الجزائر: الطلبة يعودون بقوة إلى الشارع تأييداً لمطالب الحراك الشعبي

11 يونيو 2019
من تظاهرات الطلاب اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -
تجددت في الجزائر التظاهرات الطلابية المؤيدة لمطالب الحراك الشعبي الداعي إلى رحيل رموز نظام الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، وخاصة رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي.

وتجمع الآلاف من الطلبة قرب ساحة البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية، قبل أن يقرروا السير عبر شارع العربي بن مهيدي باتجاه ساحة الشهداء، المركز الجديد للتظاهرات الشعبية، بعد غلق السلطات ساحة البريد المركزي بسبب تشققات أسفل السلالم، "حفاظاً على سلامة المواطنين".

وقبل بداية التظاهرات، سارعت السلطات لغلق نفق يربط بين شارع حسيبة بن بوعلي وشارع عميروش، وغلق النفق الجامعي، إضافة إلى نشر أعداد كبيرة من قوات الأمن قرب ساحة أودان، وعند البوابة المركزية للجامعة المركزية، وسط العاصمة، لمراقبة مسيرات الطلبة، من دون تسجيل احتكاك بين الطلبة المتظاهرين وقوات الأمن.

حراك الطلبة الجزائريين (العربي الجديد) 


ورفع الطلبة شعارات تطالب برحيل رموز النظام، في مقدمتهم رئيس الدولة بن صالح وحكومة بدوي، وبمحاسبة رموز الفساد، إضافة إلى شعارات تنتقد مواقف قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح.

وتعد مسيرات اليوم الأولى بعد عيد الفطر المبارك. ومنذ بداية الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط الماضي، يلتزم الطلبة بمسيرات كل يوم ثلاثاء، عدا يوم الثلاثاء الماضي، الذي تزامن مع عيد الفطر.
وفي مدينة بجاية، شرقي الجزائر، خرج الآلاف من الطلبة والأساتذة في مسيرة سلمية حاشدة جابت شوارع المدينة، للمطالبة بتغيير النظام، ورفع المتظاهرون شعار "صامدون وللنظام رافضون وللتغيير مطالبون"، وأخرى تجدد رفض إقامة أي حوار مع رئيس الدولة و الحكومة الحالية.

وفي مدينة قسنطينة، نظم الطلبة مسيرة سلمية احتجاجاً على رفض السلطة الاستجابة حتى الآن للمطالب الشعبية المتصلة بالرحيل الفوري لرموز نظام الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة. وقال عالم محمد، الذي يدرس في قسم الحقوق وينشط في الحقل الطلابي، لـ"العربي الجديد"، إن "عودتنا اليوم إلى الشارع هو تأكيد لمسألتين: الاستمرار في الخروج الى الشارع، وعدم التنازل على المطالب الشعبية المرفوعة".

ويسهم استمرار الطلبة الجامعيين في دعم الحراك الشعبي في إضافة نفس جديد له، بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، والضغط أكثر على السلطة نحو الاستجابة سريعاً للمطالب الشعبية.

الطلبة تمسكوا بمطالب الحراك (العربي الجديد) 


وقال الكاتب والمحلل المختص في الشأن الجامعي عبد العالي زواغي، لـ"العربي الجديد"، إن "الطلبة الجامعيين يمثلون في كل دول العالم ثقلاً ووزناً في توجيه دفة المظاهرات الشعبية وصنع السياسات العامة أو إزاحتها، حتى إن السياسيين يحسبون ألف حساب لهذه الشريحة إذا تحركت"، مضيفاً أنه "وبالنسبة للجزائر، الأمر لم يكن مختلفاً، والطلبة ساوقوا مطالب الشعب وكانوا سنداً قوياً للحراك ودافعاً محركاً له، ويمكن القول بأنهم حافظوا على نبض المظاهرات حيا، وأبقوا على وهجها وحضوها لدى الرأي العام، من خلال الخروج خلال أيام الأسبوع الأخرى، وليس الجمعة فقط، رغم بعض المضايقات التي واجهوها وانتصروا عليها بفعل وعيهم وسلميتهم، وقد ضرب هؤلاء مثالاً رائعاً عن التنظيم والإرادة والتحدي، مما أكسب الحراك قوة حقيقية".

ولفت زواغي إلى أن "النظام البائد انتبه مبكرا لهذه المسألة، وعمل على إفراع الجامعة من روحها، وتهميش دورها الريادي، لكن هؤلاء الطلبة باعتبارهم شبابا، والشريحة الأكثر حضورا في المجتمع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كان لهم حظ الأسد في إنعاش الحراك وضمان ديمومته وقوته، متجاوزين بكثير الأحزاب والمنظمات السياسية التي وقفت عاجزة ومصدومة من درجة الوعي السياسي الذي ظهر عليه الطلبة الشباب، الذين كانوا إلى وقت قريب مهمشين ولا يبالي بهم أحد".