فض اعتصام كربلاء بالعراق... روايات متضاربة للجيش والشرطة والصحة وحقوق الإنسان

بغداد

عادل النواب

avata
عادل النواب
29 أكتوبر 2019
CE42FBBF-F15C-4405-BD77-255C851FBECF
+ الخط -
حتى ظهر اليوم، الثلاثاء، صدرت عدة روايات مختلفة من حيث عدد ضحايا عملية فض اعتصام ساحة التربية، وسط مدينة كربلاء العراقية، في ساعة متأخرة من ليل أمس الإثنين، وكذلك ملابساتها والجهة التي نفذت العملية، وسبب فضها من الأساس، ما دام هناك اعتراف بأنّها غير مخالفة للقانون وأنّ المعتصمين كانوا سلميين.

ومع منتصف ليلة الإثنين ـ الثلاثاء، بث ناشطون مقاطع مصورة لعملية فض اعتصام ساحة التربية، وسط مدينة كربلاء، تحوي مشاهد لإطلاق نار وقنابل غاز وكذلك سقوط ضحايا قتلى وجرحى، لتعلن "المفوضية العليا لحقوق الإنسان" في العراق، في بيان، عن مقتل وإصابة عشرات العراقيين في كربلاء، وهو ما أكده شهود عيان وناشطون وحقوقيون في المدينة، والذين أشاروا كذلك إلى أنّ مستشفى المدينة ازدحمت بالضحايا والمصابين.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمنيين في المدينة قولهم إنّ 14 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب مئات آخرون بإطلاق قوات الأمن العراقية النار على محتجين في مدينة كربلاء، فيما نقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر محلية بالمدينة مقتل 10 وجرح العشرات بفض الاعتصام، بوقت أكد مسؤول أمني عراقي لوكالة "أسوشييتد برس"، مقتل 18 شخصاً وإصابة المئات في هجوم استهدف المتظاهرين في كربلاء.

وفي السياق ذاته، أكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أنّ مستشفى المدينة غصّ بالجرحى، كما شوهدت 8 جثث تودع في ثلاجات الطب العدلي.

قيادة شرطة كربلاء قالت، في بيان مقتضب، إنّه "لا صحة لوقوع قتلى باحتجاجات أمس في المحافظة، في صفوف المتظاهرين أو القوات الأمنية"، فيما قالت خلية الإعلام الأمني الحكومية، في بيان أعقب ذلك، إنّ "محافظة كربلاء شهدت تظاهرات تخللتها بعض الحوادث المؤسفة، حيث أصيب 53 مدنياً بحسب عمليات وزارة الصحة، فيما بلغ عدد المصابين في صفوف القوات الأمنية 90 مصاباً، وفقاً لإحصائيات قيادة عمليات الفرات الأوسط".

ودعت الخلية "للابتعاد عن الاحتكاك مع القوات الأمنية بالمدينة"، مضيفة في هذا السياق: "نجدد الدعوة إلى جميع الجهات ووسائل الإعلام بضرورة توخي الدقة واعتماد المعلومات من مصادرها الرسمية حصرا، والابتعاد عن التضليل وإرباك الرأي العام بأعداد او قصص غير دقيقة".

وفيما قال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عبد الكريم خلف، إنّ عدد من جرح في كربلاء 143 من قوات الأمن والمدنيين، أعلنت دائرة صحة كربلاء تلقيها نبأ سقوط قتيل واحد و112 مصاباً في مستشفياتها، مشيرة إلى أنّ القتيل قضى بحادث جنائي.

في المقابل، قال علي البياتي، عضو "المفوضية العليا لحقوق الإنسان"، وهي هيئة مستقلة مرتبطة بالبرلمان، في بيان رسمي، إنّ "المعلومات التي وصلتنا من ناشطين ومنظمات وجهات غير حكومية حول أحداث يوم أمس، تتحدث عن 18 شهيداً من المتظاهرين في كربلاء وأكثر من 800 مصاب".

وأضاف البياتي أنّ "المعلومات تشير إلى استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، في كربلاء وليلة قاسية عاشتها المحافظة"، مشيراً إلى أن "الكثير من العوائل القاطنة في شارع المحافظة في كربلاء قرب ساحة التربية، لم تتمكن ليلة أمس، من الوصول إلى المشفى، بسبب خطورة الوضع على الرغم من حصول حالات اختناق بينهم، بسبب الغازات المفرطة المستخدمة من قبل الجهات الأمنية".

وأصدرت المفوضية بعد ذلك بياناً آخر بعد أقل من ساعة، أوضحت خلاله أنّ حصيلة ليلة كربلاء بلغت "شهيداً واحداً و192 مصابا من المدنيين وقوات الأمن، كما تم اعتقال العشرات"، داعية إلى وقف استخدام القوة ضد المتظاهرين. قبل أن يصدر نائب رئيس الجمهورية السابق وزعيم "ائتلاف الوطنية" إياد علاوي بياناً وصف فيه ما جرى في كربلاء بـ"المجزرة".

وقال علاوي "كنا نتوقع أن السلطة التنفيذية ستخرج علينا بتسمية القناصة وغيرهم من قتلة المتظاهرين السلميين تحت ذريعة الاندساس والتحريض والتخريب"، معربا عن "استغرابه الرسمي والمعلن من أن السلطة التي أعلنت أنها ساهمت بالقضاء على البغدادي لا تستطيع التصرف إزاء هؤلاء المندسين والمخربين وكأنها تعيد أيام نظام صدام عندما تلصق الاتهامات بالأبرياء إذا أبدوا أي ملاحظةٍ على حكمه".

وبيّن أنّ "واقعة مجزرة كربلاء وغيرها من المدن العراقية الكريمة يندى لها الجبين، وكأن قطيعاً من الخرفان تتقاذفه العمليات المشتركة (قيادة العمليات العراقية المشتركة) في بغداد وغيرها"، مشيرا إلى أن "الإمام الحسين عليه السلام نادى هيهات منا الذلة، ونحن لن نرضخ لنفرٍ من المتلونين الذين يحاولون تزيين الأمور كما يحلو لهم عبر نفي تلك الجرائم".


تفاصيل فض الاعتصام

في المقابل، روى الناشط المدني أحمد الكربلائي الذي كان موجوداً في خيم الاعتصام بساحة التربية، وسط كربلاء، ما حصل ليلة أمس الإثنين، لـ"العربي الجديد"، قائلاً "كنا معتصمين وكان عددنا يقارب 5000 معتصم، عندما زارنا قائد العمليات اللواء علي الهاشمي، وتحدث معنا بشكل سلمي وودي ووعد بتوفير الحماية لنا وشعرنا بارتياح لذلك".

واستدرك الكربلائي "لكن بعد ذلك جاءت سيارات سوداء اللون، لا تحمل لوحات تسجيل ونزل منها عناصر يرتدون زيا أسود وبعضهم ملثم، قاموا بإطلاق الرصاص الحي، فور نزولهم، في الهواء، وتعرضت القوات الأمنية الموجودة قربنا إلى اعتداء من قبل تلك القوات المجهولة بالدفع والشتم بسبب مطالبة العناصر الأمنية من هذه القوة بالكشف عن هويتها وماذا تريد من المعتصمين، وقامت بإطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف في الهواء، وفوق رؤوس المعتصمين من أجل تفريقهم، بالإضافة إلى إطلاق قنابل مسيلة للدموع بشكل كثيف أيضا، ما دفع المعتصمين الى الانسحاب من المكان، لكن القوات تلك قامت بملاحقة المعتصمين، بالإضافة إلى قوة أمنية جديدة رافقتها واعتقلت عدداً كبيراً من المحتجين، كما تم الاعتداء على بعضهم بالضرب العنيف".

وتابع "من المؤكد أن هناك شهداء، هذا الأمر لا جدل فيه وهناك نحو 300 مصاب أغلبهم بفعل الغاز، كما تم اعتقال المئات".

ومنعت دائرة صحة كربلاء وكذلك مستشفى الحسين الحكومي ومستشفى السفير الأهلي الخاص دخول الصحافيين والناشطين، في وقت يترقب توارد معلومات جديدة من داخل المدينة بعد وصول فريق تحقيق ميداني من مفوضية حقوق الإنسان، ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان، للوقوف على حقيقة عدد الضحايا.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في وقفة في اليوم العالمي للعمل الإنساني - الضفة الغربية - 19 أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

وجّهت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في يوم العمل الإنساني، نداء من أجل حماية العاملين الإنسانيين من استهدافات الاحتلال ووقف الحرب على قطاع غزة.
الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
المساهمون