سجالات سياسية في مصر بشأن "مبادرة واشنطن"

15 سبتمبر 2016
تحفظت 6 ابريل على الاجتماع (فرانس برس)
+ الخط -
أثارت، ما تعرف بـ"مبادرة واشنطن"، جدلاً سياسياً في الأوساط المصرية، منذ نشر بنودها، والتي جرى التوافق عليها خلال ملتقى الحوار الوطني، الذي انطلقت أعماله تحت عنوان "وطن للجميع"، مطلع سبتمبر الجاري، بالعاصمة الأميركية واشنطن.

شارك في الملتقى العديد من الشخصيات السياسية من المصريين المقيمين في الخارج، ومنهم؛ القيادي في حزب الحرية والعدالة، عبد الموجود الدرديري -بصفة شخصية-، وأستاذ العلوم السياسية د.سيف الدين عبدالفتاح، ومنسق حركة شباب 6 أبريل في أميركا، سوسن غريب، والقيادي بحزب غد الثورة، منذر عليوة، والمحلل السياسي، مختار كامل، ونائب منسق حركة غربة محمد إسماعيل، والناشطة سوسن جاد، ومداخلات عبر الفيديو كونفرانس من الدكتور أيمن نور والدكتور محمد محسوب، والدكتور عصام حجي، صاحب مبادرة الفريق الرئاسي.

وجراء السجال الذي أثير حول المبادرة، أصدرت لجنة العمل الخاصة بها، مساء اليوم الخميس، بياناً مطولاً للرد على ما أثير، حول الاجتماع، والانتقادات التي طاولت، عدداً من البنود الصادرة عنه تحت عنوان "بيانٌ يضعُ الأمورَ في نصابها".

وشددت اللجنة على أنّ "هناك مجموعة حقائق، فالمجتمعون بواشنطن قصدوا بتوقيع هذه المبادئ أن يشيروا إلى إمكانية أي اجتماعات قادمة بين قوى سياسية وفكرية مختلفة ومتنوعة، أن الاتفاق في ما بينها يمكن أن يكون وليس مستحيلاً على صعوبة ذلك"، مضيفةً أنّ "التسريب الإعلامي لنسخة لم يتم حسم الاتفاق عليها واجتزاء ذلك من سياقات الحوار التي تمّت، يعبّر عن خطأ فادح ممن ارتكبه وجرم كبير في حقّ الجماعة الوطنية".

وجاء في بيان اللجنة، التوصيات التالية:
1. إن المادة الخامسة التي تتعلق بالعلاقة بين الدين والدولة كانت من المواد التي خضعت لحوار واسع، وظل هناك تياران أحدهما يؤكد ضرورة الفصل التام بين الدين والدولة، والآخر يحدد عناصر الربط والفصل بين الدين والدولة والتمييز بينهما في الحركة والسياسات.

2. تم دعوة كافة القوى السياسية والأشخاص للحضور، ولكن البعض اعتذر في حينه عن عدم الحضور، ودعونا حتى المجلس الثوري ممثلاً في رئيسته الدكتورة، مها عزام، وكان ذلك تأكيداً على حقّ الجميع في إبداء رأيه وتحاوره أثناء الاجتماع، ومن هنا فإن البعض الذي قد يرى أنه تجاهلته هذه الاجتماعات فإنني أؤكد أن هذا الاجتماع لم يتجاهل أحداً.

3. إننا نؤكد كذلك على أن هذه الوثيقة بكل مكوناتها لا تتعارض بأي حال مع أي جهد مستقبلي قادم، بل إنها تعتبر نفسها وبحضورها جزءاً من أي اتفاق قادم يُحدثُ اللُّحمة بين قوى وعناصر الجماعة الوطنية.

4. إن الحديث عن حضور الدكتور، عصام حجي، لهذا الاجتماع وأنه جزء من هذا المشروع افتراء بيّن، ولكنه بناءً على طلبه أراد أن يعرض هذا المشروع الذي تحدث عنه، وقام المجتمعون بمناقشته مناقشة عميقة وحادّة، وهو ما أدى إلى أن تكون هذه المناقشة واحدة من استطلاع المشروعات الموجودة في هذا المقام وإبداء الرأي الواضح حيالها، وهو ما حدث.

5. أما بصدد مشروع الشرعية والذي يتلقفه كثيرون ويتحدثون فيه بلا معرفة كافية، بمعنى ومفهوم وواقع الشرعية .... فإننا نؤكد مع اختلاف المجتمعين، وهذا من حقهم، على شرعية الرئيس المدني المنتخب، فإن الأمر يتعلق بضرورة استرداد شرعية المسار الديمقراطي، واسترداد ثورة يناير/كانون الثاني.

وختمت اللجنة قائلةً إنّ "الهدف من البيان تحديد موقف هذه المجموعة من كل ما حدث من حوار بين المجتمعين حول قضايا خلافية، فنرجو من الجميع أن يقدّر معنى التوافق والاتفاق، وأن يرى أن هذه الوثيقة والتي سميناها (وطن للجميع) يجب أن تعتبرَ الجميع".

رافضون للمبادرة


وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين اليوم الخميس، رفضها المبادرة، على لسان المتحدث باسم الجماعة طلعت فهمي، في بيان على صفحته على فيسبوك، بعنوان "تنويه مهم حول الادعاء بحضور ممثلين للإخوان في ورشة واشنطن"، قال فيه "ما تم تداوله عن نتائج الورشة النقاشية التي عُقدت في واشنطن مؤخرًا، وحضرها بعض النشطاء السياسيين، وتمت الإشارة إلى حضور ممثلين عن الجماعة، هو عارٍ عن الصحة، ولم يسبق للجماعة العلم بها".

مضيفا: "الجماعة على تواصل مع كافة الرموز والقوى السياسية في الداخل والخارج، وسبق أن قدمت لهم مجموعة مبادئ للاصطفاف، وجرى حوار حولها، تمخض عن موافقة بعض الرموز والقوى السياسية عليها، وفي انتظار رأي البعض الآخر".

وأعادت الجماعة التأكيد على أن "التعبير عن رأيها ومواقفها يتم من خلال مؤسساتها والمتحدثين باسمها، وأن حضور رموز من الجماعة أو بعض شخصياتها مثل هذه المناقشات أو ورش العمل إنما هو حضور شخصي، ما لم تعلن مؤسساتها تمثيل هذه الشخصيات لها".

كما أكدت حركة شباب 6 إبريل، عدم موافقتها على أي بيانات صادرة من الخارج، وأن حضور أي اجتماعات تنسيقية مع تيارات أخرى سيتم عن طريق المكتب السياسي فقط، وهو ما لم يحدث فيما سُمي باجتماع القوى الثورية في الولايات المتحدة الأميركية، وخرجت على أثره مبادرة وبنود تحت شعار "مبادرة واشنطن".

وأضافت الحركة، في بيان رسمي لها نشرته عبر صفحتها الرسمية بـ "فيسبوك": "تتحفّظ الحركة على البيانات الصادرة من هذا الاجتماع، فإنها لا تنفي احتمالات المشاركة المستقبلية في اجتماعات أخرى؛ شريطة أن تكون متماشية مع مبادئ الحركة، وستعلن الحركة عن أي مشاركات لها على الصفحة الرسمية".

فيما علق البرلماني محمد العمدة، قائلاً: "أقدِّر أي جهود لتوحيد الصف الثوري لإزاحة حكم العسكر باعتباره الأولوية الواقعية للشعب مع تحفُّظي على فقرة 5 من البيان تحتاج توضيحًا".

بينما جاء الوصف الأشد، على لسان وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق د.عمرو دراج، واصفًا من يروِّجون للمبادرة بأنهم يحملون أجندة "مخابراتية".

وقال دراج عبر حسابه على موقع "تويتر": "يقوم البعض بالبهتان علينا بأجندة مخابراتية واضحة بدعم ما يسمى ببيان واشنطن الذي لا نعلم عنه شيئًا".
المساهمون