلى أن "موسكو تماطل في إجراء محادثات معنا حول حلب". وأشار إلى أن "عدد النازحين السوريين كبير جدا بالنسبة للبنان وسنقدم الدعم ليواجه لبنان هذا التحدي". وأبدى استعداد بلاده "لتقديم المساعدات المالية للبنان لمساعدته على تحمل العبء المالي الذي يتكبده بسبب النازحين، وسنواصل الدعم الألماني للبنان بمساهمة قدرها 10 ملايين يورو مخصصة للتربية والتعليم لمواجهة أزمة النازحين".

ورأى شتاينماير أن "اللبنانيين يستطيعون بقوتهم الذاتية التغلب على المشاكل وبناء مستقبل أفضل وإنهاء الجمود السياسي"، مكررا تمنيات المسؤولين العرب والأجانب بضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.