على الرغم من وصول بعض قيادات "الحشد الشعبي" إلى البرلمان العراقي، في الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد، العام الماضي، إلا أنّ بعضهم ما يزال ممنوعاً من السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية التي اتخذت، خلال الأشهر الأخيرة، مواقف ضد بعض المليشيات العراقية.
وقالت مصادر مقرّبة من "الحشد الشعبي"، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "بعض البرلمانيين المؤيدين للحشد، وقادة فصائل مسلحة، ممنوعون من دخول أميركا، بسبب مواقفهم المتكررة المناوئة لواشنطن"، مشيرة إلى إجراء اتصالات دبلوماسية تهدف للاستفهام عن سبب المنع.
ولفتت المصادر إلى "وجود اعتقاد لدى قادة بالحشد بأنّ هذا القرار يعود بالدرجة الأولى لموقف بعض الفصائل المسلحة في أزمة واشنطن مع طهران"، مؤكدة أنّ "قادة وعناصر هذه الفصائل سيعملون على إلغاء أي عقوبة قد تُفرض عليهم من قبل أي دولة، والمطالبة بالتعامل معهم كبقية العراقيين بغض النظر عن أدوارهم السياسية والأمنية".
وقال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الفتح" (الجناح السياسي للحشد الشعبي) أحمد الأسدي، إنّه مُنع من زيارة واشنطن مع وفد برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في مارس/ آذار الماضي.
وأضاف الأسدي؛ وهو المتحدّث السابق باسم "الحشد الشعبي"، في مقابلة متلفزة سابقة، أنّه كان يتوقع ذلك "في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
وفرضت الولايات المتحدة، في مارس/آذار الماضي، عقوبات على "حركة النجباء" التي تضم نحو عشرة آلاف مقاتل، وعلى زعيمها أكرم الكعبي، وهي ضمن مليشيات "الحشد الشعبي" المرتبطة بإيران.
وتضم مليشيا "الحشد الشعبي" نحو 70 فصيلاً مسلحاً، وخصصت لها الحكومة العراقية موازنة مالية لهذا العام بلغت 800 مليون دولار، بحسب قرار صادق عليه البرلمان.
وفي السياق ذاته، قال عضو مجلس النواب عن تحالف "الفتح" محمد كريم، إنّ "على الدول التي تدعي أنّها تقاتل الإرهاب أن تكرم قادة وعناصر الحشد بدلاً عن معاقبتهم"، مضيفاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هؤلاء وقفوا بوجه أعتى هجمة إرهابية كانت تهدد العالم".
وتابع أنّ "مثل هذه التصرفات لن تؤثر على أهمية العراق الذي بدأ يتلقى الدعم من كل مكان في ظل وجود قوى ودول تقيّم العراق بشكل صحيح".
واستدرك "في الوقت ذاته توجد دول نظرتها قاصرة للعراق الذي تمكن من انتزاع دوره الذي يستحقه"، مضيفاً أنّ "من يقول إنّه ضد الإرهاب، عليه أن يدعم الأشخاص الذين قاتلوا داعش".
ونظمت مليشيات عراقية، في وقت سابق من العام الحالي، وقفات احتجاجية رافضة لقرار الإدارة الأميركية وضعها على "لائحة الإرهاب".
وقال مسؤول إعلام مليشيا "النجباء" أبو حسين الأسدي، إنّ القرار الأميركي "كان جائراً ويندرج ضمن مخطط تآمري على فصائل الحشد التي ساهمت في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي"، متهماً الأميركيين بـ"رعاية الإرهاب في العالم".
ودعمت واشنطن القوات العراقية، التي قاتلت مليشيات "الحشد الشعبي" إلى جانبها، خلال المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، بعيد سيطرته على أجزاء واسعة من العراق في العام 2014، وحتى إعلان بغداد النصر عليه في ديسمبر/كانون الأول 2017.