قوات الشرعية تستأنف عمليات التحرير بعد سقوط الهدنة

21 نوفمبر 2016
عودة الاشتباكات بين "الشرعية" والحوثيين بمناطق عدّة(صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -


أعلن الجيش اليمني الموالي للحكومة الشرعية استئناف العمليات العسكرية بمختلف جبهات القتال مع الانقلابيين، بعد انتهاء الفترة الأولية المخصصة للهدنة 48 ساعة، فيما قامت مليشيات جماعة أنصارالله (الحوثيون)، والقوات المتحالفة معها، بقصف عنيف للأحياء السكنية ومواقع سيطرة قوات الشرعية في محافظة تعز، لا سيما في الصلو (جنوباً).

وأوضح الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد عبده مجلي، في تصريح نقله موقع وكالة "الأنباء" اليمنية بنسختها التابعة للشرعية، أنّه جرى "استئناف عملية التحرير حتى استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب وتطهير كل شبر في اليمن". ويأتي إعلان الجيش هذا على الرغم من عدم سريان الهدنة التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بدون علم الحكومة الشرعية، وفق ما قالت حينها، على أرض الواقع.

وأضاف مجلي أنّ "الجيش مسنوداً بالمقاومة وطيران التحالف العربي حقق اليوم انتصارات جديدة في محافظة تعز، وتمكّن من تحرير موقع الدفاع الجوي شمال المدينة، وأنّ المعارك قد استؤنفت في مختلف الجبهات"، وأن "الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت ولن يقف امام عملية التحرير أي عائق".

ولفت إلى أنّ "المليشيات الانقلابية كما هو معروف عنها، لا تلتزم بعهد ولا ميثاق واستمرت في خروقاتها واعتداءاتها على مواقع الجيش في جميع المناطق، واستمرت في قصف المدنيين وإطلاق الصواريخ الباليستية على المدن في الداخل والخارج".

في المقابل، قصفت المليشيات الانقلابية الأحياء السكنية ومواقع سيطرة قوات الجيش الوطني في محافظة تعز.

وقال مصدر في قوات الشرعية، لـ "العربي الجديد"، إنّ "المليشيات استهدفت بقذائف عدّة مواقع الجيش الوطني في مديرية الصلو، كما استهدفت مواقع آخرى في الجبهة الغربية والشرقية للمدينة".

وأوضح أنّ "3 من المدنيين بينهم طفلان قتلوا، وأصيب عدد آخر بجراح إثر القصف العنيف لمليشيات الحوثي والمخلوع على الأحياء السكنية في منطقة الدمينة (غربي مدينة تعز)، والحي العسكري شرق المدينة، بالتزامن مع الاشتباكات المستمرة التي تشهدها الجبهتان الشرقية والغربية للمدينة بين قوات الانقلابيين ووحدات من الجيش الوطني".

وبيّن أنّ "المعارك التي تشهدها الجبهة الغربية، أسفرت عن مقتل 2 من أفراد الجيش الوطني و9 من المليشيات الانقلابية وجرح عدد آخر من الجانبين، كما نجحت وحدات الجيش الوطني في اغتنام دبابة في معسكر الدفاع الجوي، الذي تم تحريره بالكامل في معارك اليوم لتنتقل المعارك إلى شارع الخمسين في الجبهة الشمالية الغربية، حيث استهدفت مدفعية الجيش الوطني المتمركزة في جبل جرة، مواقع المليشيات الانقلابية في شارعي الأربعين والخمسين".

وفي هذا السياق، نفى قائد اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية، العميد الركن عدنان الحمادي، في حديث لـ"العربي الجديد"، الأخبار المتداولة عن استهدافه بصواريخ كاتيوشا، مؤكًداً أنّ "حسم المعارك المشتعلة في الصلو بات قريباً، وأن قوات اللواء 35 مدرع قد نجحت في تحرير أكثر من 90 بالمائة من مديرية الصلو خلال أسبوع من المعارك الشرسة، ضد المليشيات الانقلابية".

وأشار الحمادي إلى أنّ "قوات الانقلابيين تحشد بقوة لتعزيز تواجدها في قرية الشرف آخر مناطق سيطرتها بمديرية الصلو جنوبي تعز، باعتبار أنّ المعركة في القرية مصيرية بالنسبة لها وبسقوطها ستصبح خطوط امداد المليشيات في جبهات حيفان ودمنة خدير والمقاطرة (جنوباً) في مرمى نيران الجيش الوطني، وأنّ المعارك لا تزال مستمرة وعلى أشدها".

وتابع أنّ "قوات اللواء 35 مدرع في جبهة الأقروض (جنوبي تعز)، سيطرت على تبتي عسق والمنارة وجبل الشجرة، آخر معاقل المليشيات في الأقروض التي باتت محررة بالكامل"

إلى ذلك، شنّ طيران التحالف العربي غارتين جويتين على تجمعات المليشيات، في منطقة العمري بمديرية ذو باب الساحلية (غربي تعز)، وذلك عقب انتهاء الهدنة المعلنة.

وكان التحالف العربي بقيادة السعودية الداعم للحكومة اليمنية، قد أعلن عن انتهاء هدنة الساعات الثماني والأربعين التي كان قد بدأ تنفيذها ظهر السبت، عازيا ذلك إلى "انتهاكات" المتمردين الحوثيين وحلفائهم، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه لوكالة "فرانس برس".

وقال المتحدث باسم التحالف، اللواء الركن أحمد عسيري، إنّه "لم يكن ثمة احترام (للهدنة)، فقط انتهاكات"، مضيفاً أنّه "على المستوى العسكري، في الوقت الراهن لا يوجد لدينا أي توجيه لتمديد وقف إطلاق النار".

وشهدت العاصمة اليمنية صنعاء انفجارات، صباح اليوم، جراء غارات جوية يُعتقد أنها قنابل صوتية، في وقت تتوجه فيه الاتهامات للحوثيين بارتكاب مئات الخروقات للهدنة قبل ساعات من انتهاء موعدها المبدئي ظهر اليوم، فيما اتهم الحوثيون القوات الشرعية والتحالف بارتكاب 114 خرقاً، في حين هدّد التحالف العربي بعدم تمديد الهدنة في حال استمرت خروقات الانقلابيين.

وجاء هذا التطور قبل ساعات قليلة من الموعد المحدد لانتهاء الهدنة، في ظل اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار، خصوصاً من قبل الحوثيين الذين اتهمتهم قوات الشرعية بارتكاب أكثر من 400 خرق للهدنة، في مختلف الجبهات.