وقال المركز، في تقرير، اليوم الأربعاء، إنه على الرغم من أن بايدن يعد من أصدقاء إسرائيل في واشنطن، إلا أن هناك احتمالاً أن يتفجر خلاف بين إدارته وتل أبيب، بشأن ملفي الصراع مع الفلسطينيين والبرنامج النووي الإيراني.
وفي تقرير أعده كل من الجنرال إلداد ينيف الذي تولى مواقع مهمة في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، والباحث آريي هسيتين، لفت المركز إلى أن بايدن سيأخذ بعين الاعتبار موقف التيار التقدمي الشاب الذي يمثل "يسار الحزب الديمقراطي" لضمان دعمه في الانتخابات الأميركية المقبلة.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن بايدن أعلن، في الماضي، أنه "صهيوني"، وأنه يعتبر أي دعوة لتقليص الدعم الأميركي العسكري السنوي لإسرائيل، والذي يقدر بـ3.8 مليارات دولار، "خطأ كبيراً"، إلا أن هناك خلافات جوهرية بينه وبين حكومة بنيامين نتنياهو في كل ما يتعلق بالتعاطي مع القضية الفلسطينية.
ولفت معدا التقرير إلى أن بايدن دعا، في أغسطس/ آب الماضي، إلى ممارسة الصغوط على إسرائيل لدفعها للموافقة على حل سياسي للصراع مع الفلسطينيين، معتبراً أن الولايات المتحدة بقيادة بايدن "قد تغير القرارات التي اتخذتها إدارة دونالد ترامب بشأن الصراع، وضمن ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، مشيراً إلى أن مستشاري بايدن أوضحوا أنه ملتزم بالموقف التقليدي للولايات المتحدة السابق بأنّ القدس الغربية تمثل عاصمة إسرائيل.
وتوقع التقرير ألا يقدم بايدن على إعادة السفارة الأميركية إلى تل أبيب، لكنه في الوقت ذاته سيأمر بإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، للتدليل على أن إدارته ترى في القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
وأشار التقرير إلى أن هناك خلافاً جوهرياً بين بايدن وإسرائيل في كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، موضحاً أنه سبق أن أعلن أنه سيعود للالتزام بالاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى في عام 2015، في حال تبين أن طهران تحترم التزاماتها فيه. وأوضح التقرير أن ما يقلص فرص التوصل لتفاهم مع بايدن بشأن البرنامج النووي الإيراني حقيقة أن البيئة السياسية الداخلية لن تسمح لنتنياهو بقبول موقف الرئيس الديمقراطي.
وحسب التقرير، فإن العائق الرئيس الذي سيواجه بايدن في كل ما يتعلق بالموقف من الاتفاق النووي مع إيران، حقيقة أن مجلس الشيوخ الذي يحظى الجمهوريون فيه بأغلبية، لا يمكن أن يقر الاتفاق.
ويقترح المركز أن تعكف تل أبيب حالياً على اتصالات مع مستشاري بايدن للتوصل لمسودة تفاهم أميركي إسرائيلي يتعلق باتفاق نووي جديد بين إيران والقوى العظمى، حيث يتضمن الاتفاق الجديد الخطوط الحمراء التي تضمن عدم عودة طهران لتطوير برنامجها النووي.
وحث المركز صنّاع القرار في تل أبيب، على الشروع منذ الآن في بناء قنوات اتصال مع بايدن ومستشاريه، في محاولة للتوصل لتفاهمات مشتركة حول القضايا التي يمكن أن تكون أساساً للخلاف بين الطرفين. كما دعا حكومة تل أبيب إلى تجنب اتخاذ أي خطوات خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية يمكن أن تفسر على أنها تعكس دعماً إسرائيلياً لهذا المرشح أو ذاك. وشدد على وجوب أن تعمل إسرائيل على الحفاظ على إجماع الحزبين الجمهوري والديمقراطي على دعمها، وهو الإجماع الذي تضرر بعد صعود الرئيس دونالد ترامب.