كولومبيا تُجري استفتاء على اتفاق السلام مع فارك

02 أكتوبر 2016
34.9 مليون ناخب دُعوا إلى الاستفتاء (فرانس برس)
+ الخط -
يُدلي الكولومبيون، اليوم الأحد، بأصواتهم حول السلام مع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك)، في استفتاء نتيجته حاسمة للبدء بتطبيق هذا الاتفاق غير المسبوق الذي يهدف إلى طي صفحة نزاع استمر أكثر من نصف قرن.

وقال الرئيس خوان مانويل سانتوس لدى إعلانه، أمس السبت، عن انطلاق أعمال مهمة المراقبة الانتخابية المؤلفة من حوالى 200 شخص من 25 بلداً، "نواجه من خلال الاستفتاء قراراً تاريخياً، ونأمل في أن يدلي جميع الكولومبيين بأصواتهم".

ويرمي الاتفاق مع القوات المسلحة الثورية إلى إنهاء أقدم نزاع مسلّح في الأميركتين انخرطت فيه، على امتداد عقود، حركات تمرد يسارية ومليشيات عسكرية من اليمين المتطرف، وأسفر عن أكثر من 260 ألف قتيل و45 ألف مفقود و6.9 ملايين مهجر.

وقد أراد سانتوس الاستفتاء غير الملزم لوضع "أكبر شرعية" ممكنة على الاتفاق الذي وقعه في 26 سبتمبر/أيلول مع قائد القوات المسلحة الثورية (ماركسية) رودريغو لوندونو، المعروف باسميه الحركيين تيموليون خيمينيز أو تيموشنكو.

ودُعي أكثر من 34.9 مليون ناخب إلى الرد بـ"نعم" أو "لا" على السؤال التالي: "هل تؤيد الاتفاق النهائي لوقف النزاع وإقامة سلام ثابت ودائم؟"، وهو عنوان الوثيقة المؤلفة من 297 صفحة، هي خلاصة محادثات متنقلة في كوبا وانتهت في 24 أغسطس/آب.

وكرر رئيس الدولة أمام المراقبين، ومنهم رؤساء سابقون من أميركا اللاتينية، والحائزان جائزة نوبل للسلام، الغواتيمالية ريغوبرتا منشو والأرجنتيني أدولفو بيريز اسكيفيل، القول إن "الشرعية التي يضفيها الشعب الكولومبي على الاتفاق وموافقته على بنوده ضروريان حتى يكون السلام مستقراً ودائماً".

وانتشر 240 ألف شرطي وجندي بالإجمال لتأمين سلامة الاستفتاء، في حوالى 82 ألف قلم اقتراع، ابتداء من الساعة 8.00 (13.00 توقيت غرينتش) وحتى الساعة 16.00 (21،00 توقيت غرينتش). وأدلى الكولومبيون المقيمون في الخارج بأصواتهم، خصوصاً في آسيا، كما أعلنت وزارة الخارجية.

وإذا ما حصل اتفاق السلام على الموافقة، ستتحول "فارك" التي تأسست في 1964 من انتفاضة للفلاحين وما تزال تضم 5765 مقاتلاً، إلى حزب سياسي، بعد أن تسلم أسلحتها تحت إشراف مهمة للأمم المتحدة التي تحققت حتى الآن من إتلاف "فارك"، السبت، 620 كيلوغراما من المتفجرات.

وحتى تفوز "نعم" يتعين أن تحصل على 4.4 ملايين صوت على الأقل (13 في المائة من الناخبين)، و"لا" على نتيجة أقل. ويعطي آخر استطلاعات الرأي التي أجريت قبل توقيع الاتفاق "نعم" تقدماً كبيراً. ويقول معهد داتيكسكو إن 55 في المائة من الأشخاص الذين سئلوا عن آرائهم يؤكّدون استعدادهم للتصويت مع الاتفاق في مقابل 36.3 بالمائة لمعارضيه. وأعطى استطلاع آخر لمعهد ايبسوس نابوليون فرانكو "نعم" 66 بالمائة و"لا" 34 بالمائة.

المساهمون