أردوغان يوجه انتقادات شديدة لواشنطن بخصوص عفرين

20 مارس 2018
أردوغان منزعج من الموقف الأميركي (آدم التان/ فرانس برس)
+ الخط -

وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، انتقادات شديدة للإدارة الأميركية إثر التصريحات الصادرة، أمس، عن كل من وزارتي الخارجية الأميركية والدفاع، والتي عبرت عن قلقها من الأوضاع في منطقة عفرين، وذلك بينما أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، بأن الاتصالات التركية الأميركية لم تنقطع رغم تغيير وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون.


وفي رده على التصريحات الأميركية التي تلت سيطرة قوات "الجيش السوري الحر" المدعومة من الجيش التركي على عفرين وطرد عناصر المليشيات الكردية منها، قال أردوغان: "يصرح بعض المتحدثين باسم الولايات المتحدة ويعبرون عن قلقهم لما يحصل في عفرين، أين كنتم عندما عبرنا لكم عن قلقنا؟ أين كنتم عندما قلنا لكم فلنقم بتطهير المنطقة من الإرهاب معا؟".

وأضاف الرئيس التركي خلال كلمة ألقاها بالاجتماع الأسبوعي لكتلة حزب "العدالة والتنمية" البرلمانية، "من جانب تقولون لنا إنكم شركاء استراتيجيون لنا ومن ثم ستقومون بالتعاون مع الإرهابيين، إن الحقيقة واضحة، إن كنتم شركاء استراتيجيين لنا ستحترمون ذلك وستسيرون معنا، هناك خداع لدرجة أنكم قمت بتقديم خمسة آلاف شاحنة من السلاح، نقوم بهدم كل تلك الأنفاق التي احتوت على مخازن الأسلحة وأيضا المنازل التي ضمت الأسلحة، إنهم يهربون ونحن نطاردهم، مع مرور الوقت سنصادر كل تلك الأسلحة".

من جانبه، أكد المتحدث باسم رئاسة الحكومة نائب رئيس الوزراء، بكير بوزداغ، بأن التصريحات الأميركية الأخيرة تؤكد بأن الأميركيين "لم يفهموا بعد ماهية عملية غصن الزيتون أو أنهم لا يريدون أن يفهموا ذلك"، مشددا على أن العمليات العسكرية التركية لم تستهدف الأكراد السوريين، ولكن عناصر "العمال الكردستاني" في المنطقة.

ورغم التوتر في العلاقات الحاصل، أكد جاووش أوغلو أن الاتصالات التركية الأميركية مستمرة فيما يخص الشأن السوري رغم إقالة تيلرسون، مشيرا إلى أن وكيل الخارجية التركي، السفير أوميد يالجن، سيتوجه في الأيام القادمة إلى العاصمة الأميركية واشنطن لإجراء لقاءات خاصة بالشأن السوري.

وكان من المفترض أن يلتقي جاووش أوغلو بتيلرسون في واشنطن يوم الأحد الماضي، ولكن الاجتماع ألغي بعد إقالة تيلرسون المفاجئة من منصبه.


لا عمليات عسكرية في تل رفعت

في سياق متصل، أكدت صحيفة "حرييت" التركية، أن قوات المعارضة السورية والجيش التركي المشاركة في علمية "غصن الزيتون" لن تجري أي عمليات عسكرية في منطقة تل رفعت، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها أنقرة في إدارة جرابلس ستقدم نموذجا لإدارة عفرين.

وأكد الكاتب الصحافي، عبد القادر سيلفي، في جريدة حرييت، والمعروف بقربه من دوائر صنع القرار في العاصمة التركية أنقرة، أن عناصر مليشيات "الاتحاد الديمقراطي" بدأوا بالهرب من مدينة عفرين قبل 6 أيام من دخول قوات غصن الزيتون إليها، مشيرا إلى أن المدينة لم تأخذ أكثر من ثماني ساعات من العمل قبل إتمام السيطرة عليها.

وفي مقاله المنشور اليوم أشار سيلفي إلى أنه بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها "الاتحاد الديمقراطي"، فر 90 بالمئة من عناصر الحزب إلى منطقة تل رفعت ومنها ثم إلى منطقة منبج، كما توجه قسم منهم إلى مناطق شمال حلب ومنها إلى منطقة منبج.

وقال إن طول مدة عملية "غصن الزيتون" لم يتم القيام بأي عمليات عسكرية في منطقة عفرين، مؤكدا بأن تلك الفترة شهدت مفاوضات روسية تركية حول هذا الأمر، فلم يتم القيام بأي عمليات قصف لتل رفعت بسبب تواجد عناصر من قوات النظام وكذلك قاعدة عسكرية روسية.

وأكد سيلفي أنه لن يتم القيام بعمليات عسكرية في منطقة تل رفعت، ولكن سيتم إنشاء نقاط مراقبة على مداخل ومخارج تل رفعت لمنع مرور الإرهابيين.

وعن إدارة عفرين، أكد الكاتب الصحافي أن أنقرة ستتخذ من جرابلس نموذجا لإدارة عفرين، حيث تم عقد الاجتماعات الأولى في مدينة غازي عنتاب في اليوم الأول لسقوط عفرين، وتم اختيار 30 شخصا لإنشاء مجلس لإدارة المدينة.



وبحسب سيلفي، سيتم إنشاء قوات عسكرية وقوات شرطة محلية من عناصر الجيش السوري الحر في عفرين، كما يتم العمل على جميع المعلومات الاستخباراتية اللازمة حول الخلايا النائمة التابعة لـ"الاتحاد الديمقراطي" في عفرين، وبعد التثبت منهم، سيتم العمل على تحييدهم عبر إنشاء مخافر، وذلك في الوقت الذي تم فيه تفكيك الألغام التي تركها عناصر "الاتحاد الديمقراطي" قبيل مغادرتهم المنطقة.