قمة ثلاثية مرتقبة في طهران على وقع طبول الحرب بإدلب

31 اغسطس 2018
تركيا: هناك قلق بشأن هجوم محتمل على إدلب(فرانس برس)
+ الخط -
بين شد روسي وجذب تركي، تتسارع التطورات والتصريحات المتلاحقة بشأن المعركة المحتملة في إدلب، قبل أسبوع من القمة الثلاثية التي تأكدت في طهران بدل تبريز، بين روسيا وإيران وتركيا، لمناقشة الوضع السوري وخصوصاً إدلب، وفيما يبقى الموقف الأميركي مترنحاً، تعيش المحافظة حالة استنفار وترقب.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية ووكالة إنترفاكس نقلا عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة، قوله إن النظام السوري له كامل الحق في تعقب "الإرهابيين" وإخراجهم من إدلب.

وقال لافروف حسب "رويترز"، إن "المحادثات مستمرة لإقامة ممرات إنسانية في إدلب"، مضيفا أن الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سورية "تجري لحظة بلحظة وموسكو لا تعتزم إخفاء تحركاتها هناك".

وقبل ذلك، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحافيين، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيشارك في قمة ثلاثية مع نظيريه التركي والإيراني، في طهران، يوم السابع من سبتمبر/أيلول المقبل.

وصرح السفير التركي في إيران، رضا هاكان تكين، قبل يومين أن القمة الثلاثية لقادة كل من تركيا وروسيا وإيران، المقرر انعقادها في 7 أيلول/سبتمبر المقبل، ستكون في العاصمة الإيرانية طهران، بدلا من مدينة تبريز، التي كان مقررا أن تجري القمة فيها، في تغيير مفاجئ.

والقمة هي الثالثة التي تجمع أردوغان مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، بعد قمة أولى عقدت في مدينة سوتشي الروسية، وأخرى في العاصمة التركية أنقرة، وتأتي القمة في مرحلة مهمة تشهد فيها الساحة السورية تهديدا يستهدف اجتياح محافظة إدلب وهي آخر معاقل المعارضة.


 تركيا تسعى لمنع الهجوم على إدلب

على الجانب الأخر، تواصل تركيا جهودها لمحاولة منع الهجوم المتوقع من جانب النظام السوري وروسيا على محافظة إدلب.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم إن بلاده تسعى لمنع الهجوم المحتمل على محافظة "إدلب" والذي سيشكّل حال تنفيذه كارثة بالنسبة إلى هذه المحافظة وسورية كلها.

وأضاف جاويش أوغلو للصحافيين حسب وكالة "الأناضول"، "هناك قلق بشأن هجوم محتمل على إدلب، ونحن نبذل جهودًا لوقف هذا الهجوم، وقد زرنا موسكو مع وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات كما تعلمون".

وأردف: "نحن نتحدث كذلك مع بقية الأطراف المعنية، لأن مثل هذا الهجوم سيشكل كارثة بالنسبة إلى سورية وإدلب".

وتابع: "يقطن إدلب حاليًا 3.5 ملايين مدني، وهناك مجموعة من المتطرفين، ونحن نعرفهم منذ البداية، وقد جرى إرسالهم على وجه الخصوص من حلب والمناطق الأخرى".

وشدّد على "ضرورة التعاون من أجل تحييد هؤلاء وفصلهم عن الفصائل الأخرى (المعارضة المعتدلة)، وإن هذه الطريقة هي الأكثر فعالية وصحية، وعكس ذلك سيحدث مشاكل خطيرة على الصعيد الإنساني والأمني وبالنسبة إلى مستقبل سورية والحل السياسي".

أميركا: هجوم إدلب تصعيد للصراع

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم  إن واشنطن تعتبر هجوم النظام السوري على محافظة إدلب، تصعيداً للصراع السوري.

وقال بومبيو في تغريدة على تويتر حسب "رويترز"، أن "الولايات المتحدة تعتبر هذا تصعيدا لصراع خطير بالفعل".

ووجه أيضاً انتقادات لوزير الخارجية الروسي "لدفاعه عن الهجوم السوري والروسي".

وتعيش محافظة إدلب، ومجمل مناطق الشمال السوري، حالة استنفار وترقب، تحسباً لعملية عسكرية قد تبادر إليها قوات النظام السوري مدعومة من روسيا في أيّ لحظة. وتتواصل الاستعدادات الميدانية العسكرية والطبية للعملية المرتقبة، التي من المتوقع ألا تكون شاملة، بل تستهدف مناطق محددة في ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي ومنطقة جسر الشغور، غرب إدلب.

وحذرت المعارضة السورية في وقت سابق اليوم، النظام من أن المعركة في إدلب "لن تكون نزهة"، متهمة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، بإعطاء الضوء الأخضر للنظام وحلفائه بتنفيذ العملية.

وقال عضو وفد المعارضة إلى مفاوضات أستانة، أيمن العاسمي، إن الوضع في إدلب "وصل إلى خواتيمه، وسيتم حسم الأمور هناك إما بالحرب أو بالتسوية".

وأضاف العاسمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المعارضة "أبلغت الروس بشكل رسمي بأن المعركة في إدلب لن تكون نزهة، وعليهم التمعن جيداً في خياراتهم"، مشيراً إلى أن فصائل المعارضة "سترد بقوة على أي اعتداء من جانب قوات النظام على أي منطقة". 

ورأى العاسمي أن المعركة في إدلب "ليست حتمية، لكن إن هاجم النظام بعض النقاط، فإن القرار المتخذ من مجمل الفصائل هو الرد في جميعها".

من جهتها، انتقدت مجموعة "منسقي استجابة سورية" تصريحات المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، التي أطلقها أمس، معتبرين أنه أعطى ذريعة للنظام لشن عملية عسكرية على إدلب.

وجاء في بيان نشره "منسقو الاستجابة"، أن تصريحات المبعوث الأممي بشأن وجود إرهابيين في إدلب، تعطي الضوء الأخضر للنظام وروسيا للهجوم على المنطقة. وأضاف البيان أن "مكافحة الإرهاب في سورية يجب أن تتم عبر تحديد الجهات الإرهابية، وهي معلومة للجميع، وفي مقدمتهم النظام السوري وحليفته روسيا".

وكان دي ميستورا قد تحدث، أمس، من جنيف، عن وجود 10 آلاف مقاتل مرتبط بـ"القاعدة" في إدلب، وأن "هيئة تحرير الشام" هي "تنظيم إرهابي لا بد من دحره"، واضعاً إياها في خانة واحدة مع النظام من حيث القدرة على استخدام غاز الكلور، وهو ما اعتبرت بعض مصادر المعارضة السورية أنه "ضوء أخضر من دي ميستورا للنظام وروسيا لتبرير الهجوم".